عرض مشاركة واحدة
قديم 30-10-2006, 04:21 AM   #1
ام عبدالله الاحسائيه
عضو شرف \عضو نادي المتفائلين


الصورة الرمزية ام عبدالله الاحسائيه
ام عبدالله الاحسائيه غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 12433
 تاريخ التسجيل :  01 2006
 أخر زيارة : 24-06-2009 (06:38 PM)
 المشاركات : 2,708 [ + ]
 التقييم :  23
لوني المفضل : Cadetblue
<> سجينـــــــــة المــــــــــقابر <>



تشرق شمسها كل صباح ......وتتساقط قطرات نداها ...كعروسة بحر ...

كوردة حديقه ..كسحر لاينطفى ..بخصلاتها الذهبيه تتراقص ..وبملامحها البيضاء تتنفس كل هواء ..اسمها " سليمه "
لقد عشقها كل من نظر اليها وتحنو خجلة بيديها تخفي وجهها قائلة : ماذا حدث ؟! ..

هل يوجد شيء بي ؟! ..يجيبوها بكل هدوء : انتي جميله بتلك العيون العسليه ...فتغمض عينيها تارة وتفتحها تارة وتبتسم قائلة : حسناً ..سأذهب مع جدي الى مزرعته ..فيأتي جدها الطاعن بالسن يقوم بمسك يديها فرحاً مطلقاً ضحكاته قائلا : نادني بابا ،، وهذه جدتك نادها ماما ..حتى تتعودي على تلك العبارات ولا تنسيها .." سليمه " أحمر وجهها خجلا قائلة له : ولكن ابي قال لي : بأنك جدي وتلك جدتي ...فقال : نعم نحن كذلك وسمنا كما شئتي فلن نجبرك على شيء ... فمسح برأسها وهز كتفها قائلاً لها : الن تكملي المسير ام تعبتي ؟! ..اجابته مبستمه : لا بابا ..انني مشتاقه لرؤية مابتلك المزرعه ...فأصبحت تمشي على الارض كحورية شقراء اوطائر طاووس.تضع رجلا وترفع رجلا ..الى ان وصلت للمزرعة فوقفت صامته تشير بأصبعها الى البوابه

قائلة : اهذه هي ؟! ..أجابتها جدتها : نعم حبيبتي ...خذي ارتدي حذائك حتى لاتغرس شوكة حاده برجلك ...فقامت بأرتداءه مسرعه وهرولت الى المزرعه وعيونها تلمع وكأنها تبكي من السعاده ..فقال لها جدها : هل أعجبك منظرها ؟! ..أجابته : نعم بابا ..واتمنى ان نقطن هنا ...فأجابها ضاحكاً : لاتستطيعي ان تبقي هنا ..فهنا يوجد حشرات كثيرة قد تعضك ولاتوجد أنارة أثناء الليل ..فقالت : لماذا تنام إذاً لوحدك هنا ؟ ..أجابتها جدتها : لانه فلاح عليه ان يحرث الارض ويرعى الزرع ويسقيها .. فقامت " سليمه " بهز رأسها بمعنى الايجاب والقبول ... فذهبت تلهو لوحدها قليلا ..ومن ثم قامت جدتها بأعداد الفطور لهم ...ومن ثم نهض جدها ليناديها قائلاً : اين انتي أبنتي ؟ تعالي ..الفطور اصبح جاهزا ً .. فأجابته : نعم ، نعم لقد سمعتك ..انتظر قليلا ..اريد اصطياد تلك الفراشه ...فقالت لها جدتها : اتركيها عنك ِ ..فقد تصيب جسدك ببقع سوداء .. فخشيت " سليمه " من ذلك وقامت بالصراخ والبكاء ..فقام جدها واحتضنها قائلاً : ان جدتك تمزح معك ..ولكن لاتريد ان توسخي يديك بها ...هيا بنا لنفطر ..فأشار بيديه لها : اجلسي هنا فهذا المكان لك ... وسرعان ما تناولوا الفطور ..وقام جدها بأكمال عمله وتساعده جدتها ..اما هي فقد غلبها النعاس ونامت الى المساء ...ولم تصحو الا فترة الغداء وتناولوه جميعاً ...ومن ثم غادروا المزرعه متوجهين الى منزلهم ..القريب من المقابر ..فقد كان بيتاً متواضعاً جداً مصنوعا ً من الطين ...
استيقظت " سليمه " في اليوم التالي بصراخ نساء ورجال حاملين شيء من الخشب يحوي خرقة بيضاء ،، فقامت بالبكاء خوفاً من المنظر ، فقالت لها جدتها : لاتقلقي ولا تخافي ، انا هنا ،، فقالت لها " سليمه " : ماهذاك ؟..اجابتها : انه ميت سوف يدفنونه ..فشبكت يدها على صدرها قائله : كيف سيدفنونه ؟! . وسرعان ماانفجرت بالبكاء قائله : .اريد امي ..انني خائفه ! ..فصارت جدتها تحضنها وتقبلها بقوة وتسرح شعرها بيدها وتحدثها بصوت منخفض قائله : سوف نموت جميعاً ..والصالح سوف يذهب الى الجنه والشقي سوف يذهب الى النار ... فحاولت " سليمه " تجفيف وجهها من البكاء بيدها ومن ثم نطقت مستغربه : هل سيتركونه لوحده في القبر ؟! ..أجابتها جدتها : لا انه ليس لوحده ..ان الله معه ...فابتسمت "سليمه" قائله : حسناً ..اذا مت فلن اخشى شيئاً لان الله معي ...فقالت لها جدتها : نعم ، وانتي حيه ايضاً الله سيكون معكِ يرعاك ويحمييك من شرور الدنيا،، وغداً او بعد غدٍ سأطلب من جدك ان يصحبك الى المدرسه ويشتري لك بعض الحلاوة ..حتى تنتبهي كثيرا في الصف ...فابتسمت ـ سليمه ـ ومن ثم حضنت جدتها وقبلتها ونامت على رجليها كعصفورة بيضاء لم يمسها خيط اسود .... كزهرة تتراشق منها الروائح الرائعه والجذابه ،،

وللحديث بقيه
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس