اللافتة تقول: ممنوع
الدخول.. للعائلات فقط
منع دخول الشباب للمراكز التجارية العامة .. نظام لازم .. أم قرار جائر؟!
تحقيق - هدى السالم
«ممنوع دخول الشباب» .. «للعائلات فقط» عبارة تستفز الشباب لا سيما في الأماكن العامة التي من المفترض ألا ترتبط بخصوصية الجنس أو النوع أو العمر...! فئة عمرية غالية من مجتمعنا تشغل ما يزيد عن 37٪ من المجتمع حسب الإحصائيات الحديثة يشعر معظمها بالظلم تجاه تلك العبارة التي تدخل السيدات بمختلف الأعمار والأجناس، ومن كل الفئات، ولكنها تشير إلى الشباب «الذكور» بالخروج وعدم الدخول دون أسرته لا سيما من تزيد أعمارهم عن العشرة أعوام..! وقد يزيد إحساس الشباب بالظلم في ظل اختلاف هذا النظام من منطقة إلى أخرى داخل المملكة...
هذا ما لمسته «الرياض» من خلال آراء الشباب في هذا التحقيق التي اتسمت بالحماس وحُسن الظن بالرسالة الإعلامية أن تكون الفرج بعد الله للإحساس بالعدل جاء ذلك على لسان عدد من الشباب المشارك في الموضوع فدعونا نلقي الضوء على بعض تلك الآراء التي لم تخلو من البراءة والطرافة..
لا تحذفوا كلامي..!
الشاب (عمر خالد. ع) طالب بالمرحلة الثانوية عمره 17 عاماً، قال: كلما رحنا مكان ممنوع ممنوع... هذا القانون على شباب الرياض وإنما في جدة وفي المنطقة الشرقية الأمر غير..!! هناك الشباب ماخذين راحتهم هناك يكتبون عند بوابات المنتزهات والأسواق ممنوع دخول الحيوانات، أما هنا في الرياض فيكتبون ممنوع دخول الشباب...! وهنا اكتبوا علامة استفهام كبيرة ليش هذا الاختلاف؟ هل لأن عدد الشباب الذين لم يتربوا أصبحوا يشوهون سمعتنا؟ هل أصبحنا جميعاً (عيال شوارع) وأين ثقة المسئولين بأبناء الوطن..؟ ثم لماذا يعاقبون الشباب إذا غلطوا وينسون البنات لأنهن السبب بهذه الأخطاء، أنا لا أقول يتركونا على راحتنا مثل باريس لا ... بل أقول يثقون بشباب وطنهم لا غير...»
ويتابع بحماس شديد «ليش؟؟ الشباب هنا مضطهد بالرياض وبقية المدن في المملكة (ماخذ حقه..؟؟) وين نروح في أيام الأربعاء والخميس..؟ في كل مكان المراقبة مسلطة علينا حتى بعض موظفي الأمن داخل الأسواق والمنتزهات والمجمعات التجارية يتكلمون معانا بأسلوب يثير الغضب وكأننا مجرمون وبعضهم يقابلنا بالطرد واللامبالاة وأحياناً يبقى الشباب واقفين عند البوابة يجادلون في الدخول لين يرفق بحالهم رجل الحراسة الأمنية ويدخلهم بعد أن يأخذ منهم وعداً بأن لا يخبروا أحداً من أي بوابة دخلوا...!! حنا محنا إرهابيين ما سوينا شيء مجرد أننا نبي نتمشى بمكان بارد وفيه محلات ومطاعم وجلسات الكوفي... بعض الأسواق تسمح لنا بالدخول بس يوم السبت والأحد.. وش استفدنا كلها أيام دراسة كيف نجي أيام الدراسة..؟ حنا نبي أيام الإجازة الأسبوعية حالنا حال العالم..»
وحول ما يذكره من المواقف التي مر بها بخصوص نفس الموضوع قال الشاب عمر: «حاولت مرة الدخول مع صديقي إلى مركز معروف جداً فمنعني رجل الحراسة من الدخول كالعادة وفي الوقت اللي نحاول إقناعه بالدخول شفت بعيوني شاب يتخطى بوابة الدخول بكل ثقة وعندما سألته ليش دخل ذلك الشاب مع زملائه الأربعة؟ أجابني الحارس بكل ثقة واستهزاء: (مالك دخل)!! وفهمت بعدين أن الموضوع دخلت فيها المحسوبيات.. فسكت وداخلي قهر وغل على الحارس وعلى الشباب أصحاب الواسطة..!»
