ما أكثر السامعين ولكنهم ..
أكتب هذا الموضوع لأنني كنت أتحدث في موضوع سابق عن نقد التصرف ونقد الأشخاص ، وكان في معرض حديثي بيت شعري ألا وهو :
لقد أسمعت لو ناديت حيا *** ولكن لا حياة لمن تنادي
في الحقيقة أنك كثيرا يستمعون لك ، ولكن هل يكفي مجرد السماع ؟
قد تتحدث ، ولكنهم على توجهات مختلفة :
فمنهم من يتفق معك قلبا وقالبا ويسعى للتغيير ، وذلك لاقتناعه بما تقول ، بكل تجرد عن الأهواء والعصبيات . وهم قلة .
ومنهم من يهز رأسه موافقا لك ومقتنعا بما تقول ولكنه لن يبادر للتغيير خشية المغامرة أو من شخص أو فئة من الناس أو مجتمع . وهم الأكثرية من وجهة نظري .
ومنهم من من يهز رأسه موافقا في لما تقول ظاهرا ، أما في باطنه فتجده ضد ما تقول تماما ، وبطبيعة الحال لن يقبل بالتغيير ، وسبب رفضه لكلامك لأنك قلت حقا وأظهرت قولا لم يستطع هو قوله - وهؤلاء هم المنافقون ، الأنانيون ، الحسدة ، والمتعصبون الهمجيون .
ومنهم من لا يهز رأسه ولا قلبه غير موافق لما تقول ، وهذا من يقول لكم دينكم ولي دين .
الأخت سمية سألت عن هذا البيت :
هناك أمور كثيرة في المجتمع عندما تتحدثين عنها تجدين الناس كلهم يستمعون لك ، ولكن هل يحصل التغيير ...؟ لا حياة لمن تنادي ..
أمر آخر ..
هل تخيلت نفسك في مدينة الرياض والناس تسمعك تتحدثين ولا يواجهونك في نقاشاتهم ... ؟
بمعنى كأنك تخاطبين نفسك ولا أحد يجيبك ؟
وللحديث بقية ، إن شاء الله ..
|