22-08-2006, 01:43 AM
|
#2
|
V I P
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 5696
|
تاريخ التسجيل : 02 2004
|
أخر زيارة : 15-11-2010 (09:06 PM)
|
المشاركات :
8,386 [
+
] |
التقييم : 87
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
عالم جدير بالطفولة!!! . . . .
هكذا هي الطفولة هناك وسط القذائف والرصاص، كيف يبقى الطفل طفلاً وهو يحمل في حقيبته المدرسية دماء صديقه، كيف ينام مستقراً في حضن أمه وكنف أبيه وهو لا يأمن أن يستيقظ في الصباح فيجدهما حوله.
إنها الطفولة في فلسطين... صبية كانوا في طريقهم إلى مدرستهم في الصباح الباكر عندما ضرب أحدهم بقدمه قذيفة كانت موجودة في
الأرض فانفجرت وقتلته ومعه أربعة من أقاربه تتراوح أعمارهم بين 7 و14عاماً، قذيفة أطلقتها الدبابات الإسرائيلية على مخيم خان يونس ولم تنفجر حينها...
وقتلت ماريا أبو سريس (10 سنوات) برصاص جنود الاحتلال وهي تلهو في غرفة بيتها، كما خرق رصاصهم جسد رهام ورد (12عاماً) في غرفة صف مدرستها بمدينة جنين، وقتل طفل برصاص دبابة عندما كان يلهو في عطلته الأسبوعية أمام منزله في قرية اليامون، و محمد الدرة، الذي تلقى جسده الصغير الرصاص وهو في حضن والده، و فارس عودة الذي تصدى بحجره الصغير لدبابة إسرائيلية ضخمة
وراء أسوار السجون
أغمض الصبي ( أيمن دراج) عينيه ليستعيد ذكرياته داخل جدران سجن (بيت ايل) الإسرائيلي إثر اعتقال الجيش الإسرائيلي له بتهمة رشق الحجارة على مركبات عسكرية ليمضي 4 أشهر في عتمة السجن. وبصوت مرتج، قال أيمن (13عاماً): (سجنوني أربعة أشهر، وأرغموني على الاعتراف برشقي الحجارة على الجيش، وخوفاً منهم قلت: إني فعلت، تعرضت للضرب والتجويع و"الشبح" أجلسوني على كرسي صغير وكبلوا يديّ وراء ظهري ووضعوا غطاء ذو رائحة كريهة على رأسي لساعات طويلة).
قالت والدة أيمن أن الجيش اعتقل طفلها من المنزل بينما كان نائماً على سريره في الساعة الثانية فجر أحد أيام مايو الماضي، حيث طوقوا المنزل ثم اقتحموه بطريقة فظيعة وأقاموا أيمن من فراشه وكبلوا يديه و عصبوا عينيه وزجوه في مركبة عسكرية لنعلم بعد ذلك أنه موجود في معتقل بيت ايل.
الطفلة سناء عمرو 14عاما اعتقلت مع شقيقتها لاتهامها بمحاولة طعن مستوطن في شارع الشهداء في الخليل. وقال محامي المنظمة الذي زار سجن الرملة (عزلت سناء وحدها في غرفة ضيقة لمدة 12 يوماً متواصلة الأمر الذي خلق عندها وضعاً نفسياً غير مستقر.)
الطفل إبراهيم عايد عبد الجواد زعول اعتقل على أيدي جنود الاحتلال بصحبة عدد من القوات الخاصة الذين كانوا يلبسون الأقنعة على رؤوسهم، بعد أن قاموا بإطلاق رصاصة لإطفاء اللمبة الموجودة على المدخل، وانتشروا في جميع أرجاء المنزل بصورة أرهبت جميع أفراد عائلته خاصة الأطفال، وحين خروجه من البيت قام الجنود الذين كانوا يمسكونه من ذراعه بضرب رأسه في بوابة المنزل الرئيسية المصنوعة من الحديد، ثم أخذوا وهم ماضون في طريقهم لسيارة الجيب العسكرية بركله على قدميه وجعلوه يسقط على الأرض، تم وضعوه في الجيب وساروا به بصحبة معتقلين آخرين معصوبي العيون.
تلك كانت قصص من حكايات الاعتقالات التي انتشرت بشكل كبير حيث أشارت تقارير منظمة الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال أن
إسرائيل تحتجز 351 فلسطينياً قاصراً أي دوم سن الـ 18من ضمنهم ست فتيات.
وقالت منظمات حقوقية تعنى بشؤون المعتقلين الفلسطينيين أن الأطفال يخضعون لإجراءات قاسية خلال عملية الاعتقال والتحقيق دون مراعاة لسنهم، ويتم إخضاعهم لمختلف الضغوط النفسية والجسدية على يد المحققين الإسرائيليين، وانتزاع اعترافاتهم عنوة، حيث يعمد المحققون الإسرائيليون إلى أساليب عنيفة مثل شبح الأطفال لساعات طويلة والاعتداء عليهم بالضرب وحرمانهم من النوم، ومن زيارات الأهل، والمواد الثقافية والدراسية، تردي نوعية الطعام المقدم لهم. وقد تورط عدد من الأطباء والممرضين داخل المعتقلات من خلال مشاركتهم في سير عملية التعذيب أو التكتم عليها.
