مشكور أخي سعودي عسل ، ، ،
ولكن في كثير من الأحيان ما يصيب الإنسان بعدم الراحة والقلق هو ما يراه من انقلاب في طبيعة الأمور . وهذا أمر حقيقي وواقعي .
فالكسالى والفاشلون ينالون الوظائف ، بينما المجتهدون والمبدعون في أدنى السلم . والذين تتفتق ظهورهم في الدراسة لا يحظون بما يأملون في المقاعد الجامعية أو البعثات ، بينما رفاقهم الذين كانوا من (الفالتين) قلباً وقالباً ، يحصلون على ما (يرغبون) .
لقد أصبح ما يدعو إلى القلق هو (من خارجك) وليس (فينا) ، وهو أمر من الصعوبة بمكان أن تتحكم فيه .
طبعاً هذا لا يعفينا من التمسك بمبادئ الصبر والتحمل ومواصلة العمل والمحافظة على جهودنا وتنمية فكرنا والنظرة بتفاؤل (نكد) نحو المستقبل ، ولكنه أيضاً من جهة أخرى سيصيبنا بالقلق وفقدان الثقة وكم كبير من الإنعكاسات النفسية .
قد تكمن المشكلة أننا نقرأ ما يكتبه علماء النفس في (الغرب) ، وهم بطبيعة الحال لا يعلمون مصادر القلق عند الإنسان (العربي) . فهم لا يقرأوون تقارير التنمية العربية التي تصدرها بعض اللجان الحقوقية في عالمنا العربي عن واقعنا .
لذلك فالطبيب النفسي الغربي عندما يصف العلاج لمكتئب (غربي) فإنه يعلم أولاً أن علة الاكتئاب والقلق هي (علة) في الشخص نفسه . ولهذا تراه يصف له ممارسة بعض الهوايات كالصيد والرسم والموسيقى .... الخ . وهي علاجات تؤدي إلى شفاء على المدى الطويل .
أما في عالمنا العربي ، فالطبيب النفسي يعلم علم اليقين أن علة الاكتئاب والقلق لدى مريضه إنما هي (علة) في محيطه ، ولهذا تجده يصف له الحبوب والمسكنات والأدوية الكيميائية ، لأن الطبيب يعلم علم اليقين أن (ما في اليد حيلة) إلا (تسكين) هذا المريض لكي لا يعود (يحس) بما حوله .
أخصائيو النفس (الغربيين) يمكن لهم معالجة القلق عند (شعوبهم) من حيث التحفيز على مواصلة العمل والإبداع واستزراع بذور أكثر للنجاح . أما شعوبنا التي لا تتأثر إنجازاتها بكم العمل الذي تبذله أو الإبداع الذي تنجزه ، فلكي تتخلص من القلق وتبتسم للحياة فتحتاج إلى أخصائيو (عدل) .
ولك خالص تحياتي ............