عرض مشاركة واحدة
قديم 01-11-2006, 09:49 AM   #12
ام عبدالله الاحسائيه
عضو شرف \عضو نادي المتفائلين


الصورة الرمزية ام عبدالله الاحسائيه
ام عبدالله الاحسائيه غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 12433
 تاريخ التسجيل :  01 2006
 أخر زيارة : 24-06-2009 (06:38 PM)
 المشاركات : 2,708 [ + ]
 التقييم :  23
لوني المفضل : Cadetblue


وبعد مرور أربعة سنوات من العيش معهما ، أصيب جدها بمرض السرطان الذي على اثره توفي فحزنت سليمه مع جدتها كثيراً ،، وازدادت الحياة سوءاً بعد رحيله ، ولكن كانت وصيته الاخيره أن تكمل سليمه دراستها مهما كانت الظروف ، فوعدت جدها بذلك
وذات يوم وهي راجعه من المدرسة رأت فتاة تحمل كيس إسمنت وطابوق وكانت ترتدي رداء احمر فوق رأٍسها ، فاقتربت منها سليمه وسلمت عليها قائله : كيف حالك ؟! .أجابتها الفتاه : انني سعيدة لاني اساعد عمي في البناء ، فقالت لها سليمه : ولكنك فتاة كيف تفعلين ذلك ؟! ..فضحكت الفتاة قائلة : لست كباقي الفتيات ..انني قوية واستطيع ان اتحمل كل شيء ..انظري لحظه ..سأرفع هذا الكيس لوحدي ،، فأصبحت سليمه تراقبها مبتسمه ومن ثم سألتها قائلة : بأي مدرسة انتي ؟! ..فابتسمت الفتاة قائلة : انا جاهله ولم أرى في حياتي طاولات المدرسه الا بالاحلام ،، فحزنت سليمه قائله : ولمَ ..هل حالتكم صعبة للغايه ؟! ..فردت الفتاة قائلة : لا ليس تماما ولكن التعليم للفتاة بعائلتي يعد جريمه تعاقب هي واهلها على ذلك ،، فقالت سليمه وهي تتأوه : حسناً ..سأذهب الى منزلي ..أراكِ لاحقاً ..فابتسمت الفتاة قائله : اتمنى لكِ التوفيق في حياتك ، فأجابتها سليمه بمالمثل ومن ثم اخذت تمشي الى ان وصلت الى دارها ..وحينما وصلت رأت جدتها على جادة الطريق تبكي ،، فجاءت سليمه مسرعة اليها وهي تنادي عليها من بعيد " اماااااااه " ..الى ان وصلت اليها وعانقتها قائله : مابكِ ؟ هل أصابكِ مكروه ؟! ..فقالت جدتها : لقد توفي اخي اليوم وسيأتون لدفنه ..فانهمرت دموعها كنهر جاري ، واخذت سليمه تقبل شعرها وتمسح على كتفها قائله : حسنا ..قومي بنا الى دياره ،، فقالت جدتها : انه لايملك بيتاً ..فهو واهله كانو مهددين بالطرد لانهم لم يسددوا القرض ،، فقالت سليمه : وماالحل ؟! ..قالت جدتها : لااعلم ياابنتي ..ان الدار ضيقه ولكن اخي أوصاني بهم خيرا ،، فابتسمت سليمه قائله : لابأس ..غداً ستتحسن الاحوال ،، حينما أصبح دكتورة ،، فضحكت جدتها وعينها غارقتان بالدموع قائله : بنيتي بوركتي وبوركت أيامك ..أنك أجمل شيء رأته عيناي انا وجدك بحياتنا ،، فساد سليمه صمتاً حزيناً قائلة : كم أِشتقت لابي كثيراً ؟! ..فقالت جدتها : سنزور قبره حينما يكون الوقت مناسب واخبريه بكل شيء فهو يسمعك ! ..فابتسمت سليمه وعانقت جدتها ومن ثم دخلا الى الدار وكانت هناك زوجه خالها " شقيق جدتها " وبناتها الثلاثه ،، فقامت سليمه بتقديم العزاء ومواساتهم ، ومن ثم ذهبت الى جدتها قائلة : هل حضرتي شيئاً ما لكي يتناوله بنات خالي ، فابتسمت قائله : نعم ،، ولكن زوجة خالك لم تتناول شيئاً منذ الصباح ،، فذهبت سليمه الى زوجة خالها قائله : أرجوكِ أطمأني كل شي سيكون بخير يازوجة خالي ، وبناتكِ سيكملن تعليمهن ، فابتسمت قائله : عزيزتي بنات خالكِ لايدرسن ، فاستغربت سليمه قائله : لماذا ؟! ..