30-10-2006, 10:43 PM
|
#9
|
عضو شرف \عضو نادي المتفائلين
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 12433
|
تاريخ التسجيل : 01 2006
|
أخر زيارة : 24-06-2009 (06:38 PM)
|
المشاركات :
2,708 [
+
] |
التقييم : 23
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
ومن ثم خلدت سليمه الى النوم لكي تصحو مبكره الى مدرستها بعد ليلة ممطرة يعلوها البرق والرعد والعواصف ،، اما جدتها فلم تستطع النوم بسبب الكحة والربو ...وبقيت حتى الساعه الخامسه فجراً فقامت لتأدية الصلاة وبعد ذلك أيقظت " سليمه " من نومها ،، وبعد الانتهاء من الصلاة عمدت سليمه الى ارتداء مريولها وتمشيط شعرها كالمعتاد ولبس حذاءها ،، وطلبت من جدتها ان تحضر كنزتها لكي تدفئها في الطريق ، ولكن حينما قامت بأرتدائها شعرت بأنها ضيقه فقامت بنزعها وأعطاءها لجدتها ،، ومن ثم سألت جدتها عن جدها قائله : ألم يحضر أبي لاصطحابي للمدرسه ؟! ..أجابتها قائله : يبدو لي بأنه لازال نائماً في المزرعه ونسي الموعد ، فقالت لها سليمه : حسنا ..سأذهب لوحدي ..فاأنا اعرف الطريق جيداً ..فقالت لها جدتها : هل تريدين ان اذهب معك ِ ؟..فقالت سليمه : لاء انك لستِ على مايرام ...حاولي ان تنامي ...فقالت لها جدتها : انتبهي لنفسك في الطريق ..ولاتنامي في الصف اريدك يقظه حتى تفهمي الدرس ..فابتسمت سليمه قائله : حسنا ...ومن ثم رفعت يدها لتودعها ..
وخرجت من البيت واخذت تسير وهي تدندن كالعصافير ،، تشعر بالهدوء والصفاء ..تنظر الى تلك السماء والوان قوس قزح يكسوها ...فضحكت مسروره ومن ثم بسطت كفها واذا بقطرات المطر قد تساقطت بيدها وعلى رأسها فأخذت تمسح الماء عنها، ومن ثم خاطبت المطر قائله : انتظر قليلا حتى اصل الى المدرسه ..ارجوك ..لااريد ان تبتل ملابسي ويتوسخ حذائي ...وكأن السماء قد استجابت دعواتها ...فأشرقت الشمس الساطعه على وجهها ،، فصارت تضحك قائله : اعلم ان الله معي اينما كنت ...وبينما هي تسير و اذا بها تجد شخصاً يجلد شاباً بالسوط والشاب يتألم ويصرخ ،، فتغيرت ملامح سليمه وشعرت بالخوف من المنظر ..ومن ثم اقتربت من الرجل فوقفت قائله : ياهذا لم تضربه بهذه القسوة ؟! ..أجابها الرجل : انه سارق ويستحق ان اقطع جسمه وليس يده فقط ..ففتحت عيونها مدهوشه قائله : وماالذي سرقه ؟! ..قال لها : لقد سرق خضاري وباعه لحسابه ...فقالت : لما فعل ذلك ؟! ..فأجابها الرجل قائلا : انه الطمع ! ..وانا اريد ان اعاقبه حتى لايكررها معي او مع غيري ! .. فقالت له سليمه : كفى ارجوك اطلق سراحه ..فقد شبع من الصراخ وشعر بمقدار الالم ولااعتقد بأنه سيفعلها مرة اخرى ، فابتسم الرجل قائلا لها : حسناً ..ســأتركه ولكن اريد اخبارك شيء ..فقالت له : ماهو ؟..قال لها : أياكِ ان تصمتي عن حقك ولا تطالبي به مهما كان الثمن دافعي عنه ...فهزت برأسها قائله : حسنا ..لقد تأخرت عن المدرسه ...فقال الرجل : يمكنني ايصالك بسيارتي ..حتى لاتتسخ قدمك أكثر من الطين وتنزلقين بالارض ...اجابته قائله : لا ..شكراً ..انني افضل المشي على قدمي وعدم الركوب مع غريب .. حسنا وداعاً ..فنظر اليها الرجل مستغرباً وفي نفسه يقول : لقد أخطأت بالاسلوب مع الشاب وكان علي نصحه باللين والطيب ..فتلك الفتاة جعلتني اصبح ملاكأً فجأة ...
