10-06-2002, 05:12 AM
|
#1
|
عـضو دائم ( لديه حصانه )
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 1463
|
تاريخ التسجيل : 04 2002
|
أخر زيارة : 21-10-2004 (05:57 AM)
|
المشاركات :
1,406 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
وداعا
هل تعرفون كم الساعة الآن........انها تشير الى الرابعة و الربع فجرا
اليوم الاثنين.....
هل تعلمون الى أين سأذهب في الصباح.....الساعة الثامنة تحديدا...؟
سأذهب الى الجامعة التي مازالت روحي تحلق فيها حيث تركتها هناك...
في معامل الكيمياء.....
سأذهب لأسحب آخر ما تبقى لي من أوراق في تلك الجامعة..
سأذهب لألقي التحية الأخيرة...
و أقول وداعا...
ستغضب روحي
ثم ستبكي
أعرف أنها ستبكي...
و سأشاركها البكاء...
لأنه الشيء الوحيد الذي سأستطيع عمله..
فلا أعذار لدي أقدمها....
هي لن تقبل مني أي عذر أصلا...
فقد أخلفت وعدي معها...
حينما تركتها هناك.....قبل سنة من الزمان...
أبت أن تغادر معي....
أصريت على طلبي...
لكنها أبت الا أن تبقى هناك...
و عندما سألتها عن السبب...
قالت لي أنها عشقت ذلك المكان...
و انها اليه تنتمي...
و في حضنه ترتمي..
و من ينبوعه ترتوي...
راعني موقفها ذاك فسألتها بخوف...
و كيف أعود من دونك...؟!
ابتسمت بثقة و رمقتني بتلك النظرة المشعة...
ثم قالت.....
و لماذا تغادرين....؟
استفزني سؤالها.....و رحت أغلي غضبا
صحت في وجهها...
ألم أشرح لك قبل قليل.....؟!
نفسيتي متعبة....و فقدت التركيز......لم أعد أستطيع النوم جيدا
مكتئبة....لم أعد أطيق نفسي......لقد طلبت تأجيل الدراسة
و انتهى الأمر....و...
هل أنت تصغين الي؟؟!!ماذا تفعلين!!
كانت روحي منهمكة في كتابة شيء ما...
ثم أمسكت بالأنبوب الذي كان يحوي سائلا بنفسجيا رائق اللون..
و أضافت اليه شيئا ما....قبل أن تمسك الأنبوب بين يديها بحذر شديد
رجّته بضع مرات و توقفت....لتحدق فيه بامعان...
قبل أن تضعه جانبا...و تمسك القلم لتدوّن ملحوظة ما في كراستها...
استفزني موقفها اللامبالي ذاك....!
فصحت في وجهها مرة أخرى.....
هل أنت تصغين الي.....؟!؟!
توقفت عن الكتابة.....و نظرت الي.......اذهبي من دوني
أذهب من دونك!!!!!
كيف أذهب من دونك!!!!!
أنتي روحي......من غيرك أمـ...
قاطعتني لتقول بثقة...
لن أستطيع مغادرة هذا المكان.....و أنت تعرفين ذلك جيدا...
لذا اذهبي.....ارحلي من دوني....على أن تعودي الي يوما...
و هكذا صار...
تركتها و عدت الى المنزل.......جسدا....بلا روح
تركتها هناك تحلق.......حيث أرادت دوما أن تكون...
مرت السنة....
و ها أنا أعود...
ليس لأتحد معها مرة أخرى...
و إنما لأودعها...
الوداع الأخير....
لأنها لن تقبل بالعودة معي.....
سأحاول استجداء عطفها.....سأحاول اقناعها أن تعود معي...
سأخبرها أن الجسد من دون روحه يموت...
لكني أعرف ما سيكون جوابها...
ستجيبني أن نعم
الجسد لا يعيش دون روح..
لكن الروح تعيش دون جسد...
الروح كُتب لها الخلود...
و ستبكي..
ستبكي لأنها لن تستطيع العودة معي...
و هي تعرف تماما أنها بذلك تتسبب بقتلي..
لكني لن ألومها
فهي لم ترتكب جرما..
ليس ذنبها أن يكون طموحها....بلا حدود...
انه ذنبي أنا لأنني لم أستطع مجاراتها في ذلك...
لذا....فأنا لا أستحقها...
سيكون اليوم حزينا...
سيكون اليوم فراقا بين جسد و روح
و ما أصعبها من لحظة
سأعود بعد وداعها جسدا ميتا...
و ستبقى هي هناك...
تحلق...
حيث أرادت دوما أن تكون.
|
|
|