07-08-2006, 08:35 AM
|
#1
|
عضـو في نادي المتفائلين
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 7257
|
تاريخ التسجيل : 10 2004
|
أخر زيارة : 10-08-2008 (11:37 PM)
|
المشاركات :
966 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
من قديمي(2)
قد كتبت هذه القصة قبل فترة طويلة وهي أول محاولاتي
ولا أدري لما تذكرتها اليوم ولما أعود لقديمي؟
. . .
(مدينة الموتى)
. . .
وحيد وغريب
هذا أنا
وهذا الإحساس
يأبى إلا أن يلازمني في كل وقت وكل زمان
فبين أهلي يسيطر علي هذا الإحساس
فلا أنا استمتع مع الأصحاب
ولا أجد للضحكة معنى
بل مثل هذه اللقاءات تضايقيني
ففيها أتكلف الابتسامة
والدمعة في عيني
وأنا وهي في جدال دائم
تحاول أن تخرج وأمنعها
وعندما أريدها أن تنزل تتمنع
لا أعي من حديثهم إلا القليل
ولا أتحدث إلا عندما يستلزم الأمر
أمسك بالجريدة ساعة
(وبجوالي) لساعة أخرى
المهم أن أخفي وجهي عنهم
حتى لا يفضحني
أحمل نفسي بينهم على غير ما تحب وتهوى
أحدث نفسي دائما
أنني لا أنتمي لهذا المكان
لهذا
أحببت السفر
فهو يضيف لغربتي ووحدتي بعداً آخر
فعندما أسافر
لا أكون مضطراً للمجاملة
ولا للتحدث عندما أريد الصمت
وكم تهوى نفسي الصمت؟؟
وكم قضيت من أيام
كنت فيها صامتا
ووحيد
استخدم لغة الإشارة
إن أقتضى الأمر
أذهب إلى أقصى ما أستطيع أن أصل إليه
لا أذهب وحيداً
لا
بل أأخذ معي أصحابي
وصاحبي الأول هو كتابي
أحمل معي أفضل ما تقع عليه عيني
من الروايات ومن القصص
وأما صاحبي الآخر فهو أم كلثوم
فصوتها يرافقني بكل مكان أذهب إليه
لا أستطيع أن أستغني عنها
وعندما أصعد على الطائرة
وأستقر بكرسيي
الذي يكون دائماً مجاور للنافذة
حتى لا يفوتني منظر الأرض
وهي تبتعد
وأضع السماعة على أذني
وأبدأ بقراءة أول كتبي
على صوت الست وهي تتأوه
محلقاً في الهواء
بعيداً عن كل ما ينغص على حياتي
بعيداً عن كل ما يذكرني بألمي ومعاناتي
هذه اللحظة بالنسبة لي
هي من لحظات التجلي
وهنا فقط أحس بالراحة
وما أشد غضبي
عندما يعيقني أحدهم
من الاستمتاع بها
ليروي لي قصة حياته
أو ليعرف قصتي
لا يعلم أني هارب عن كل من أعرف
لا يعلم أن الحياة برمتها لم تعد تستهوني
لكن وجهتي في هذه المرة مختلفة
فهي ستكون
إلى خارج الحياة
إلى مدينة ليس فيها حياة
إلى مدينة لا يستطيع أن يصل إليها
إلا أنا
إلى مدينة الموتى؟؟؟؟
وصلت للموظف المسئول
واضعاً الحياة خلفي ومتجه للموتى ومدينتهم
سألته أن يعطيني تذكرتي
فقال لي هل تريدها خروجاً نهائياً أم تود العودة؟؟
قلت: لأعلم
هو: كيف لا تعلم..أليس لديك من تود العودة من أجله؟؟
استثمر هذا الفرصة فهي لم تتح إلا لك؟؟
أنا:: أعطني مهلة لأفكر
هو:: خذ وقتك فأنت المسافر الوحيد لدي
فلا أحد غيرك يود السفر لهذه المدينة
ذهبت وأنا أشعر بروحي توشك على الخروج من صدري
أسائل نفسي هل أعود ولمن ولماذا؟؟؟
أمن أجل أن أتألم وأعاني؟؟
هل أعود من أجل الكذب والزيف
أم لأرى الأقنعة
تعبت
ونفذت ما لدي من طاقة
تعبت من الرقص فوق جراحي وهي تنزف
تعبت من التبسم وفي داخلي ألف دمعة
تعبت من الإدعاء أن كل شيء على ما يرام
وأنا أتلوى مما بي من ألم
لكن ماذا عن سارة؟
ماذا عن تلك اليتيمة؟
عمها بالنسبة لها كل شيء
عندما أتتني ودمعتها فوق خدها
تقول ( عمو) هو صحيح بابا سافر
وما راح يجي
انعقد لساني ولم استطع أن أجيبها
فقالت (عمو) ابيك أنت تصير بابا
أمسكتها وحضنتها إلى صدري
أكفكف دموعها ودموعي
نعم من أجلك أنت يا حبيبتي سأعود
من أجلك يا(سارونه)
سأعود؟؟حتماً سأعود؟؟
ذهبت إلى صاحبي وأخبرته بأني أود أن أعود
أعطاني تذكرتي وقال
أتمنى لك رحلة سعيدة مع أنها لا تبدوا كذلك
أمسك بيدي عندما أوشكت أن اخرج من هذا العالم
وقال خذ هذا المصباح...قد تحتاجه في هذه المدينة
ونظر إلي وقال
قلبي معك أيها المسكين
دخلتها وإذا بها مظلمة
لا أرى يدي من شدة ظلمتها
أشعلت مصباحي
لكن نوره لم يستطع أن ينفذ من خلال ظلام هذه المدينة لشدته
فمشيت أتخبط بالقبور
أحاول أن أتجنبها ما أمكنني ذلك
إكراماً لأصحابها
إلى أن تعثرت بصخرة ووقعت أرضا
فتحسستها وجلست عليها
أنتظر الشمس لتشرق لكنها لم تفعل
أننتظرها من كل الاتجاهات
بعدما مللت النظر إلى الشرق
هذا أنا تائه في مدينة الموتى أنتظر النور ليمحو ظلامها؟؟؟؟
. . . . .
. . . .
. . .
. .
.
ملاحظة:: هذا المسكين ليس أنا وقد يكون أنا وقد أكون جزءاً منه وقد يكون هو الجزء وأنا الكل
د.خالد22
|
|
التعديل الأخير تم بواسطة فوضى مبعثره ; 07-08-2006 الساعة 09:03 AM
|