صارت سليمه تركض مسرعه حتى لاتتأخر أكثر عن المدرسه وفي اثناء ذلك وقعت على الارض وتوسخ مريولها ، فنهضت مسرعه كي تنظفه وتزيل التراب عنه ،، واذا بالمطر يتساقط من جديد ،، فضربت جبهتها بيدها قائله : لا ..الان سوف يبتل شعري ويصبح غير مرتباً ماذا افعل ؟! ... وبينما هي تحدث نفسها بالمسير والمطر يزداد هطولاً ...اخذ جسمها الصغير يرتعش من البرد ...وتمزق حذائها الذي كانت ترتديه ،، ومع هذا اكملت مشوارها الى ان وصلت الى المدرسه ،، وتوقعت ان لاتجد احداً بالمدرسه من الطالبات ، ولكنها فوجئت بوجودهن جميعاً رغم ظروف الطقس ،، دخلت الصف نزعت حقيبتها ووضعتها بالكرسي ومن ثم جلست وهي ترتجف من البرد ،، فقالت لها زميلتها: ..الم تجلبي كنزة لارتداءها او اي شيء مؤقتاً في الصف ؟! ..فحركت رأسها قائله : لا ..أشعر بالبرد وكأن اطراف اصابعي سوف تقطع ...فقالت لها زميلتها : خذي هذا وشاحي لفيه حولك حتى تشعري بالدفء ..فأبتسمت لها قائله : أشكرك فاطمه ،، ولكن هل فاتني شيء من الحصة الاولى ..اجابتها فاطمه : يبدو لي بأن العطله قد بدأت للتو ، فضحكت سليمه قائله : كيف ؟! ..فقالت لها فاطمه : لقد حصل التماس كهربائي بأحدى الصفوف وسوف نخرج بعد قليل ..فقد تنفجر بنا او تشتعل حريقا بسبب الامطار ،، فضمت سليمه يدها الى صدرها قائله : حسناً ..خذي وشاحك ..فسأرتدي حقيبتي حتى اكون جاهزه للخروج ! .. وسرعان ما تم ابلاغ الطالبات بالخروج فوراً من الصفوف والمغادرة الى منازلهن .. فخرجت فاطمه مع سليمه واخبرتها بأنها يمكنها ان تقوم بأيصالها بسيارة ابيها ،، فرفضت سليمه قائله : لا ..أبي سيغضب مني ، سأنتظره هنا لعله يأتي لاصطحابي ،،
وبعد مضي ساعتين عزمت على الرحيل لوحدها حيث لم تبقى الا هي لم تغادر الطريق ،، فخجلت من نفسها ومن البواب الذي كان ينظر اليها ، فحاولت ان تخبىء حذائها المشقوق بطرف ملابسها ...فقال لها : بنيه ..انتظري اباكِ هنا ،، فقد تصابين بالبرد ،، فقالت له : لا انني راحله ... فقال لها : حسناً انتبهي لنفسك ولاتأتي الى المدرسه الا اذا رأيت الجو قد تحسن قليلاً .. فأصبحت تمشي ودموعها تنهمر على خديها وهي تقول : اين انتي امي ؟! لماذا تركتني هنا ؟! .. لقد تعبت من المشي ،، فقامت بنزع الحذاء ومسكته بيدها وصارت تمشي حافيه القدمين على تراب الطين ،، فخافت من صوت الرعد قائله : ابي ..اين انت ؟ لما لم تأتي لاخذي ؟ ..انني مرهقه ! ... وبينما هي تمشي واذا بجدها في الطريق فركضت اليه مسرعه وهي تمسح دموع خديها ،، ونبضات قلبها تتسارع دقاته ،، وما ان وصلت اليه حتى احتضنت رجليه ،، فقام بحضنها وتهدئتها قائلاً : سامحيني لقد تأخرت عليك ..