الجنس .. ليس إمرأة فقط ...
بسم الله الرحمن الرحيم ..
والصلاة والسلام على رسول الهدى محمد بن عبد الله الأمين ..
أما بعد ..
قبل عام تقريبا كتبنا موضوعا في غاية الحساسية ألا وهو : " أسرار ليلة العمر " .. ورأيته في عدة منتديات وقد لاقى الإستحسان من البعض والنقد من البعض الآخر ..
ولكن ما أعجبني فعلا هو تساؤل الأخت الفاضلة " مـهــا " وطرحها لعدة محاور أرادت من كاتب الموضوع أن يبين لها وقد أشكل عليها بعض المعاني في ثنايا الموضوع السالف الذكر ..
فأفردت لذلك هذا الموضوع لعله يجيب على بعض التساؤلات وأكون قد وضعت كثيرا من النقاط على كثير من الأحرف ..
المقدمة والموضوع:
بادئة ذي بدء أشكر للجميع قراءتهم للموضوع ونقدهم أياه وإضافة بعض النقاط عليه ..
قبل أن أدخل في المحور الأول لتكملة الموضوع دعونا نقرأ كلمات الأخت " مـهــا " ..
... لكن علّي أن أجد تفسيرا لتساؤلاتي التي دائما ما أغصّ بها فأكتمها لإستحيائي ولكن لا أدري كيف تجرأ قلمي هنا ليسكب كوامن عجبه وغيضه وقهره
أبو مروان :
أحسب أن عقليتك واعية( وقد يكون هذا هو سبب تجرئي) فلا تسئ فهمي
أبو مروان :
اسلوبك في هذا الموضوع قد اتخذ الصبغة الشرعية وصُبّ في قالب الأدب .........فأحييك على أسلوبك
لكن يا ابو مروان مالي أرى ليلة العمر أصبحت مشكلة في هذا الزمــــــن مالي أراها أصبحت هي الشاغل المشغل
مالي أرى الصحف وقد تكون ذو منحى اسلامي تسهب كثيرا في طرح هذه المواضيع ..مالي أرى القنوات وقد تكون لا فضائية وقد فتحت مجال الحوار وكأنها افترشت السرير أما الجماهير ..حتى في النت كثرت المواقع الإرشادية والتي تختص بليلة الدخلة حتى المواقع الترفيهية والسياسية اقتحمتها تلك المواضيع
يا أبو مروان:
أنا فتاة لم أتزوج بعد.. لا أعلم سوى معاني الطهر ولا أريد أكثر من ذلك لكن مالي كلما ألتفت يمينا أو يسارا أجد مثل هذي المواضيع تلوح أمامي أخفض طرفي فتلحقني أغمض عيني فأسمع أصواتا تدور في هذا الصدد ...
حسنا يا أبو مروان ألا تعتقد أن هذه الطريقة في التوعية طريقة خاطئة تسرق عقل الشاب والفتاة فتجعله يسبح فقط في ذلك العالم وكأنها هي الغاية وهي النهاية ..فيغفل الشباب خاصة المسلم عن أمور أكثر جدية من ذلك
ألا تعتقد يا ابو مروان أن هذي التوعية المكثفة قد تولد الخوف والإضطراب لدى نفسية الشاب والفتاة لإحساسهم بكبر وضخامة فصعوبة تلك اللليلة لكون الموضوع قد جعل له صولة وجولة وأراء واستفسارات فأصابنا الغلو تجاه هذا الموضوع والتي قد يؤدي نهاية الخوف الى الفشل ونهاية الغلو الى الكفر ...
