شكراً لتواصلك أخي مؤتمن ، ويسعدني أن أجد من يبادلني الطرح ويتجاوب معي في هذا الموضوع .
إن تلاحظ في تناولي لموضوع الإنسان الحساس بأني أركز على (الآخرين) وعلى رؤيتهم أو تعاملهم معه . نظرة الآخرين للإنسان الحساس ليست مقياساً صحيحاً ، وإنما ما أردت قوله أنه لكون انفعالات الإنسان الحساس مميزة وتثير الانتباه فهذا ما قد يجعل الآخرين يرونه مختلفاً أو (مريضاً) . ألا يطلق المجتمع على الإنسان الطيب لقب (عبيط) أو (ضعيف) أو (درويش) وربما (أهبل) . فهل كانت الطيبة والهدوء والتسامح عيوباً ؟؟

أما عن طلبك حول الإنسان الحساس من وجهة نظري ،

فالإنسان الحساس من وجهة نظري هو ذلك الشخص الذي تقوده انفعالاته العاطفية ويعتبر نظرة الآخرين له شيئ مقدس . الإنسان الحساس يحاول إرضاء الآخرين بذبح نفسه ، لكنه إن لم ينجح ولو في حالة واحدة فيسيعيش في حالة حزن . الإنسان الحساس يحاول أن يكون جميلاً في نظر الآخرين ، لذلك تجده مبدعاً . لكن أي نكسة بسيطة يمكن أن تصيب عمله يمكن لها أن تدمر عمله كله . الإنسان الحساس يرى أن في استحسان الآخرين له ليس بمثابة (خذ وأعطي) ، أي ليس مردوداً مادياً ، ولكنه يشعر أن ذلك من حقه لما يبذله من عاطفة للآخرين الذين يحبهم . الإنسان الحساس هو ذلك الذي تجرحه ليس الكلمة أو الفعل ، بل النظرة كفيلة بأن تجرحه . الإنسان الحساس لا ينسى الإساءة أو المواقف الجارحة أبداً ، فهي تعيش معه كل لحظة ويصحو وينام عليها .
وأخيراً ، فربما في رأيي أن الإنسان الحساس اليوم يعيش في زمن ليس زمنه .