لم أعلم بأنهم اخرجوكم من المدرسه الا من الجيران فجئت لاصطحابك ... فقالت له سليمه وهي تبكي : لقد خفت كثيراً ،، فأمسك بيدها قائلا : لاتقلقي لن يحدث لكِ مكروه لان الله معكِ ... ومن ثم نزع كنزته الصوفيه والبسها اياها ،، ومشيا حتى وصلا الى المنزل واستقبلتهما جدتها وقد كانت قلقه عليها جدا ،، فجاءت اليها سليمه قائله : انني بخير ياامي ولكن حذائي قد تمزق ،، فابتسمت جدتها قائله : لابأس ..سيشتري لك جدك حذاء أجمل منه ً ..فعانقت سليمه جدتها بقوة ،، ومن ثم دخلا الى المنزل فرأت المنزل قد غرقت معظم اغراضه بسبب المطر ،، وعلى ذلك سينامون في احدى زوايا المقبرة الجافه ،، فقالت سليمه : وماذا عن المنزل ؟! ..قال جدها : غداً ستشرق الشمس وسيجف ماء المطر ،، فقالت سليمه : انني اشعر بالبرد حقاً وأكاد اتجمد ، وأشعر بالجوع ،، فقالت جدتها : حسناً .....لقد احتفظت بلباس كان لعمتك وهي صغيره ولم يصبه ماء المطر فقومي بأرتداءه ومن ثم سأجعلك تتناولين الطعام ،، فقالت لها سليمه : لابأس،، اما جدها فحاول ان يشعل الخشب ناراً حتى يجفف ملابسه ويدفىء المكان ،، فخرجت سليمه بذاك اللباس الفضفاض الواسع ..تنظر الى جدها وهي تقول : هل انت سعيد بحياتك ؟! ..أجابها : نعم ، وانتي ؟! ..ابتسمت له قائله : نعم ..واريد ان تشوي لي بطاطا على النار مثلما فعلت جدتي ذات يوم ، فضحك قائلا: حسناً ... اتريدين بطاطا واحده ام خمسه ؟! ...فقالت : لااعلم .. كم اتمنى الان قطعة فلافل صغيره ! ..فسمعتها جدتها وضحكت قائله : اتحبين الفلافل اكثر من ابيك وامك ؟! ...فقالت سليمه ضاحكه : لاء ..بل انتم اكثر ، ولكن متى ستصبح البطاطا جاهزه .. لانني جائعه واريد ان انام ،، فقال جدها : انتظري قليلا ..يحتاج لوقت اكثر حتى ينضج جيداً ..
فصارت تنظر الى النار وتترقب اعداده ،، فقامت الجده بجلب بطانيه كانت تخفيها حتى تغطي سليمه بها ،، فقالت لها سليمه : اريد ان اضع راسي برجليك وان تحركي شعري وانام ،، فقال لها جدها : اتريدين ان احكي لكِ حكاية ؟! ..فقالت: نعم .إن كنت تستطيع ذلك ، فقص لها حكايه أعجبتها كثيراً ومن ثم قال جدها : اتعرفين من هي صاحبة القصه ؟! ..انها جدتك ! ..ففتحت عينيها قائله لها : هل انتي شاعرة حقاً ؟! ..فأبتسمت بهدوء قائله : نعم ، فقالت سليمه : انتظري قليلا ..سأجلب قلماً وورقه لانني اريد ان اكتب ماتقوليه لاحتفظ به ،، فألقت جدتها شعراً تصف الذئب والجميله ، فصفقت لها بيديها بعدما انتهت منها وقامت بحضنها قائله : اتعلمين يمكنك ان تصبحي مشهورة جداً .. وان تصنعي لكِ كتاباً يصل للبرازيل حتى ! ..فضحك جدها قائلا : انتي حالمه مميزة جداً ، ومن ثم أستأذنهم لكي ينام خارجا ويدعهما لوحدهما ينامان !
<> يتبــــــــــــــــــع ><
|
|
|