الموضوع
:
مذكرات محكوم عليه بالإعدام ...............!
عرض مشاركة واحدة
03-07-2002, 10:04 PM
#
2
مثايل
عـضو أسـاسـي
بيانات اضافيه [
+
]
رقم العضوية :
1623
تاريخ التسجيل :
05 2002
أخر زيارة :
18-10-2003 (04:24 AM)
المشاركات :
1,327 [
+
]
التقييم :
10
لوني المفضل :
Cadetblue
# # # # # # # # # # # #
اليوم الثالث :
هل أنا نادم ؟؟
سألت نفسي هذا السؤال منذ فتحت عيني هذا الصباح ..
فوجئت بالاجابة ..
لقد ندمت ... في اللحظة نفسها التي أطلقت فيها النار على صدر أخي ..
اللحظة التي ضغطت فيها على الزناد ..
هي اللحظة التي فجعت فيها وسارعت بغباء لكي أوقف الرصاصة التي انطلقت من مسدسي ..
كيف كنت سأوقفها ؟ لاأعلم ..
غباء .. ندم .. صحوة من كابوس ..
ندمت ... وأدركت أنّي لن أجني من ندمي شيئا لأنه لن يعيد محمد ..
ولن يعيد لي حب أمي ..
هل تزال أمي تحبني .. ؟ أقصد هل لاتزال تكرهني ..؟
ربما ..
أقول ربما ..
حين أموت ..
ويتدحرج راسي تحت الأقدام ....
ربما حينها تعود تحبني ؟؟؟
ابتسمت للخاطرة ...
وسكنت نفسي ...
ربما حينها يبتسم محمد ؟؟ وتضحك أمي .. ،
ويعود صوت أبي ليتردد في فضاء الصحراء مردّدا ( وان ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم ) صدق الله العظيم .
اليوم ..
جاءني الضابط المناوب في السجن ..
سألني ان كانت لي رغبات أخيرة ؟
وجبة معيّنة أتوق لها ؟
وصية أحب أن أوصي بها أحد ..؟
شيء يحضرونه لي هنا ؟
قلت ودموعي تغالبني ... ( لاتدفنوني قرب محمد ....)
كانت دموع الخجل ......
منه .. من أخي الصغير ....!
# # # # # # # # #
اليوم الثاني :
الموت ..
لماذا نجهله ..؟ ونخافه ؟
لأنه التجربة الانسانية الوحيدة التي لم يتمكّن أحد مجرّبيها من نقلها الى الآخرين ....
والانسان .. مفطور على الخوف من المجهول ..
نعلم بوجود الجنة والنار .. والبرزخ .. وعذاب القبر وسؤاله ..
ولكن ...
نبقى لانعلم ..
كيف هي سكرات الموت ؟؟ ماطعمها ؟
هل سنشعر ونرى موقف دفننا ولحظات غسلنا وتكفيننا ؟
ماهو احساس اللحظة التي ننزل بها في القبر ....
في وحدة ..وغربة ... وخوف ...
اللحظة المرعبة التي تبتعد معها أصوات أقدامهم ..
ويسود صمت المقابر حولنا ..
في ذلك الضيق .. والسكون .. والظلام .. والدود ..؟
أشعر بأنّه ...
لا مفرّ لي ، ولا وسيلة لنجاتي من هذة الفكرة المرعبة ..التي تلاشى الى جوارها رعبي من السيف ..
الا بأن ألجأ اليه ... بكل قواي ومشاعري وطاقتي ..
لينقذني ...كيفما يشاء سبحانه ..
فقد أمسيت بين يديه ..
لاحول ولاقوة لي ..
ان شاء رحمني ..
وان شاء ..... أهلكني ..
وعذابه عدل ..
ورحمته عدل ..
وكل أمر يريده بي سبحانه .. فهو الى قلبي حبيب ..
طال بي المقام هنا ..
هذة الزنزانة الحزينة ...
وهم لايجيبونني عندما أسألهم متى ؟
كان لدي أمل أن يطل وجه أمي عليّ يوما ..
لكنها لم تأتي ..
أعذرها ..
سابقى أعذرها ..
وان قرأت هذة الكلمات يوما ..
اخبروها أنّي اقبّل قدميها وأغسلها بدموع ندمي ..كل ليلة .. في كل منام .. في كل صحو ...
الى أن ألقى ربي ..
# # # # # # # # #
اليوم الأول ( لحظة الصفر )
فجر اليوم .. بعد أن أنهيت صلاتي ..
أخبرني الحارس ..
أن الرحيل سيكون في التاسعة من صباح هذا اليوم الممطر ..
البارد .. يوم الجمعة التاسع والعشرون من شهر شعبان ..
رمضان قريب ..
ترى مع من ..وكيف ستقضيه أمي ؟
ترى هل ستدعو لي حين تزور مكة في العشر الأواخر ؟
أم ستدعو لمحمد فقط ؟
أم أنها ستدعو عليّ ؟؟؟
استطعت أن أختم المصحف خلال الأيام الماضية ..
قرأته ..
كما لم أقرأه في عمري ..
سافرت معه الى عوالم النقاء والصدق والايمان ..
قرأته .. بقلب وعين وروح من يعلم أنه لن يقرأه مرة أخرى ....
وأنه سيشتاق لنوره وأمانه وكلماته في قبره الموحش ..
لن يتخيّل أحد ... كيف كان طعم ماقرأت ......
ونادرا ما سيعيش أحد هذا النوع من التدبّر مع القرآن ...
لأنه نادرا ما يعلم أحدكم متى سيموت .. كما حدث معي ..
عموما ...
لم يبقى شيء ... يقال ..
أرفق مع مذكراتي القصيرة ... قصاصة ورق أخيرة ..
لاأعلم لمن هي ...
اتركوها تطير مع نسائم هذا اليوم البارد الجميل ..
القصاصة الأخيرة ..
(( ظننتم وظننت أنّي مت ...
حين نزع ذلك السيف رأسي وسالت دمائي لتروي أودية الطرقات ...
وحقد بعض النفوس الشامتة ...
ولكم ولنفسي أقول ...
( ولكم في القصاص حياة ياأولي الألباب ) صدق تعالى
اذا هي الخلاصة ..
منذ هذة اللحظة ..
أنا حيّ ..حرّ .. طليق .. في ملكوت رب غفور رحيم ......! ))
منقوووووول.....
*******************************
اني لأتســـــال....
ترى هل لمست شغاف قلوبكم كما فعلت بي؟؟؟
مثايـــل ,,
:(
فترة الأقامة :
8420 يوم
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
291
إحصائية مشاركات »
مثايل
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
0.16 يوميا
مثايل
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن كل مشاركات مثايل