ألا تعقد أن المراهقين قد يثأثروا ثأثيرا سلبيا تجاه هذه المواضيع
أبو مروان فعلا ألاحظ كثرة الحديث في هذا الزمن والتطرق لمثل هذه المواضيع مع أنه في زمن وعصور من قبلنا كان ضوء الموضوع خافت لأبعد الحدود ومع ذلك التمسنا تكلل حياتهم بالنجاح وأنتشار الصلاح والوصول الى الفلاح رأينا علماء وخلفاء فرسان وأبطال جهاد وانتصار الذي اندثر نعم اندثر في زمننا فقلّمــا ان ترى مثل تلك النماذج مع انهم قد تعلموا اصول الإنجاب
أبو مروان ولا تؤاخذني هذا الهام انظر الى الحيوان فالفطرة كفيلة بتسيير حياته
فدائما ما أسمع صوت بداخلي بقول كفى تلك الدفعة التوعوية التي ولدت مؤخرا في البلدان العربية فجأة وباندفاع لأني أعتقد وفي قرارة نفسي أن هذه طريقة خاطئة ...
حسنا انا لست ضد التوعية بالعكس فكلنا نحتاج اليها لكن ماذا لو كانت على مستوى اكثر خصوصيه كأن إذا أقبل الشاب أو الفتاة الى الزواج يتم زيارة لإحدى مراكز الإستشارة أو تطلب أستشارة هاتفيه أو حتى على النت ولكن بطربق الخصوصيه لا علنا امام العيان علنا امام الصغار والكبار
فما رأيك يا أبو مروان ؟؟
تساؤلا ت حائرة ..
أقول وبالله التوفيق :
نحن كخليجيين ومما لاشك فيه نشعر في أعماقنا بأن هناك خللا ما في فهمنا للعملية الجنسية وأقصد بها المعاشرة الزوجية بين الرجل وزوجته ..
ومع الأسف أغلبنا يظن أن مشاكلنا الجنسية تنتهي بمجرد الزواج وهذا ربما يكون صحيحا بدرجة ما ولكن في بعض الأحيان يكون هذا الأمر خاطئا ..
ولكن يظل الحديث عن الجنس أمرا مستقذرا في كثير من المنتديات العامة والخاصة والمجالس خاصة إذا كان شرحا علميا ومنطقيا وهذا ماعنيتيه يامها بقولك :
( لكن يا ابو مروان مالي أرى ليلة العمر أصبحت مشكلة في هذا الزمــــــن مالي أراها أصبحت هي الشاغل المشغل ؟)
نعم هي مشكلة لمن لايعرف أسرارها فهل تعلمين يا أخت مها أن حالات كثيرة من الطلاق كان منشأها عدم فهم أسرار هذه الليلة .. ؟؟
فكم من زوج أراد من زوجته أمرا بعد سنوات من زواجهما ولم تفهم بل لم تعي ما أراد ؟
وكم من زوجة تريد عطفا ومراعاة لمشاعر أنوثتها من زوجها ولا من مجيب ؟
نعم مفتاح البداية كان عدم الفهم النفسي والتكويني لأسرار الليالي الأولى من الزواج ..
مع الأسف تتربى الفتاة عندنا في الخليج ( في الغالب) على أنها ستصبح زوجة ويكون دورها في الحب والجنس سالبا ، وتتربى على أن الزوج هو الذي يطلبها للفراش فقط أما هي فعليها الإستجابة فقط ، فإن بادرت هي أصبح عيبا في عرفنا وعارا أليس كذلك ؟
إنه المفهوم الخاطيء الذي عنيته ومن هنا نشأ لدينا بما يسمى بالبرود الجنسي لدى المرأة وأخيرا أنتشر بين الرجال أيضا ..
إلى متى تبقى مشاعر المرأة ومشاكلها وأحاسيسها الجنسية محبوسة في صندوق حديدي قديم ومغلق ..؟
نسبة الفساد المنتشرة بين النساء في الخليج ربما تكون أكثر مما هي عليه قبل عشرون عاما لماذا ؟
لأن المرأة عندنا ولا زلت أقول في( الغالب) لاتتكلم مع زوجها في هذا الأمر ولا تطلب رغبتها ولا تتفقه في حاجيات الزوج خاصة إذا كان الزوج رجلا منفتحا ومطلعا على أسرار المرأة ..