وأفاد محامي الجمعية الفلسطينية لحماية حقوق الإنسان والبيئة أن إدارة معسكر اعتقال عوفر افتتحت مؤخراً قسماً خاصاً بالأطفال، تحتجز فيه عشرة أطفال تتراوح أعمارهم بين ثلاثة عشر وستة عشر عاماً.
و أن الضابط المسؤول عن هذا القسم يجبر الأطفال المحتجزين على أداء تحية عسكرية أمامه، وأداء حركات مخلة بالآداب، منتهكاً بذلك طفولتهم.
على مقاعد الدراسة
تنتهك سلطات الاحتلال الإسرائيلي حق الأطفال الفلسطينيين في التعليم عبر تعطيلها وشلها للعملية التعليمية بأكملها في مختلف المناطق الفلسطينية الخاضعة لسياسة الحصار ومنع التجول، وتستهدف التلاميذ الأطفال ومدارسهم بإطلاق الرصاص والقنابل الغازية نحوهم وفي داخل الصفوف الدراسية، حيث استشهد العديد من الأطفال وهم على مقاعد الدراسة أو أثناء توجههم إلى مدارسهم. هذا عدا ما يترتب على الأطفال الخارجين من السجن في الغالب من ترك المدرسة أو إعادة سنة دراسية.
تدمير نفسي
إن التأثير النفسي الذي تتركه رؤية قذائف تعبث في أجساد البشر على طفل ما يزال يمتلك الإحساس المرهف ليس بقليل. إذ أفاد بحث قام به قسم علم النفس في "جامعة تل أبيب" ، أن 70% من الأطفال الفلسطينيين يعانون من صدمة نفسية جراء العمليات الحربية الإسرائيلية، و30% من أطفال المستوطنين أيضاً. وقد شمل البحث 1197طفلاً من مخيمات اللاجئين في رام الله وبيت لحم، وأطفالاً فلسطينيين من داخل فلسطين 48، وأطفالاً من المستوطنات الإسرائيلية.
وكُشف أن أطفال المخيمات مرّوا في الآونة الأخيرة بعشرة أحداث عنف في المتوسط الشهري، وأطفال الفلسطينيين من داخل فلسطين 48 بسبعة أحداث. وأفاد البحث أيضاً أن نسبة الأطفال الفلسطينيين الذين يعانون الصدمات النفسية عالية جداً، ويمكن مقارنتها مع نسبة الأطفال الذين تعرضوا لهذه الصدمات خلال قصف الطائرات الإسرائيلية للعاصمة اللبنانية بيروت.
وتبين نتائج المسوح التي تجريها المؤسسات التي تعنى بحقوق الطفل الفلسطيني أن اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي حصدت خلال العام والنصف الماضية، أرواح أكثر من 230 طفلاً تحت سن الثامنة عشرة وهو سن الطفولة وفق معيار منظمة الصحة العالمية.
تدافع نحو الموت
ما الذي يجعل طفلاً مازال في خطواته الأولى نحو الغد، يقذف بنفسه إلى الموت؟!.
نوره ... طفلة متفوقة، وجميلة، ومرهفة الإحساس، وربما لأنها كانت كذلك، فعلت ما فعلته، ورحلت..
تسللت نوره (15عاما) من بيت والدها عند منتصف ليل ذلك اليوم، واستقلت سيارة أجرة إلى قرية فرعون المجاورة، ومن هناك سارت مشياً على الأقدام بين الحقول، إلى أن وصلت إلى الحاجز العسكري، على بعد حوالي كيلومترين، واستلت سكيناً صغيراً، لمهاجمة أحد الجنود الذين سارعوا لفتح نيران أسلحتهم الرشاشة على جسدها الصغير فور أن وقعت أنظارهم عليها.
نوره تأثرت بمشاهد مروعة شهدتها بأم عينها وهي في طريقها إلى المدرسة في مدينتها طولكرم، ومنها مشهد جسد الشهيد فواز بدران وهو يحترق بعد أن أصابته قذيفة دبابة، وأشلاء الشهيد عامر الحضري الذي سقط بتفجير سيارة وغيرها.
صرح ( 90% ) من الأطفال بأنهم متلهفون للمشاركة في الانتفاضة، وقال (63%) منهم بأنهم يريدون أن يصبحوا شهداء في دراسة
أجراها الدكتور أبو هين حول تدافع الأطفال نحو الاستشهاد والتي بينت نتائجها أن 100% من الأطفال شاهدوا أعمال عنف من قبل جنود إسرائيليين، مثل إطلاق نار وغارات وقصف وغيره.
