أحسنت أخي مقاتل

هذه العبارة لو طبقها كل واحد لكانت سببا في راحة نفسه واطمئنانها

( لا تعبر الجسر قبل وصوله )

حينما يفكر مقاتل ( حقيقي ) وهو في جبهة القتال في الطريقة التي ربما سيموت بها وهل سيكون بلغم ؟ وماذا لو لم يمت منه ؟ وإذا عاد من المعركة كيف ستكون حياته ؟

أو ربما أن المنية ستأتي بها قذيفة مدفع أو طلقة بندقية أو ... أو ...

ألا ترى أنه بهذا التفكير يقتل نفسه مئات المرات قبل بداية المواجهة ؟؟!!!

وهل هذا التفكير وهذا العذاب الذي يعيشه سيرد القدر

أتذكر قول الصحابي الجليل عبد الله بن حذافة السهمي حينما كان سيرمى في قدر الزيت المغلي " لا والله ما بكيت جزعاً من الموت ولكنني تذكرت أن ليس لي إلا نفس واحدة

أموت بها هذه الميتة في سبيل الله وقد كنت أتمنى أن تكون لي ألف نفس تموت هذه الميتة في سبيل الله"

لكي نعيش في راحة لابد أن نصرف تفكيرنا عند كل موقف نواجهه إلى الجوانب الإيجابية فيه

وإن لم نر بتفكيرنا القاصر هذه الجوانب يجب أن نقنع أنفسنا أنه ربما لو لم يحدث ذلك لحدث الأسوأ أو أن حدوثه سيقودنا إلى الأفضل

وهذه يجب أن تكون عقيدة لدى كل واحد منا لأنه ليس هناك شر محض فيما يقدره الله عز وجل بل هناك خير ولكن ربما لا يراه أو يشعر به إلا المتفائلون والإيجابيون

هذه الآية تأملوها ستجدون فيها معاني عظيمة ومنها صرف التفكير في الحوادث إلى الجوانب الإيجابية منها

(( وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا )) الأحزاب (22)

هذا التفكير الإيجابي والتفاؤل الذي كان عليه الصحابة لم يكن لأنهم موعودون بالنصر في هذه المواجهة وإنما تصديقا للآية التالية في سورة البقرة آية 214

(( أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ ))

لنتأمل ولنتخيل ما هو موقف صاحب التفكير الإيجابي وكذلك ما هو موقف صاحب التفكير السلبي من آية واحدة وموقف واحد

سؤال / القدر المكتوب هل سيصرفه عني تعذيبي لنفسي بالوساوس والهموم ؟؟

وإذا حصل هل هو فعلا كان يستحق ما خسرته عليه من راحتي وصحتي وتفكيري ؟؟

راحتنا ( النفسية ) تأتي من داخلنا وليس من الخارج

لذلك ينام فقير على رصيف قرير العين بينما ثري قد لازم عينيه السهاد (الأرق)