18-10-2006, 02:19 AM
|
#12
|
عضو نشط
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 18661
|
تاريخ التسجيل : 09 2006
|
أخر زيارة : 26-10-2006 (06:22 PM)
|
المشاركات :
157 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
رابعاً: الغناء و الإنشاد الديني
يَعودُ ما يُسميهِ بعض الناسِ بـ (الإنشادِ الديني) إلى وَقتِ مبكرِ، حينَ ظَهَرَ في العِراقِ في أواخرِ المئَةِ الثانِيَةِ ما عُرِفَ ب(التغبير).
والتغبيرُ: ما يُقْرأً بالتطريبِ من الشًعرِ في ذِكرِ اللّه تعالى.
وأصل ذلكَ كما قالَ الأزْهَري: كأنَّهم إذا تَناشَدوها بالألحانِ طَربوا، فرَقَصوا وأزهَجُوا، فسُفوا مُغبرَةً.
وَقال الزجاجُ: سُمُوا (مُغبًرينَ) لتَزهيدِهم الناسَ في الفانِيَةِ الماضِيَةِ، وتَرغيبِهم في الغابِرَةِ، وهِيَ الآخرَةُ الباقِيَة.
وهذا الفعل حينَ ظَهَرَ إنكرَهُ من العُلماءِ: الشافعي، ويزيدُ بن هارونَ، وأحمَدُ بنُ حنبلٍ .
قالَ الشافعيُّ: "خَلفتُ بالعراقِ شَيئاً يُسفى التغبيرَ، وَضَعَتْهُ الزنادقَةُ، يَشغَلونَ بهِ الناسَ عن القرآن".
وَرُوِيَ عن يَزيدَ بن هارونَ، قال :"ما يُغَبًرُ إلا فاسِقٌ ، وَمتى كانَ التغبير؟"
والعِباراتُ فيهِ عن أحمَدَ بن حتبَل جاءَت من وُجوهِ، فسُئِلَ مرة فسَكَتَ، ومرة كَرِهَهُ، ومرة قالَ: لا يُعجِبُني. ومرة قيلَ له: هُوَ بِدعَةٌ ؟ فقالَ للسائل: حَسبُكَ. وهذا توقْف. ومرة قيلَ له: ما تَرى في التغبيرِ؟ إنه يُرفقُ القلبَ؟ فقالَ: بِدعَة. وَجَزَمَ في روايَةِ بقولِهِ: هُوَ بَدعَة ومُحدَثَةٌ.
قلتُ: ولعك ذلكَ الترددَ من جِهَةِ كونِهِ تَغن وإتشاداً بذِكرِ اللّه والدار الآخِرَةِ والصلاةِ على النبي "ص" وشِبهِ ذلكَ، لكن لما يكُن له مِثال على تلكَ الهيئةِ في العمَلِ النبويً ولا عَمَلِ الصحابَة أنكَرَه، وحَكَمَ بأنه بدعة، وإن كانَت له مَصلَحَة.
وتَحريرُ ذلكَ:
ان هذا عائد إلى القول في البِدع الإضافيةِ: وهِيَ كُل عمَلٍ هُوَ عِبادَة وقُربَة مَشروعَة من جِهَةِ أصلهِ، مُحدَثْ في صورَتِهِ وهيئتِهِ.
فذِكرُ الله مَشروعْ مأمور بهِ، وَالاجتِماعُ لهُ مَشروع، ولكن تَحصيلهُ على صورَةِ الأداءِ الجَماعي والإتشادِ الملحَنِ مِمَّا لا يوقَفُ فيهِ على دَليلِ خاص.
واستدل بعض العلماءِ لإنكارِ مثلِ هذا، بِما جاءَ بهِ الأثَرُ عن عبدالله بن مَسْعودٍ حينَ خَرَجَ على قوم في مَسجِدِ بالكوفَةِ وهُم يَذكُرونَ الله تعالى، على صِفَةِ أنكَرَها عليهم، حيثُ رآهُم قد تَحلقوا حِلَقاً، وفي أيديهِم حَصا، وعلى كُل حَفقَةِ منها رَجُل يَقول: كَبًروا مِئَة، هَللوا مئِةَ، سَبحوا مئَة، وهُم يَفعلونَ.
|
|
|