اخواني الاعضاء
حين علمت من ان مركز الطب النفسي السلوكي
يقدم مساعدته للمحتاجين باسعار تناسب ضروفهم
وحين اتلقاء ردود افعال بعض المرضى للمركز
وكيف ان حالاتهم تحسنت
جال في خاطري مراكز لا ولم تقدم لمرضاها سوى
الحصول على اكبر قدر ممكن من المال
فعقدت المقارنه
فكان هذا المقال
الذي اتمنى ان يعجبكم
تقبلوا تحياتي
«دكاكين» نفسية
عزيزي رئيس التحرير:
انتشرت في الآونة الاخيرة مراكز الاستشارات النفسية والاجتماعية والاسرية، واصبحت تشاهد الكثير من تلك المراكز على اختلاف مستويات الاداء والجودة في تقديم الخدمة للعميل.
وبالتأكيد فان هذا الانتشار لم يأت من فراغ بل هو نتاج حاجة مجتمعية ملحة ومتزايدة ناتجة عن عدة ظروف كثيرة يطول الحديث عنها، لكن لعل أهمها ذلك الانفتاح الثقافي على العالم بما يحمله من افكار وتنوع ثقافي وهو في مجمله ذو طابع سلبي على الانسان وشخصيته، اضافة الى البعد عن الدين وانعدام الطمأنينة النفسية جرى ذلك، يقابله سعي حثيث نحو الماديات ومباهج الحياة بمختلف أنواعها. والقضية التي اتناولها في هذا المقال تطرح تساؤلا في غاية الاهمية فهل هذه المراكز مؤهلة لتقدم الاستشارة النفسية؟ بل هل هي قادرة على تقديم المساعدة بطريقة علمية للعملاء في حل مشاكلهم؟ ثم هل الاستشاريون العاملون فيها على مستوى علمي يمكنهم تقبل المشكلة وتشخيصها ومن ثم علاجها.
وحسب متابعتي واحتكاكي بتلك المراكز ظهر لي انها تنقسم الى قسمين الاول - وهنا مكمن الخطورة - انما هي دكاكين هدفها الربح المادي في المقام الاول، ويعمل بدون آلية او نظام محكم، بل انها تعمل على التغرير بالعميل من خلال استراتيجيات نفسية وهمية، لا يستطيع العميل كشفها لكونها محبوكة تجاريا، وفي النهاية يبقى العميل يحمل مشكلته دون علاج، في مقابل دفعه أموالاً طائلة دون فائدة.
أما القسم الآخر فهو مراكز هدفها الاول انساني وتعمل في ضوء نظام محكم عملي مبني على خبرة تضم مستشارين متخصصين في علم النفس او الطب النفسي لذا فقد استفاد الكثير من المراجعين لها وتخلصوا من مشكلاتهم النفسية في زمن قياسي، بل ان احد المراكز يقدم الاستشارة مجانا لمن لا يملك المال اللازم على اساس ان هذه الخدمة جزء من دورها في خدمة المجتمع.
ولعل اخطر ما في القضية ان البعض قد نصب نفسه استشاريا نفسيا حين حصل على بعض الدورات القصيرة لا يتعدى اطولها ثلاثة ايام فاصبح يستقبل المرضى ويشخص حالاتهم ويقدم لهم التوجيه والارشاد النفسي حسب ما لديه من معلومات قليلة مما نجم عنه تردي حالة البعض من المرضى الى الاسوأ.
عبدالرحمن الصبيحي - أخصائي نفسي
المصدر:جريدة اليوم الاحد 24/8/1427هـ