أجابت قائله : الكبرى تزوجت ومن ثم طلقها ، والثانيه تعرضت للاغتصاب وقد تقدم لخطبتها 3 شبان ولكنها رفضتهم ، والثالثه لاترغب بشيء ... حزنت سليمه بسماع ماقالته اليها ، لدرجة بأنها ذرفت الدمع قائله : لابأس ستكونون بخير هنا ..أعدك ،، فقامت زوجة خالها بحضنها قائله : انكِ جميله ..أتعلمين ذلك ؟! ..فابتسمت سليمه قائله : شكراً ، ومن ثم قالت لها : اوه تعلمين ايضاً بأنك الوحيده التي ستكمل تعليمها ،، أجابتها سليمه : اتمنى ان يدخلن كل الفتيات الى المدرسة ليلاً ونهارً لكي يتعلموا ، فضحكت زوجه خالها لكلامها ، ومن ثم جاءت اليهن جدتهن وأكملن الحديث حتى جاء الليل بظلامه الهادىء والخجول ،، فغلب على سليمه النعاس ونامت على ارجل جدتها كالعاده ، ومن ثم رفعت رأسها ووضعتها بالارض ، لكي تجلب شيئاً تغطيه به ، اما زوجة اخيها وبناتها لازالو يقظين حتى منتصف الليل ومن ثم طلبت منهم الجده بالنوم ،، وان لايفكروا بشيء ،،
وفي الصباح استيقظت سليمه فرحة وتنشد اناشيد المدرسة ، فطلبت منها جدتها ان تخفض صوتها لان زوجة خالها وبناتها لازالو نائمين ، ومن ثم اخذت سليمه حقيبتها وارتدتها وبعد ذلك قالت لجدتها : اريد ان اخبركِ بشيء ..فقالت لها جدتها بصوت منخفض : اذا رجعتي من المدرسه ...اخبريني كل شيء ..الان ستتأخرين عن المدرسه ،، فابتسمت سليمه قائلة : حسنا ، ثم قبلت خدها ورحلت !
ووصلت الى المدرسة ورأت الطلبة والعامله منهمكين في النظافه وترتيب المدرسه ، فقالت سليمه : ماذا تفعلون ؟ ..ألديكن أحتفالاً خاصاً ؟! ...فقامت احدى الطالبات واخذتها على جنب واخبرتها بأذنها بأن هناك مسؤولين سيأتون ليشهدوا مدى تطور التعليم في هذه القريه ..فاخذت الفتاة بالضحك قائله : اوه ..المشكله بأنهم لم يجدو بلاطه واحده يضعونها على الارض بدلا من الارضيه الممسوحه ! ، فاستغربت سليمه من طريقة كلامها قائله : إن لسانك فض بالحديث ..وكثيرة السخرية ولكن قلبكِ طيب ، فابتسمت الفتاة قائله : ماذا أفعل ؟ لابد ان اكون كذلك ..فاأنا من سيجهز الطباشير للسبورة ..أتريدين واحداً " سوليمى " ؟! ..فنظرت اليها قائله : انا اسمي سليمه وليس كما نطقته ! ...فقالت لها الفتاة : حسناً ..انني امزح معك ..فغمزت عينها ومن ثم أستأذنتها لتكمل العمل ،، فنادتها سليمه قائله : ايمكنني التحدث اليكِ بموضوع خاص جداً ؟ ..فقالت لها الفتاة وهي تضع اصبعها بفمها : خاص جدا ً ..خاص جداً ، اجل يمكنك ذلك ولكن ايمكنني ان اعرف عمركِ ؟! ..فابتسمت سليمه قائله : انني بالحادية عشرة من العمر ،، فقالت لها الفتاة : حسناً ...سأحضر الى الصف حينما انتهي !.. ومن ثم أوقفتها سليمه مرة اخرى كي تسئلها عن اسمها فأجابت قائله : اسمي نونه اي نوال .. فقالت سليمه لها " تشرفنا ...سأنتظرك ولكن كيف تعرفين اسمي ؟! ..فابتسمت قائله : لايوجد طالبه فاتنه مثلك ..فضحكت سليمه ومن ثم أشارت اليها بيدها تودعها مؤقتاً ومن ثم دخلت الصف
