أستاذي الفاضل الحوراني ، ، ،
سأضرب لك واحد من الأمثلة الشهيرة في عالمنا الإسلامي عن (تديين العادات) . وهو واضح للجميع وضوح الشمس في كبد السماء . وهو من أحد (العادات) التي تقوم بها وتعتقد بها جماعات كثيرة من الناس . بل وأصبحت هذه (العادة) من صلب الدين ، وهي ليست من الدين بل وتخالفه جملة وتفصيلاً .
(جرائم الشرف) التي يقوم بها الجهلة من الناس في بعض البلاد الإسلامية تجاه أخواتهم أو بناتهم (غير المتزوجات) ، تخالف الإسلام صراحة وضمناً . ولكن هذه (العادة) يؤمن بها (معتقدوها) ويعظموها ، بل وتصبح (حكماً) لا بد من تطبيقه . وهذه العادة (المحرمة) في الإسلام لها جذور راسخة في (التقاليد) لهذه الفئات من الناس ، بل وأصبحت في بعض البلاد جزءاً من (القوانين) الرسمية .
ولن تجد في القرآن أو سنة الرسول عليه الصلاة والسلام ما يؤيد هذه (العادة) ، بل أنها تنافي أحكام القرآن المنزلة من رب العالمين ، وتخالف وصايا الرسول عليه الصلاة والسلام التي توصي (بالستر) وحفظ النفس ، والأحاديث الشريفة في هذا عديدة .
ووفق هذه العادات أصبحت (حياة) الأنثى عندما تخطئ أو يشك فيها (مهدرة) ، بينما أصبح (الذكر) حراً لا تناله الأيدي ، وذلك وفقاً (للعادات) التي ترى فرقاً بين الرجل والمرأة عندما (يخطئان) سوية . فقد فرقت (العادات) بينهما ، بينما ينسى هؤلاء المستعــدون (بفتح تاء وسكون العين) أن الله لم يفرق بينهما عندما يقعان في هذا الخطأ .
وهكذا نرى أخي الفاضل وأستاذي الحوراني أن (العادات) بالفعل أصبحت (ديناً) يخالف الدين ، وأحكاماً تخالف ما شرع الله ورسوله ، عندما يتعلق الأمر (بالمرأة) .
ولك خالص تحياتي ..............