يظل الحديث عن شهوة المرأة عندنا في الخليج أمرا عليه من التحفظ الشيء الكثير ، فمن منا كآباء وأمهات ومربيين نسدي لبناتنا ونوضح لهم المفاهيم الجنسية المعتدلة ؟
لا كاللتي توضع لديهم في كتب العلوم أن هذا جهاز تناسلي للمرأة وهذا للرجل ..
ويجعلون الطالب والطالبة في دوامة عندما يتحفظ المعلم أو المعلمة على معلومات مهمة كثيرة وتساؤلات لدى الطالب والطالبة ولكن يتم المرور على هذه المواضيع مرور الكرام ..
فطالبات الثانوية لدينا في الخليج( بل حتى في بعض الكليات والجامعات) ينظرن لهذه الأمور نظرة يغلب عليها التحفظ في أحسن الأوصاف وفي أغلب الأحيان عندما تسأل والديها يكون الرد مستقذرا في أغلب الأحيان .. ( إنها التربية الجنسية الخاطئة ) ..
لذلك أنا لاألومك يا أخت مها عندما تقولين :
" حسنا يا أبو مروان ألا تعتقد أن هذه الطريقة في التوعية طريقة خاطئة تسرق عقل الشاب والفتاة فتجعله يسبح فقط في ذلك العالم وكأنها هي الغاية وهي النهاية .."
لو رجعنا للوراء قليلا يا أخت مها في زمن الآباء والأجداد وفطرتهم السليمة وفهمهم للجنس لأصبحنا بألف خير وعافية أما وإننا الآن في عصر أصبح كثير من شبابنا وبناتنا يستقون معلوماتهم الجنسية من الفضايئات وأنتي تعرفي حتما ما أعني ..!!
فأصبح لزاما علينا أن نفقه الشاب والفتاة أن هناك ثوابت ومباديء مهمة لمعرفة هذه الأسرار حتى لايقعوا في الرذيلة الحضارية المستوردة ..
تقول الأخت مها :
"ألا تعتقد يا ابو مروان أن هذه التوعية المكثفة قد تولد الخوف والإضطراب لدى نفسية الشاب والفتاة لإحساسهم بكبر وضخامة وصعوبة تلك اللليلة لكون الموضوع قد جعل له صولة وجولة وأراء واستفسارات فأصابنا الغلو تجاه هذا الموضوع والتي قد يؤدي نهاية الخوف الى الفشل ونهاية الغلو الى الكفر ...
ألا تعقد أن المراهقين قد يثأثروا ثأثيرا سلبيا تجاه هذه المواضيع؟ "
تساؤلات جيدة وفهم عميق ..
* في ظل متغيرات هذا العصر أن لاأعتقد أن الحديث المؤدب والمنطقي والعلمي لهذا الأمر يؤدي للخوف والإضطراب ، إن الجهل بهذا الأمر والتردد بالعلم به هو الذي يؤدي لما ذكرتيه أخت مها ..
المرأة والشاب عندنا هنا في الخليج عندما يفكرا في الزواج تتصوروا ماهي المرجعية القوية لمعرفة هذا الأمر أقصد ( معرفة الأمور الجنسية ) ؟؟؟؟
هناك عدة إحتمالات :
* الأصدقاء : وغالبا ماتكون معلومات خاطئة وتجارب فاشلة .
* الكتب العلمية وبعض المجلات الطبية : وغالبا تتكلم عن غير الحضارة الخليجية المحافظة .
* الأهل : ويكون هناك تحفظا أو إفراطا في أغلب الأحيان ..
إذن ماهو الحل ؟
إذن كيف أنجح أنا كشاب أو فتاة جنسيا عندما أتزوج ؟
قراءة الكتب التي تتحدث عن نفسية الرجل وطبيعة تكوينه النفسي والبدني وفهم حاجياته وفق مايطلبه من شرعنا الحكيم والإلتزام بالأدب والرقي ..( هذا بالنسبة للمرأة)
أما الرجل ( الشاب) فهناك قنوات علمية كثيرة منها الكتب العصرية التي تشرح إحترام أنوثة المرأة ومراعاة مشاعرها التكوينية وفهم المتغيرات التي تطرأ على حياتها الزوجية وسؤال الثقات من الشباب ورجال العلم وقراءة الكتب والمجلات المحافظة التي تتعلق بالمرأة ..
