- الرجوع للحق مطلب والتمادي في الباطل خطأ
- الرجوع للحق مطلب والتمادي في الباطل خطأ :
عندما تتورط الفتاة في علاقة مع أحد الشباب فإن هذه العلاقة تبدأ في العادة على شكل كلام عام ، وقد يكون فيها نوع من عبارات الإعجاب والثناء والغزل .. وبعد هذا تزداد العلاقة قوة بحيث تأخذ منحنى خطراً , وتبدأ عبارات الإعجاب والحب والغزل الصريح والوعود بالزواج والحب الخالد بالظهور .. إلى أن تصل هذه العلاقة إلى مرحلة التعلق والحب الذي يطمس صوت العقل !
عند هذا يبدأ الشاب - أو الفتاة في بعض المرات - بمحاولة زيادة هذه العلاقة الناشئة عن مجرد الكلام إلى رؤية صورة الحبيب ، وشيئا فشيئا تزيد هذه العلاقة وتستعر نار الحب في الطرفين فيكون اللقاء ويتلوه اللقاء حتى يحصل المحظور والعياذ بالله !
والذي يحدث في أكثر الحالات أن الشاب يقوم بتسجيل المكالمات الغرامية هذه ، والتي - بالطبع - فيها اسم الفتاة وسنها ومعلومات كثيرة عنها وعن عائلتها ، وهذه المعلومات تكون من الكثرة بحيث يتأكد من يسمعها أنها فعلاً لهذه الفتاة وأنه لا مجال للإنكار أبدا ..
وعندما يحصل الشاب على الصورة فإنه يكون قد حصل على الدليل الثاني
وإذا تطورت العلاقة إلى الخروج مع ذلك الشاب فإنه قد يكون هناك تسجيل فيديو فيكون هذا هو الدليل الثالث ..
وهذه الأدلة - وغيرها - تساعد الشاب على ابتزاز الفتاة ، وإجبارها على قبول مطالبه التي لا تنتهي إلا برغبته هو ، وبعد أن تكون الفتاة قد استخدمت من قبله ، وربما من قبل أصدقائه أيضا .
ويخطئ من يظن أن كل شاب معاكس يتمنى أن يصل إلى ما يريده من الفتاة حتى يستخدمها بهذه الطريقة ، فإن هناك نسبة بسيطة جداً منهم تكون مخلصة لمن يحبون ، ويكون الابتزاز والإجبار ليس وارداً عندهم ، بل يكون الحب صادقاً ومن القلب .. ويختم هذا الحب بالزواج !
لكن هذا لا يعني أنه حب جائز .. بل هو محرم …! ولا بد من الزواج حتى تكون هذه العلاقة مباحة .
وإلى أختي الفاضلة التي انتبهت لنفسها قبل أن تلطخها أوحال المعصية وتحيط بها قيود العار .. أقول :
قد تكونين الآن في مرحلة من هذه المراحل ، وقد تكونين متيقنة مِنْ أن مَنْ تكلمينه لن يقتنع بهذه المرحلة إلا كممر أو وسيلة لبلوغ المرحلة التي بعدها ، وأنتِ تعلمين أنكِ وأنتِ تتحدثين معه قلتِ له الشيء الكثير ، قلتِ له اسمك وعمرك واهتماماتك ، وقلتِ له تفاصيل حياتك وحياة عائلتك ، وقلتِ له الكثير من التفاصيل التي يمكنها أن تكون خطراً كبيراً عليكِ إذا وصلت إلى أهلكِ !
ربما أنكِ الآن في حيرة من أمرك ! تقولين : ماذا أفعل ؟ هل أصدق كلامه المعسول وأستمر في هذه العلاقة ؟ أم أقطع الصلة بهذا الرجل وغيره وأرفض هذه العلاقات المشبوهة ؟!
وإذا توقفت ..! ماذا عن الأدلة التي يملكها عليكِ ؟! وهل سيسكت عنكِ أهلكِ إذا عرفوا ما الذي فعلتيه ؟
قد تكونين في حيرة من أمركِ - ويحق لكِ هذا - ، وسأناقشكِ لعل الله أن يدلكِ على الطريق الآمنة ، ويدلكِ على الأجوبة الصحيحة لهذه الأسئلة .