لغير السعوديين فقط
أما وليد الخليفة - طالب جامعي - قسم إعلام - فيؤكد على أنه دخل قسم الإعلام من أجل الدفاع عن حقوق الشباب ويقول: «من يصدق أننا نمنع حتى من دخول بعض محلات «السوبر ماركت»..؟! سأذكر لكم بعض المواقف التي يتعرض لها الشباب في سبيل الدخول إلى الأسواق في مقدمتها تبرع ورحمة بعض النساء لحالنا عندما يرون وقوفنا أمام البوابات حيث يعرض علينا بعضهن أن ندخل برفقتهن وكأننا من عائلة واحدة، وأما بعض البنات فيستغللن الوضع ويطلبن 50 ريالاً على الشخص.. والبعض منا يلجأ لأخته أو والدته لتدخله ثم تخرج من باب آخر، وطبعاً كلها رمية حظ، لأن رجل الحراسة يمسك بالشباب الذين يسيرون دون سيدات.. أقصد دون عائلة!! وأذكر ذات مرة طلبت من والدتي التي لم يكن لديها نية التسوق أن تدخلني السوق ثم تخرج فذهبت هي وشقيقتي ترافقاني من بوابة
الدخول.. دخلتا أمي وأختي معي حتى بضعة أمتار داخل السوق، ثم توجهتا بالخروج وبعد دقائق معدودة لم تكادا تصلا إلى السيارة حتى كنت أسير خلفهما فأخذت أختي تضحك وهي تقول: صادوك...؟ شعرت بالخجل والإحراج وكنت أقول في نفسي وآأسفي على نفسي كيف تسخر البنت الصغيرة من شقيقها الأكبر..؟ وبعدها ما عدت أطلب منهما الدخول وفضلت الاعتماد على نفسي!
ويتابع: «بالله عليكم هل هذا يرضي المسئولين أن نقف مثل المتسولين أمام بوابات الأسواق والسوبر ماركت بينما يدخل الشباب الأجنبي بحجة أنه لا يسبب أي مشاكل التي يسببها الشاب السعودي حسب ما يقوله رجل حراسة السوق (السكيورتي) .. فهل هذه بالله عليكم حجة تمنع دخول المواطن السعودي إلى مكان عام في وطنه بينما يسمح للأجنبي بذلك..!؟ إننا نشعر بالظلم والقهر خاصة أن المعاقب الوحيد هو الشاب الذي يبقى مطروداً بينما البنات يدخلن كاسيات أحدث صرخات الأزياء المثيرة والمبهرة وفق ما أسموه عباءة وهو والله ثوب سهرة أسود بعيد كل البعد عن الحجاب والستر ثم يمنعون الشباب من الدخول بحجة الخوف على البنات.. هل لو كانت تلك المتبرجة تخاف على نفسها ارتدت تلك الملابس المثيرة..؟!! وأقسم بالله أن جراءة البنات تجاوزت كل ما يمكن أن يخطر بالبال ووصلنا إلى درجة أصبحنا نحن الشباب نخاف من البنات ولا أبالغ فقد ابتليت بأكثر من موقف في ذلك وأحمد الله أنني أخاف الله وأحترم نفسي.. يا ناس جرأة بعضهن حدث ولا حرج.. أذكر موقفاً حصل معي شخصياً عندما كنت ماراً أنا وزملائي بأحد المراكز لتناول وجبة العشاء وإذا بفتاه في قمة التبرج تمد في يدها ورقة وهي تقول لي خذ هذا رقمي مبدية اعجابها بشكلي.. واقسم بالله العظيم أنني لم أعرف ما أفعله من الخجل بينما الفتاة تقف بكل جرأة مندهشة لدهشتي.. ثم انسحبت مسرعاً إلى خارج المكان وقلت في نفسي الحمد لله الذي نجاني من هذا الوقف كذلك لو في حينها رآني أحد رجال الحسبة لكانوا اتهموني بمعاكستها ولحقني الخزي أمام الناس دون ان يعلم أحد أنني بريء.. أما هي فتخرج من الموضوع مثل الشعرة من العجين.. ولعل ما تناقلته بعض الصحف مؤخراً عن البنات التسعة في منتزه بالعليا عن تحرشهن بشاب رفض الاستجابة لهن مما فجر غيض الفتيات فبدأن بالقاء الشتائم وقوالب الآيسكريم عليه مما أدى إلى تدخل رجال أمن المنتزه فألقوا اللوم على الشاب المسكين وتركوا الفتيات يلهون ويمرحون بالمنتزه! هذا غيض من فيض قد لا يعلمه بعد الله سوى الشباب الذين أصبحوا الطرف المغلوب في الموضوع.. نعم على المرء ان يغض بصره ولكن على الفتيات أيضاً ان يتقوا الله فهن أكثر أهل النار ولعل ذلك بسبب تبرجهن وأنا لا أنكر ان هناك من الشباب من يتصرف بشكل غير لائق ولكن لماذا يعامل الجميع على أنهم مذنبون ونجد ان أي مشكلة معاكسة يعاقب فيها الشاب فقط؟ بينما لو بحثنا عن المذنب الحقيقي لوجدنا أنها الفتاة.. ثم الفتاة.. ثم الفتاة.. المشكلة ان نساءنا يطالبون المجتمع بانصافهن ومساواتهن بالرجال بينما نحن الشباب نطالب بانصاف المجتمع، أينما نذهب نواجه بجملة ممنوع دخول الشباب والله نخشى ان يأتي يوم نمنع من السير في الشوارع والمقاهي!!