أخيرا تطرقت الأخت : مــهــا إلى هذا المحور :
(أبو مروان ولا تؤاخذني هذا الهام انظر الى الحيوان فالفطرة كفيلة بتسيير حياته فدائما ما أسمع صوت بداخلي بقول كفى تلك الدفعة التوعوية التي ولدت مؤخرا في البلدان العربية فجأة وباندفاع لأني أعتقد وفي قرارة نفسي أن هذه طريقة خاطئة ...)
* أنا لازلت أقول أن دور التربية من قبل الوالدين هي الركيزة الأساسية لنجاح العملية الجنسية أو فشلها ..
أن الصوت الذي بداخلنا جميعا عندما كنا غير متزوجيين يقول لنا ذلك ..
ولكن عندما تزوجنا وعرفنا الحياة الزوجية ومتطلباتها تغيرت تلك النظرة لأن هذا الأمر سيصبح حتما من الأمور المهمة في نجاح الحياة الزوجية من عدمها ..
من الإعتقادات السائدة والخاطئة لدى كثير من الشباب قبل الزواج :
1) أن شهوة المرأة أكثر من شهوة الرجل بعدة مرات .
2) الرجل هو فقط من لديه الرغبة الجنسية وما على الزوجة سوى أن تكون الطرف السالب التي تلبي رغبة زوجها وشهوته ..
3) كنا نعتقد أن ليس هناك ثمة أمرأة رومانسية ..
4) كنا نعتقد أن الزواج هو الجنس ..
وأصدقكم القول أن هذه الأمور ماعادت سائدة في مجتمع العولمة والإنفتاح على العالم حتى أصبح قرية صغيرة ( كما يقولون) ..
هموم وتساؤلات حائرة نقرأها بين الفينة والأخرة عن أسباب فشل العلاقات الزوجية وتدميرها والسبب الخجل من التطرق أليها وعدم التعرض للتفاصيل ..
أخيرا :
البنت في هذا الزمان تأتي من بيت والدها لبيت زوجها ويكون هاجس الجنس في بالها مؤلما وصعبا ، وإذا أردت أنا كزوج أن أغير ذلك فيجب عليّ أن أكون أنا المبادر وأنا الفاهم والعاقل ..
وبالمقابل ينبغي على فتياتنا اليوم أن يقرأن ويتفقهن عن الجماع مثلا في كتاب ربنا وفي سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ويعرفن أيضا عن أوضاع الجماع مثلا وعن مايسعد الزوج وعن مايكدره وينبغي أيضا أن تعي الفتاة اليوم أن زينتها لزوجها فقط وعليها أن تلبس كل شيء له حتى اللباس الفاضح والمثير ..
وعليها أن ترقص له وتصبغ شعرها حسب الموضة وعليها أن تكون أنثى بمعنى الكلمة ..
وبالمقابل عليه أن يقدر هو ذلك الكله بتقدير أمرها وتقدير أنوثتها ومراعة مشاعرها وتقبيل رأسها في أغلب الأحيان وعليه أن يرفق بها لأنها أسيرة عنده ..
وأرى والله أعلم أن حاجز الخوف والخجل والحياء بين الزوجين ينكسر بالتدرج بعد السنة الأولىأو الثانية من زواجها وفي ذلك تفصيل في موضوع آخر ..
أنا أقسم بالله العظيم أعرف أناسا في هذا المجتمع المحافظ مانظر لجسد زوجته من 10 سنوات لأعتقادهم بأن هذا الأمر عيبا ، حتى يقول أحدهم وهذا قول أغلبهم : المرأة للفراش فقط !!!
إنه الجهل ..
علينا أن ندرك صراحة أن فهم العملية الجنسية الصحيحة هو بمعرفة النفسيات لكلا الطرفين ..
( لعل مقالنا القادم إن شاء الله نتكلم فيه عن الرومانسية بين الزوجين)
أشكركم جميعا ..
أحمد
22/4/1423
الأربعاء
|