فصارت سليمه تنتظرها بالصف بشوق ، حتى ان معلمة الصف طلبت منها ان تنشد الابيات ان كانت قد حفظت ...فقالت لها سليمه : مارأيك لو جعلتي كل طالبه تكتب الابيات في ورقه ، افضل من ان تخبركِ شفوياً ..فقد يتأخر الوقت وقد تظلم بعض الفتيات لانكِ ستطلبين منهم ان يسرعوا بقولها ،، فابتسمت المعلمه مدهوشه وهي تهز برأسها ومن ثم اقتربت من سليمه ، فخافت سليمه من ان تفعل شيئاً ، ولكن المعلمه سرعان ما قالت : ايها الطالبات إخرجوا ورقة بيضاء وقمن بالكتابه وحين انتهاء الحصه سأسحب الورق فوراً ...ففعل الطالبات ما أمرت ومنهن من تذمر لانه لم يكن حافظاً ..فقد يفوته الدور ويحاولون تضييع الوقت ولكن بهذه الطريقه ستجبر كل الفتيات على " التسميع " ... وفي اثناء ذلك جاءت الطالبه " نونه " مسرعه ، فرأت الصف هادئاً والكل منغمس بالقلم والورقه ..فضربت الباب لكي تستأذن فأذنت لها المعلمه ، ومن ثم قالت : اخرجي ورقة بيضاء واكتبي الابيات التي حفظتها مفهوم !!
ففتحت نونه عيونها مستغربه ، وذهبت الى كرسيها وكانت خلف سليمه فأخذت تحرك ظهرها قائله : ماالذي يجري ؟! ..ومن ثم ضحكت قائله : أهو يوم البكمان العالمي ؟! ..فابتسمت سليمه قائله : لاء ولكنه اختبار شفوي فتحول الى ورقي ،، فضحكت نونه قائله : ومن الذي اخترع هذه الفكرة ؟ فاجابتها سليمه بصوت منخفض : انا ..وورقتي هاهي جاهزة خذي ! ..ولكن لاتخرجيها الا بعد انتهاء الحصه والا ستشك بكِ ...فشكرت نونه سليمه جداً قائله : إين انتي عني كل تلك السنوات ؟! ..
وسرعان ماجاءت العامله تصرخ بصوتها معلنه نهاية الحصه ، فصارت المعلمه تجمع الورق بنفسها ، وكان اغلب الفتيات لم يعجبهم الامر وشعروا بأن هذه الطريقه فاشله ،، فوقفت نونه قائله : عالعكس ..انها طريقه جميله جداً ..نابعه من شي جميل ..ولانكن لاتعرفون الجمال ...فالجمال لاقيمه له معكم ، فقامت المعلمه بالضحك على فلسفتها ومن ثم قالت : هل انتهيتي ايتها الجميله ؟! ..فابتسمت نونه ابتسامه عريضه قائله : بالطبع ...ومن ثم رحلت المدرسه وبدأ الصوت يعلو والهتافات تزداد والكل يرشق كلاماً من جهه ، اما سليمه وقفت مبتسمه قائله : حسناً ...هدوء ...لدي اليوم موضوع مهم ! ...فسكت الجميع لسماع هذا الموضوع ، فقالت : اتريدون ان تتعدل احوالكن ؟ وتريدون تكييييف على مدار الساعه ، اكتبو مالديكن في ورق واخبروا الفصول الاخرى ومن ثم ألصقوها بالجدران ..حتى تجاب طلباتكم ،، فقاموا بالتصفيق لاجلها وقالوا : انها الفرصه المناسبه ،، فسحبت نونه سليمه بيدها قائله : اتقصدين هذا الموضوع ؟! ..إنك ِ غبيه اتعلمين ذلك ؟! ..فابتسمت سليمه قائله : لم َ ؟ ..فقالت نونه: انتي تعلمين بأنهم لن يجيبوا على اي طلب وحتى ان وافقوا سيكون حبر على ورق امام المسؤولين فقط وستحدثين مشكله ! ..فضحكت سليمه قائله : ليس هذا موضوعي الذي اريد ان احدثكِ به انه خاص ...


 

رد مع اقتباس