يصمت قليلاً ثم يستطرد «إنني أخجل ان تعرف ان عشرات الشباب يمنعون من دخول الأسواق والمراكز التجار ية لأن عدداً قد لا يتجاوز 2٪ قد يسيء التصرف.. فهل هذا عدل؟؟ أتمنى من المجتمع بشكل عام ورجال الحسبة بكل خاص ان يحسنوا الظن بالشباب السعودي وان يبتعدوا عن نظرة السخط والشك التي يبنونها أحياناً على معتقداتهم وأحياناً أخرى على مظهر الشاب الخارجي خاصة ان أغلبية الشباب يتبعون ما يسمى بالموضة فيأتي الحكم عليهم أنهم عصاة متمردون.. وسؤال أخير أطرحه على المسؤولين هل تعتقدون ان لدى الشاب السعودي من أماكن ترفيهية وثقافية ورياضية وفنية ما يكفيه لتمنعون دخولهم للأسواق؟ بعض المراكز تخصص يوماً أو يومين للشباب في الأيام الأولى من الأسبوع وأحياناً يمنعونهم بحجة الزحام.. يعني العملية عشوائية لا تخضع لأي تنظيم فتذهب إلى السوق أنت وحظك إما ان يدخلك رجل الحراسة أو يطردك مثل..؟ هل نتوقع مستقبلاً تخصيص شوارع خاصة بقيادة السيدات للسيارات؟ والمضحك المبكي أنني عندما أدخل مع أسرتي ثم نفترق داخل السوق فتذهب السيدات لشراء ما يلزمهن من حاجات وأمشي أنا مع اخوتي لتناول القهوة أو نتبادل الأحاديث أثناء سيرنا يفاجئنا رجال الأمن والحراسة وكأننا مجرمون معتبرين سيرنا بمفردنا أمراً ممنوع وان كانت عائلاتنا داخل السوق نفسه! يعني يجب عليّ الامساك بيد أمي طوال السير داخل السوق! أمر مضحك والله.. ثم هل إلى هذه الدرجة يعتبر الشاب «السعودي» شر وخطير؟ إذاً لا نلوم الغرب عندما يعاملوننا كأننا إرهابيين؟!
على رجل الحراسة احترامنا
محمد السعيدان طالب المرحلة الجامعية - قسم إدارة عامة.. يعتبر ان الموضوع له سلبيات وإيجابيات حيث ان بعض الشباب يتصرف بطريقة غير مهذبة قد تمنع الآخرين من احترامهم وبالتالي قد يكون للمسؤولين بعض العذر في هذا المنع الذي نتحدث عنه ولو كنت أملك الحكم في هذا الأمر لما سمحت للجميع بالدخول وكذلك الفتيات اللاتي هن أساس الفتنة.
ويتابع قائلاً: «أرى من وجهة نظري ان تقسم أيام الأسبوع بالتساوي بين الشباب والعائلات بحيث يكون لنا نصيب من أيام عطلة نهاية الأسبوع (الأربعاء والخميس والجمعة) وأتمنى ان نحظى بالاحترام اللازم من قبل موظفي الأمن داخل المجمعات الذين يسيء بعضهم إلى نفسه من خلال معاملة الشباب بطريقة همجية.. فنجد ان حارس الأمن يعامل جميع الشباب على أنهم مخطئون فأرى أنه يجب التمييز بين الأشقياء وغيرهم فمعاملة الجميع بطريقة مماثلة ظلم كبير».
أما الشاب عبدالإله محمد الفضل طالب بكلية الاتصالات فيختصر رأيه قائلاً: «من الأفضل تخصيص أيام للعوائل وأخرى للشباب.. والسبب في هذا ان هناك بعض الشباب هداهم الله يسعون لمضايقة تلك العائلات وقد رأيت ذلك بعيني.. ولكن أتمنى ان يراعي هذا التنظيم حق الشباب بأن تكون عطلة نهاية الأسبوع ضمن الأيام المخصصة لهم).
يتبع