اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مقاتل من الصحراء
كلامك جميل جدا اخي راجي
ولكن ترى هل بالأمكان السيطرة على الرسائل السلبية
أقصد هل هناك آلية معينة او طريقة يتم اكتسابها عن طريق العلاج المعرفي لمنع الرسائل السلبية
أيضا فيما يتعلق بنوبات الهلع
احيانا يكون تسارع الأحداث وحدة النوبة بشكل قد لايعطي مجال لمدافعة الأفكار السلبية
مارأيك اخي راجي وكذلك بقية الاخوة
|
أخي الكريم هذه الأفكار من أين جاءت ؟
من داخلنا.... أليس كذلك ؟!!
إذا نحن نستطيع إيقافها ....
ولكن المشكلة إذا أقنع الإنسان نفسه أنه لا يستطيع ذلك !!! ألا ترى أنه يسير في حلقة مفرغة !!
بمعنى أننا نقول أن الشخص هو الذي يحطم نفسه بنفسه بسبب تفكيره السلبي لما سيحدث له في المستقبل
ثم نراه أيضا يحطم نفسه بقوله أنه لا يستطيع ترك هذه الأفكار !!!
إذا ما الحل ؟!!!
أخي الحبيب أضرب لك مثال
حينما يقع إنسان بالغ في مسبح وهو لا يعرف السباحة ماذا يفعل ؟..... تجده يتخبط بيديه ورجليه ومع ذلك يغرق !!!
لأنه في تلك اللحظة يشعر بأنه لن يستطيع النجاة ومقتنع بأنه سيغرق .... وأنت من خارج المسبح تستغرب مايحدث
لأنك تحدث نفسك أن سلم المسبح أو الجدار على بعد أقل من متر واحد فقط فلماذا لا يتحرك بهدوء نحوه حتى ينجو ؟!!!
حينما يفكر الإنسان بهدوء وتركيز يستطيع أن يصل إلى نتيجة إيجابية ولو استغرق فترة من الوقت
ولو قلنا في المثال السابق لماذا لم يتوقف ذلك الرجل عن حركاته العشوائية وتخبطاته التي تزيده غرقا وبعدا عن النجاة!!
بينما لو توقف وهدأت حركته في الماء لاستطاع أن يرى بوضوح مكان الجدار أو السلم ولسار له بكل يسر ولن تأخذ منه أكثر من نصف دقيقة
هذه النصف الدقيقة كافية له أن ينجو ولو كان لا يعرف السباحة.... أليس كذلك؟
الأمر الآخر حينما يأتي شخص يجيد السباحة ثم يقفز إلى الماء تجده أحيانا يلعب بالكرة في الماء وأحيانا يتحدث مع الآخرين ورجلاه لا تلمسان الأرض....
فلماذا لا يشعر بالخوف كالرجل السابق ولماذا لا يركز في سباحته بدل الانشغال عنها ؟!!
الجواب لأنه متعود على السباحة وزالت الرهبة منها بتكراره لها فأصبحت السباحة وحركاته للطفو على الماء مسؤولية العقل الباطن ( وهذا موضوع آخر )
هذا المثال ليس بالضرورة أن يكون دقيقا ولكنه يشرح كثيرا مما أود قوله .
الشخص الذي يكون داخل المشكلة ويحدث نفسه بكل سلبية ستجد أنه يرهق نفسه أكثر وأكثر بينما الحل والعلاج قريب منه ولكنه لا يراه!!
ولو قدر الله له العلاج والشفاء لاستغرب هو .... كيف كان يفكر بتلك الطريقة .
المطلوب أنك تقتنع بأنك تستطيع التفكير بإيجابية وتقنع نفسك بأنها قادرة على ذلك ولو بترديد الجمل التي تدل على ذلك
وتقوم بالحركات التي تدل على ذلك أيضا كالابتسامة مثلا وتكرر هذا الأمر كثيرا لأن هذا نوع من الرسائل الإيجابية التي ترسلها إلى عقلك الباطن
أعطيك مثال **في حرب العراق الأخيرة بعد 11 سبتمبر حصلت تهديدات وتكهنات بأنه يمكن أن تصل الحرب إلى بلادنا حرسها الله وكنت كثير الجلوس مع أحد الأصحاب العزيزين
فكان يتكلم بأنه لابد أن الإنسان يحتاط وأنه ربما يحدث انفلات امني وربما يصبح الوضع خطير من حروب وقلاقل وسطو وقتل وسلب ونهب كما في العراق
فتخيل أن سماعي فقط لهذه الفكرة جعلتني أفكر فيما يمكن أن يحدث في المستقبل وماذا يمكن أن يحصل لأهلي وأبنائي
وكيف سيكون الوضع في الحي الذي أسكن فيه وأربطها بما أراه من مناظر ومجازر في العراق وما يحدث من إبادات لعوائل بكاملها
وبدأت أنسج قصصا من خيالي ماذا لو خيرت في أحد الأوقات بين أخذ أبنائي والاهتمام بهم أو الاهتمام بوالداي وهكذا... (مسلسل كامل بكل تفاصيله)
هل لاحظت كيف أنني أنا الذي أستجلب السوء وأنا الذي أرهق نفسي بما أتخيله.... وكان القلب يزداد خفقانا والتنفس سرعة والقلق والتفكير
وكلما نظرت إلى أبنائي أتخيل ما سيصيبهم فأزداد حسرة وألما..... بل إنه لما وقعت كارثة العبارة المصرية السلام 98 تخيلت مشاهد لما يمكن أن يحدث لي ولأهلي هناك
فشعرت بأنني أتعبت نفسي بنفسي فتركت مثل هذا التفكير.... فصرت كلما رأيت موقفا مؤلما أتألم لما يحدث لإخواني
ولكنني لا أحاول أبدا أن أتخيل أن ذلك وقع لي أو سيقع لي .... فهدأت نفسي واستقرت
وأظن الآن أنني كنت بذلك التفكير كأنني أستجلب لنفسي نوبة من نوبات الهلع .... ولكن الله سلم .
مدافعة الأفكار السلبية في البداية ربما لا تكون عملية سهلة بالكامل لأنك تعودت في السابق ولمدة طويلة على الاسترسال
ولكنها أيضا ليست صعبة جدا.... بل مع المجاهدة والإصرار والدعاء ستخف تدريجيا حتى تستطيع بإذن الله السيطرة على أفكارك بدرجة كبيرة
فإذا كنت تعاني منذ زمن طويل هل تريد الشفاء بين يوم وليلة!!!!
الصبر مفتاح الفرج .... ومن سار على الدرب وصل .... المهم أن تتفاءل ولا تيأس
أظن أنني أتكلم كثيرا في فكرة بسيطة أريد إيصالها ولكن أتمنى أن أكون وفقت في عرضها
والله أعلم