الأخت الفاضلة نور حفظك الله
موضوع رائع ومجمل ،
أرى أن نقص الثقة هو أحد هذه العوامل المسببة لفشل الحوار . وقد أشرت أنت لها في مقالك عند الحديث عن (دور المحقق والشرطي) . للأسف بعض الآباء يعمل دون هوادة لمعرفة أدق أمور ولده بداعي أو حجة أن يمنعه من الوقوع في الخطأ . وهؤلاء الآباء ينسون السبب الحقيقي للوقوع في الخطأ وهو : لكي لا نقع فيه مرة أخرى . والإبن لا يقع إلا ليقوم ، فكيف سيتعلم ويكتسب خبرات في التعامل مع الآخرين أو حلول لمشاكل قد يقع فيها .
وهناك مثل شعبي مصري قد يبين ما أريد قوله وهو (الست الشاطرة ولادها خايبين) . لأنها تقوم بكل العمل ولا تدع لهم مجال لكي يقوموا بأي عمل . هذا الأمر لا يبعث على الثقة التي يجب أن يعطيها الآباء لأبنائهم ، ومراقبة تصرفهم ثم التحاور معهم حولها بطريقة إرشادية .
ولا أدري إن لاحظ الزملاء أن الطفل لدينا لا يستطيع الكلام أمام الكاميرا ، إلا ما ندر . بعكس بعض الأطفال في دول أخرى تجدون جرأة عجيبة في التحدث أمام الكاميرا وبدون أي خوف أو خجل . ما الفرق بين هذا وذاك ؟ التربية في المنزل ، وتعويد الطفل على الثقة بنفسه من عدم الهرع إليه عند أي مشكلة يقع فيها . حماية الآباء الزائدة لأطفالهم (خوفاً عليهم طبعاً) والمبادرة فوراً لتلبية أي طلب لهم أو الهرع إليه عند بكائه ، قد يجعل الطفل فاقد الثقة بنفسه ، عدا عن أن الأباء أنفسهم يفقدون الثقة في قدرة أبنائهم على المواجهة . فينشأ الطفل ، وأبواه ما يزالون يقدمان له الحماية لأنه بنظرهم (ضعيف) ، فكيف إذن سيواجهونه بالحديث أو الاستماع ؟ أو كيف سيجد الإبن الشجاعة للجلوس مع والديه والمصارحة .
قرأت العديد من القصص عن أبناء بلغوا الحلم منذ سنين وهم لا يعرفون ما عليهم فعله عند الإحتلام من إغتسال !!!!!!!! أليس هذا دور الأب في المواجهة مع إبنه والمصارحة . لكن بسبب عدم وجود الثقة بالإبن وأنه ضعيف ، فستختفي هذه المواجهة والمصارحة .
والمثل الشعبي يقول (إن كبر إبنك خاويه)
أعتذر عن الإطالة ،
ولكم تحياتي