22-07-2006, 01:46 PM
|
#11
|
عضو نشط
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 16279
|
تاريخ التسجيل : 06 2006
|
أخر زيارة : 23-06-2007 (07:33 PM)
|
المشاركات :
64 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
مذكرات رجل فاشل .. [ 5 ]
أعمدة من زمن الخلافة كانت تقف شامخة على مدخل فندق تستقبل كل زوار اسطنبول علامات جامدة تنطق بهمس في أذن كل سائح غربي تخبره عن الكثير من الماضي الذي ربما يحاول أن ينزع صفحاته من كتب التاريخ .
فندق من الدرجة الأولي ذات الخمس نجوم لن يغريني بالسكن فيه
لو كنت أنا من يدفع التكاليف .
هي طلبت أن تقابلني هنا ولا اعرفها من قبل
تعتقد انه أفضل من اللقاء في البلد الذي نعيش فيه ..
أن تحصل على رحلة مجانية بكل تفاصيلها فيه متعة كبيرة ولاسيما
أن مرافقك هذه المرة أنثى لم تلتقي بها من قبل ..
شعور جيد وانطباع يجعلك ما بين توتر وقلق
وأمنيات تطلقها مع رياح آتية من أوروبا
ربما يتحقق فيها إشباع للطاقة الشهوانية
التي هي موجودة في كل جنس يتحرك على الأرض
في لحظة تزاحم معها عند مدخل الفندق فضلت أن اجعل السيدة التي لا اعرفها تتقدمني للدخول إلى ساحة الفندق ..
توجهنا سوية نحو كونترات الاستقبال بعد أن تبادلنا نظرات تحمل معها ابتسامات خفيفة تدل على أني أشبعت غرورها كأنثى بان جعلتها تتقدمني في الدخول والسير ..
لكن المسكينة اكتشف أن حجزها قد الغي
وقفت صامتة تترقبني والموظف يستفسر عن حالي
وهو أن غرفتي تحتوي على سريرين وأنا هنا لوحدي
كأنما يشير إليها في خفاء
أن تفاوضني على المبيت معي في نفس الغرفة ..
لا اعرفها ولا اعلم من تكون
كل ما خرجت به من مشاهدة واستماع للحديث أنها عربية ..
ورفيقتي التي سوف توافيني في مساء اليوم التالي عربية ..
وهنا يجتمع العرب في اسطنبول لتبادل نخوة العروبة
نظراتها لم تجدي معي نفعا
بقدر ما عملته الدماء العربية المتدفقة في عروقي
والتي توحي لي بان تلك السيدة تحمل نفس الدماء بكل صفاتها
قررت أن اقبل بعرض المبيت معي في نفس الغرفة
بشرط مع بدايات الضوء ترحل .
وقتها يمكنها الحصول على حجز في نفس الفندق أو أخر
كانت في الثلاثين من عمرها وتقترب نحو الأربعين
بتسارع بحكم الجهد الواقع على كاهلها
والظاهر على جسدها رغم قوامه المفصل بتناسق
مرهقة حد الإغماء
رغم ذلك إلا أنها كانت تثرثر معي على طاولة مستديرة خشبية
تعود لقرون قديمة . ندخن التبغ
وهي تستطرد في الحديث عن همومها وبؤسها لتزيد من شقائي وأحزاني
بدأت الأمطار تهطل بغزارة في ليلة باردة ورعود تهز المبني
كـ لعبة في يد طفل يحركها بين اتجاهين
منظر جميل من مبني عال إلى أمطار تهوي نحو الأرض
بحركة سريعة تخطف معها الكثير مما يلوث الأجواء
لتعود به نحو حيث كان مرة أخرى
تشاهد كثافة الأمطار حول أعمدة الأنوار الممتدة على طول الشارع وعلى البنايات العالية المرتفعة والتي تحتضن داخلها الخطيئة والفضيلة في آن واحد . تعمل على تحقيق هدف واحد وهي أنها تحمي من بداخلها كأم احتضنت أطفالها من غزارة أمطار ورعد يأتي من السماء وهو يحمل الغضب
تتكسر خيوط الضوء الممتدة بانتشار غير منظم على قطرات الماء
الملتصقة بالنوافذ الزجاجية
وهي مازالت تتحدث
تركتها تتوسع بالحديث عن حالها وارتميت على فراشي
وأنا اسمع ما تقول بتثاقل إلى أن فقدت التواصل معها عن طريق السمع ..
ومع بداية إشراقة صبح جميل
كانت تلك الفتاة على وعدها أن رحلت كما هو الاتفاق
تركت لي على الطاولة التي تسامرنا حولها
كرت يخصها ويحمل اسمها مدسوس طرفه تحت طفاية سجائر مليئة بالأعقاب
نظرت له بتعجب كانت سفيرة لدولة عربية تقضي أجازتها في تركيا
ترددت كثيرا البارحة في أن امنحها أنفاسي الدافئة
فـ فارق السن بيننا يجعلني امنحها أكثر مما هي سوف تعطيني إياه
تفكرت فيها فوجدت أنها فكرة خاسرتي فيها اكبر من أرباحي
ستحملني إرهاقا على إرهاق في جسد احتاجه بطاقات عالية في يوم قادم
لذلك طردت فكرة إغواء تلك السيدة
ولو كنت اعلم بأمرها ما ترددت لحظة في المحاولة
وقتها سوف اشعر أني نكحت حكومة عربية من خلال هذه السفيرة
وبالتالي حققت جزء بسيطا من حلم امة مقهورة
أخذت الكرت ووضعته بجوار أعقاب السجائر لأنها فرصة واحترقت
وما أجملها حينما تأتي هكذا بدون أن تخطط لها
لكنها ضاعت .. ولن أسعى خلفها
يعرُب
|
|
|