30-06-2002, 12:33 PM
|
#15
|
عـضو دائم ( لديه حصانه )
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 1463
|
تاريخ التسجيل : 04 2002
|
أخر زيارة : 21-10-2004 (05:57 AM)
|
المشاركات :
1,406 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
القصاصة الثانية
كان مكتوبا فيها التالي:
لم يكن أبدا بالأمر الهين.....أن أقرر انسحابي من الجامعة....
كل تلك السنوات التي قضيتها في المدرسة.....و كل تلك الليالي التي سهرتها
أذاكر بجد أيام الثانوية العامة......حتى أحصّل مجموعا يؤهلني لدخول الجامعة...
كل ذلك ضاع هباء؟
هل يُعقل ذلك ؟
أنا لا أتحسر و لا أتندم على سنوات عمري الفائتة...
أنا فقط أتساءل.....
لماذا درست كل تلك السنوات في المدرسة؟
اثناعشرة سنة....مابين ابتدائي و متوسط و ثانوي
ثم سنتين في الجامعة....
من أجل ماذا؟؟
هكذا راحت نفسي تسألني و أنا أسير في ساحة الجامعة متأبطة ملفي تحت
ذراعي......و ألقي نظرات الوداع الأخيرة .....على كل ما تصادفه عيناي.......
وصلتُ الى البوابة.....غطيت وجهي و مشيت الى السيارة التي كانت تنتظرني
في الخارج لتقلني الى البيت.....و السؤال مازال يحوم حولي....
من أجل ماذا؟؟؟
وصلت الى المنزل.....فدلفت الى حجرتي و رميت الملف برفق
على السرير.....قبل أن أجلس لأفكر.....
مالذي فعلته فقط لتوي؟؟؟
أي حماقة تلك التي ارتكبتها بحق نفسي؟؟
و بدأ اللوم......و بدأ تأنيب الضمير......
و بدأت النفس تنقبض..............و بدأت الدموع تنهمر.....
وبالرغم من كل ذلك..............شعرت بالراحة!
لسبب ما.....شعرت أخيرا أنني أستطيع أن أتنفس!
شعرت و كأنني تخلصت من قيود...كبلتني طويلا....!
هل يُعقل؟؟
هل كانت الجامعة هي تلك القيود ؟؟
و لكن لماذا؟؟
لقد أحببت الجامعة...........و درست بجد لأستطيع الالتحاق بها.....
فلماذا تؤذيني..........؟؟
سؤال لن أجد له اجابة
لقد تركت الجامعة و انتهى الأمر.....
قمت من على سريري أجر أقدامي جرا.........و مشيت الى حيث المرآة...
منذ فترة طويلة......لم أنظر اليها.....
وقفت أتأمل الفتاة التي ظهرت تطالعني هناك......
ابتسمت لها........فبادلتني الابتسام
رفعتُ احدى يداي أرتب بها خصلات شعري المبعثرة....
فرفعت يدها لتفعل مثلي....
توقفت...........فتوقفت معي في نفس اللحظة
كنت لا أزال أبتسم..........و كذلك كانت هي
هنا لم أتمالك أعصابي......فرحت أدق على المرآة بقبضتي بقوة و أنا أصرخ
في وجه تلك الفتاة....
كفى!
ألا تملين من استفزازي!
كفي عن تقليدي!
تحدثي معي و لو مرة واحدة فقط!
أريني وجهك الحقيقي....!
أريني شخصيتك المستقلة...!
دعيني أعرف من أنتي؟
دعينا نتحاور معا...و لو مرة واحدة..
هناك أسئلة كثيرة تدور بخاطري أشعر أنكِ وحدكِ من يعرف اجابتها
فلماذا لا تتحدثين معي!
ماذا قلت لكِ؟!كفي عن تقليدي!
كفي عن تقليدي!
بدأ صوتي يضعف و بدأت حركتي تتثاقل...
فجلست على الكرسي....مباشرة أمام المرآة.....و استسلمت لذلك الدوار العنيف
الذي أخذ يطحن رأسي طحنا...
لم يمر وقت طويل حتى رفعت رأسي مرة أخرى و نظرت الى المرآة شاردة
البال....
و هنا جمد الدم في عروقي !
فتلك الفتاة التي اعتدتها تقلد حركاتي و ايماءاتي و همساتي....
لم تكن جالسة مثلي!
بل كانت واقفة!
شعرت بالذعر الشديد.....فقمت مسرعة.....أحاول الهرب....
جريت الى الوراء و أنا لا زلت أنظر الى الفتاة.....
فلم أنتبه للحقيبة خلفي فاصطدمت بها و سقطتُ على الأرض....
من شدة رعبي.....لم أقوى على الوقوف من جديد.....
بل رحت أحدق في المرآة بعينين تكادان تخرجان من محجريهما!
كانت الفتاة واقفة هناك....في المرآة.......ترمقني بنظرات مخيفة....
و كانت تبتسم بخبث........
مالبثت أن انفجرت تضحك بسخرية قبل أن تتحدث بصوت مألوف جدا لتقول لي...
لماذا أنت مذعورة الى هذا الحد؟!
ألم تكن هذه رغبتك قبل قليل؟!؟
أن نتحدث معا؟!؟
______________________________
مازال للحديث بقية..............
|
|
|