18-10-2006, 02:14 AM
|
#9
|
عضو نشط
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 18661
|
تاريخ التسجيل : 09 2006
|
أخر زيارة : 26-10-2006 (06:22 PM)
|
المشاركات :
157 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
ثالثاً: خلاصة حكم الموسيقى و الغناء
بَعْدَ استِعراضِ الأدلة والخلافِ، وتَحريرِ المسألَةِ من خلالِ النصوصِ المرويةِ والمقاصِدِ المرعيةِ، أوجِزُ ما تقدم فيما يلي:
ا- لا يوجَدُ دَليل واحِدٌ صَحيحٌ يُحَرمُ المعازِفَ لمجرَدِ كونِها آلاتِ، كَما لا يوجَدُ دَليلٌ واحد صَحيح يُحَزمُ الغِناءَ لذاتِهِ، وَما وَرَدَ في ذلكَ فهُوَ:
- إما صَحيحْ لا دلالَةَ فيهِ على التحريمِ، بل قد يدلُّ على الإباحَةَ، كمَا يعتضد بثبوت استِعمالِ الغِناءِ والموسيقَى في زَمَنِ التَشريعِ، مِما دَلَ على إقرارِ أصل الإباحَةِ.
- أو غيرُ صَحيحٍ ولا حَسَنِ ولا يَحتَمِلُ ذلكَ ولا يَقرُبُ منهُ، وهذا ساقِط لا يُتدينُ بهِ.
2- يَتناوَلُ حُكمُ الإباحَةِ استِعمالَ ذلكَ سَماعاً وإسماعاً في الأحوالِ المختلفَةِ، كدَفعِ السآمَةِ والملَل من مُلازَمَةِ الجدْ، وأولاها المناسَباتُ التي تَنالُ النفوسُ فيها من حَالها من اللهو وإظْهار الفرحِ، كالعِيدِ، وولادَةِ المولودِ، وقُدومِ عَزيزِ، وإتمامِ حِفظِ القرآن، وإنهاءِ الدًراسَةِ لمرحلَة متميزَةِ، وغيرِ ذلكَ من مُناسَباتِ الفَرَحِ لأمرٍ مُباحِ.
3- ينتَقِلُ حُكمُ الموسيقَى والغِناءِ عَنِ الإباحَةِ إلى حُكمِ آخَرَ، بحَسَبِ الأغراضِ التي يُتخَذُ لأجِلِها، فيَصيرُ إلى كَونهِ مطلوبَ الفعل، أو مَطلوبَ التركِ، على ثلاثَةِ أحكامِ:
أولها: الاستِحبابُ، في العُرس، وذلكَ لمعنى إشهارِ النًكاحِ والإعلامِ بهِ، والنصوصُ الآمِرَةُ بذلكَ عَديدَة، تقدم منها ما يُحققُ المقصودَ.
ثانيها: الكَراهَةُ، وذلكَ إذا سَببَ الاشتِغالُ بهِ تَفويتَ مُستَحبً لا يُمكِنُ تَدارُكُهُ مع عَدَمِ وُجودِ مُناسَبةِ تَقْتَضيهِ، أو عندَ الإكثارِ منهُ والإسرافِ فيهِ حتى تفوت بهِ المصالحُ الراجِحاتُ.
وثالِثُها: التحريم، وَذلكَ إذا اشتَمَلَ على مَمنوعٍ من القول لذاتِهِ، كعِباراتِ الحلفِ بغير اللّه، أو رَدٌ القَدَرِ وإظهارِ الجَزَعِ، ومن بابهِ كذلكَ شعر النياحَةِ.
أو استُعمِلَ في مَعصِيَةِ اللّه، والدعوَةِ إليها، كالسماعِ المشوقِ إلى الزٌنا والخَمرِ وَمجالسِ المعاصي والفِسق بعِباراتِهِ، أو بِما يُبرَزُ من حالِ المغني أو المغنيَةِ، في الشكلِ والهيئةِ والحرَكَةِ، فيُثيرُ في نَفسِ السامِعِ من الرغبَةِ في الشهوَةِ الحرامِ، كالشأنِ في بعضِ الغِناءِ المصوَّرِ في زَمانِنا، والذي يُنرَزُ فيهِ من مُقارِناتِ الغِناءِ والموسيقى من إظهارِ مَفاتِنِ الخَلقِ من المرأةِ للرجُلِ أو الرَّجُلِ للمرأةِ ما لا يتَمالَكُ مَعَه الناظِرُ أن يُرمَى بسَهم من سِهامِ إبليس في سوَيداءِ قَلبهِ، فيَتكُتُ فيهِ نُكتَة لا يَمحوها إلَاً تَوبَة وعَمَل صالح وتدارُك برَحمَةِ الله.
|
|
|