أيتها الأخت : متى تنوين التوقف ؟ وما هو الحد الذي إذا وصلتي إليه ستقررين قطع العلاقة بمن تكلمينه ؟
وإلى متى التسويف ؟؟
أيسركِ أن تقعي في المنكر ؟؟
وهل أنتِ متيقنة من إخلاص هذا الشاب لكِ ؟؟ وما الذي يضمن لك أنه سيتزوجك بعد أن يحصل منكِ على ما يريد ؟!
ألم تسمعي اعترافات كثير من الشباب بأن ما يفعلونه ليس إلا من باب " الوناسة وسعة الصدر " ؟
ألم تقرئي أو تسمعي عن عشرات الفتيات اللواتي فقدن عفتهن ثم ذهب فرسان أحلامهن وتركنهن يتجرعن المرارة والألم ؟ لماذا تحول فرسانهن إلى ذئاب .. وتظنين أن فارس أحلامكِ سيبقى حملا وديعا ؟!
هل رأيتِ لصا يطرق باب الدار ليستأذن أهل البيت في سرقة منزلهم ؟! إن هذه ليست طريقة اللصوص ، فاللصوص يأتون من النوافذ في حين غفلة من أهل البيت .. ألا تشعرك هذه العلاقة بأنك الدار التي تسرق ؟! ألا يخيل إليكِ أن المعاكس لص يحاول اقتحام ذلك السور الذي أمركِ الله بحفظه إلى أن تهدينه لزوجك كدليل واضح على عذريتك وشرفك وعفتك ؟؟!
لو رأيتِ نارا تتأجج في حفرة كبيرة فهل ستفكرين في الاقتراب منها ؟! أنا لا أطلب منكِ إلقاء نفسكِ في النار .. كلا ، بل أطلب منكِ الاقتراب فقط ..
إن هذا جنون بلا شك ، فالعاقل لا يقترب من المكان الذي فيه إيذاء له .. وهذا صحيح ، والعاقلة لا تضع نفسها قريبا من حفرة النار هذه بحجة أنها تضيع الوقت وتسلي نفسها .. بل تفر من هذا المكان حفاظا على نفسها وعلى سمعة عائلتها .
الذي أنصح به كل فتاة تورطت في علاقة كهذه ، أن عليها أن تبادر بقطع هذه العلاقة من الآن، فإن كانت في البداية فهذا خير ، وإن كانت قد وقعت في شي من الحرام فلتعلم أن فعل الحرام لمرة أفضل من فعله عشر مرات ..
وباب التوبة مفتوح ولم يغلق إلى الآن .. فبادري قبل أن تبلغ الروح الحلقوم وتنقطع عليك طرق التوبة !
واعلمي أن الرجوع للحق خير لك من التمادي في الباطل بحجة أن هذه آخر مرة أو أن هذا الشاب ليس كغيره أو أنك ستتوقفين عند حد معين ، ورجوعك قبل أن تكلمينه بالهاتف خير لك من التوبة بعد هذا ، ورجوعك بعد أن تتبادلي معه الصور خير لك من رجوعك بعد الخروج معه ، وتوبتك قبل الخروج خير لك من التوبة بعد وقوعك في جريمة الزنا والعياذ بالله !
تذكري - أختي المؤمنة - قول الله تعالى { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً }53/الزمر … واعلمي أن كثيرات غيرك وقعوا في الحرام أو مقدماته ، فمنهن من تابت فتاب الله عليها وبدل سيئاتهن حسنات ، ومنهن من لقيت الله ولما تتوب من ذنوبها وسيلقين الله وقد سجلت هذه الخطايا في صحائفهن ، فبأي وجه سيلقينه سبحانه وتعالى ؟!
إذاً : لا تتمادي في الحرام واسمعي نداء العقل قبل أن يُغلق عليكِ باب العودة ! واحذري كل الحذر من التسويف فإنه داء لا علاج له إلا العزيمة الصادقة على التغيير
________
يتبع ......
|