قبل البدء:
نام الطريق ياعيوني أنــا
نام الطريق وسهرت أنـــا
/
/
/
أنا والصلع
حكاية طويـــــــــــــــلة
نهايتها ستكون حتماً تعيســــــــة
أنا والصلع
مسلسل درامي طويل جداااااااااً..أطول من أطول مسلسل مكسيكي
وفي كل حلقة تسقط مني شعرة
وفي نهاية هذه الحلقة أنتحب أنا من أجل هذه الشعرة.
.
.
البداية كانت في يوم أربعاء ...بينما الشمس تستعد للرحيل لتفسح المجال للظلام... ليحكم قبضته على الكون
صرخ أخي في وجهي
أنظر يا يا أخي..شعرك قد تساقط
لم أصدقه وخلته يمازحني كعادته
لكنه راح يكرر ما قاله ثم أقسم
هرعت نحو المرآة غير مصدق الخبر وأنا أردد..ليته يكذب...ليته يكذب
استعنت بأكثر من مرآة وهالني ما رأيت..جزء لا بأس به من رأسي بات الشعر لا يكسوه.. وكأنني اسقي المنطقة المحيطة به وأحرم هذا الجزء من حقه الشرعي في السقاية.
ضننت أن شعري قد غادر هكذا.. فجاءه... مع شمس هذا اليوم..
لم أنم ليلتي.. خشيت أن يذهب بقيته دون أن أحظى بفرصة توديعه أو الاحتفاظ بجزء منه كتذكار على الأقل وكنت أمني نفسي تارة وأقول عله يعود مع اشراقة شمس الغد..لكنه ويا للأسف لم يفعل!
خاب ظني وأيقنت أنه قد غادر منذ فترة طويلة ولكني لم ألحظ الأمر سوى الآن لأنه - أي شعري المتساقط - يقبع أو بالأصح كان يقبع في المنطقة الخلفية من رأسي.
صعب علي الأمر كثيراً وما عدت أفكر سوى به وأسأل نفسي لماذا سقط ؟ ومنذ متى بدأ رحلته ...رحلة السقوط؟
وبعد طول تفكير رأيت أنه لا يحق لي أن أعاتبه على فعلته
فأنا أسير في نفس الطريق وقريباً سأواجه ذات المصير
قريباً سأسقط أنا ...!!
بعد أن أنتصف بي العمر اشعر بأني أنحدر نحو النهاية
أنا وشعري ..كلانا نتجه نحو النهاية.. نحو الهاوية
وقريباً سأقول... (ما بقي من العمر كثر ما مضى)!
ولم يبقى من شعر رأسي عدد ما سقط!
ومع ذلك لم أستطع أن أتقبل الأمر و أن أتجاوزه بسهولة.. فلا أستطيع أن أسعد وأنا أفقد...الشيء الوحيد الذي يسعدني ويبهجني فقدان جزء منه هو وزني أما ماعدا ذلك فلا ...لا أستطيع.
/
\
/
\
(
هناك من يشاطرني همي!!
. . .
ما هون الأمر علي وخفف من وطاءة مصيبتي.. هو أن هناك من يشاطرني ذات المشكلة ولكن مصيبته أو مصيبتها أشد و أعظم.. فهي فتاة يعز عليها أن تفقد شعرة واحدة أما أنا فما يهمني هو ألا تبقى منطقة خالية من الشعر..
لم أحرك أنا ساكنا.. أما هي فطرقت كل الأبواب وأخيراً لجأت للطب الشعبي وشعارها أنا الغريق فما أخشى البلل!...جلبت ماءً يسمى الشملي... يقال أنه يعيد الشعر كما كان إن لم يكن أحسن,
رجوتها باسم الأخوة أن تعطيني نصفه ولكنها رفضت ثم طلبت منها أن تعطيني ثلثه أو حتى الربع ولكنها أصرت على رفضها..وحجتها أني شاب لا يضيره فقد شعره وأردفت- حفظها الله من كل مكروه وأعاد لها شعرها أفضل مما كان- تقول ..لو كنت مكانك يا أخي لسعدت بالأمر... فبهذه الصلعة ستدخل مصاف النجوم والمشاهير والعباقرة ثم إنها – أي الصلعة- ستزيدك هيبةً ووقارا.
خرجت من دارها سعيداً منشرح البال أردد...ما أجمل أن تكون أصلع.
/
\
/
\
(!
وما يبكيك يا جهاد!
. . .
بينما كنت أنتظر دوري عند الحلاق كانت جريدة الحياة ملقاة على الطاولة أمامي..أخذتها وبحثت عن مقال جهاد الخازن فهو الشيء الوحيد الذي أستطيع أن أقرأه بهذه الجريدة
كان الخازن في مقال يوم الجمعة.. الأول من رمضان يبكي أو يتباكى لأنه فقد عدداً قليلاً من الشعيرات ويشكو ضعف بصره حيث أنه لم يلاحظ الأبيض منها لولا مساعدة ابنه.
آه يا جهاد! ... أظنك فقدت هذا العدد القليل بعد أن جاوزت الخمسين أو الستين من عمرك.. أما أنا فقد فقدت الكثير وأنا لا أزال بالعشرين..
وبالنسبة للنظر فحالتي أزفت من حالتك بستين مرة..فبعيني لا أرى سوى الألوان والكبير من الأرقام وقد قال لي أهل الاختصاص أن عيني تعاني من كسل وليس لي في علاجها من أمل.
ليتني إن بلغت الستين أكون مثلك يا جهاد.
بعد هذا كله... قلي,, ما يبكيك !
\
/
\
/
(!!
أنا في جهة وبوش في الجهة المقابلة!!
. . .
أذكر أني قرأت مقالاً من زمن بعيد يتحدث صاحبه عن الصلع...أظنه لسمير صبري( الكاتب في جريدة الشرق الأوسط إن كان هذا هو اسمه)..أظن ولست متأكداً من ذلك ولكن صبري أصلع وهو ما يرجح أنه صاحب المقالة.
أذكر من تلك المقالة التفسير المنطقي العلمي لحالة الصلع..وهو أن الأصلع يتمتع بذكاءٍ وفير وتفكيره كثير وهذا بدوره يؤدي إلى إحراق شعر الرأس
وما يؤكد هذا التفسير أن بوش ليس أصلع ولا أمل له بأن يفقد حتى ولو شعرة!!
. . . .
. . .
. .
.
قد قلت في البدء أن حكايتي مع الصلع طويلة وما أوردت هنا سوى القليل منها ولن أقول يتبع.. علّ شعري لا يتابع مسلسل سقوطه.
.
. .
. . .
. . . .
قبل النهاية:
تعب الطريق
ما تعبت أنــا..!!