وقال ثلث الأطفال الذين شملتهم الدراسة، بأنهم تأثروا بأعمال عنف إسرائيلية.
ويشير ( الدكتور أبو هين) إلى أن عدم قدرة المسؤولين، من رب الأسرة، إلى رجل الأمن، إلى المدرَّس، والسلطة السياسية على توفير الحماية للأطفال من قمع الاحتلال، أدى لانهيار كل معايير الأمان لديهم، وتحركهم لتوفير الحماية الذاتية لأنفسهم.
إحصائيات
استشهد (225) مواطناً ممن بلغوا الثامنة عشرة فما دون خلال السنة الثانية للانتفاضة، مقابل (175) طفلاً في السنة الأولى. ومن بين شهداء السنة الثانية (201) طفل قتلوا على أيدي قوات الاحتلال والشرطة والمستوطنين، و(4) استشهدوا في ظروف غامضة، و(5) جراء إعاقتهم على الحواجز، و(15) طفلاً قضوا في عمليات تفجيرية. وبذلك يبلغ عدد الشهداء من الأطفال خلال الانتفاضة (400) طفل.
(45%) من الأطفال الفلسطينيين أصبحوا يعانون من سوء التغذية التي انتشرت بمعدل 125.6% مقارنة بعام 2000وأشارت الوزارة إلى أن نسبة فقر الدم عند المواطنين بشكل عام ازدادت ثلاثة أضعاف ما كانت عليه قبل الانتفاضة. ويواجه حوالي نصف مليون طفل فلسطيني تحت سن الخامسة أوضاعاً صحية حرجة نتيجة سياسة الحصار ومنع التجول التي أدت إلى حرمان أولئك الأطفال من الرعاية الطبية والصحية في ظل عرقلة قوات الاحتلال لعمل المنظمات الطبية والإنسانية من خلال اعتداءاتها على تلك الطواقم وعدم احترامها للحماية المقررة لها..
اعترافاتهم
اعترف عدد من جنود الاحتلال في مقابلات صحافية نشرتها صحف عبرية مهمة مؤخراً بأنهم، أو زملاءهم، تعمدوا إطلاق النار على أطفال وقتلهم خلال المواجهات، وبرر بعضهم جرائم القتل هذه بحالة الضجر التي يعيشونها في مواقعهم؟!!
وقد نوقشت قضايا الأطفال الفلسطينيين الذين يسقطون برصاص قوات الاحتلال على مختلف المستويات في العالم، إلا أن أمريكا ما زالت تعترض و بشدة على إدانة الكيان الصهيوني، وكان آخرها اعتراضها على البيان الختامي لقمة الطفولة للأمم المتحدة "عالم جدير بالطفولة" !!! الذي أدان الصهاينة بسبب ما يمارسونه من عنف ضد الفلسطينيين.
قبل أن يصبحوا كباراً
في بريطانيا - قبل أن يصبح الأطفال كباراً، فيفهمون لعبة السياسة، ويفضلون المصالح على الحقوق- نظم مئات الأطفال البريطانيين مسيرة في قلب العاصمة لندن تضامناً مع أطفال فلسطين، وتنديداً بالاحتلال الإسرائيلي.
سار الأطفال برفقة أمهاتهم، وسلم ممثلون عنهم رئيس الوزراء البريطاني توني بلير رسالة أعلنوا فيها قلقهم من السياسية البريطانية التي تستغلها إسرائيل في استمرار انتهاكاتها لحقوق الفلسطينيين، ومطالبتهم بمواقف فاعلة تضمن تأمين الحماية الدولية للمدنيين الفلسطينيين، والتصدي للعنجهية الإسرائيلية، مشيرين إلى أن نحو 20% من ضحايا الاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة هم من الأطفال.
إثر ذلك انطلق الأطفال إلى الميدان رافعين لافتات باللغة الإنكليزية تطالب بحماية أطفال فلسطين وضمان الحياة الآمنة لهم، حيث تحدث عدد منهم وسط حضور إعلامي ملحوظ لوسائل الإعلام المحلية. ووفرت الشرطة البريطانية حماية خاصة للمسيرة خشية تعرضها لأي أعمال عنف من قبل مؤيدي إسرائيل، نظراً للأعداد الكبيرة من الأطفال الذين شاركوا فيها، ومن بينهم مجموعة من الأطفال الرضع.
عالم من ورق
إلى من يبحث عن عالم جدير بالطفولة، عن توصيات قمة الأطفال، فليبحث هناك في أرشيف اليونيسيف، سيجد ما يطيب له من توصيات تشمل كل المجالات، سيجد عالماً من الورق، ولاشيء إلا الورق.
ــــــــــــــــــ
المصدر: مجلة حياة العدد 35 ربيع الأول 1424هـ
تحرير: حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »
|
|
|