المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وفية إلى الأبد

بسم الله الرحمن الرحيم

بداية أعتذر إن كانت مشاركتي جاءت متأخرة ،، وأحب أن أحيي جميع الأعضاء والزائرين لهذا المنتدى العزيز على نفسي وأوجه تحية خاصة إلى الأستاذ الفاضل د. الحوراني على تفانيه وإبداعه ،، وأسأل الله له التوفيق والسداد

بالنسبة لهذا الموضوع ،، أسأل الله العلي القدير لكل فرد مسلم ابتلي بهذا أن يشفيه الله ويرزقه الذرية الصالحة ،، وأوصي – زوجًا كان أم زوجة – أن لا يجعلوا للقنوط واليأس إلى قلبهما سبيلا ،، ويتجها لله سرا وعلانية فهو الملجأ والملتجأ سبحانه ..
وبكوني أنثى أخاطب كل الإناث ممن قد أصبن بهذا المرض أولا احمدي الله أن سخر لك هذا الزوج المحب الذي يرعاك ويقدر مشاعرك وضبط مشاعر الأبوة في أعماقه بأن ضغط على حقه في الطلاق أو الزواج لك أيتها الغالية فضحى بذلك الشعور من أجلك ،، قفي معه وسايريه واطلبي إليه الزواج من أخرى وكوني له عونًا فإنك بذلك تزدادين مكانة ورفعة في نفسه – بإذن الله – واسألي الله أن يصبرك على هذا الأمر ،، ففي النهاية أنت إمرأة فمهما بلغت ومهما قالت تبقى مسألة الزواج علقمًا في حلقها ,, ولكنك واعلم أنك محبة لزوجك مخلصة له لا ترضي لنفسك أن يبتعد عنك للحظة ،، ولكني أخاطب إحساسك وإخلاصك وعاطفتك النبيلة لزوجك ،، ألا تريدين له السعادة بالذرية ،، أنا لا أقول لك تتطلقي منه لا وألف لا ،، ولكن لا تحرميه
ففي النهاية سيبقى زوجك وتبقى مكانتك عنده ولكن هناك إضافة ،، إضافة تجعله سعيدًا هانئًا وبالتبعية ستجعلك سعيدة لأنك رسمت للسعادة طريقًا إلى أعماقه ،، ستبقين زوجته وأمًا لأولاده حتى وإن كانوا من زوجة أخرى ،، لا تبخلي بحنانك عليهم وبتوجيهك وبحبك ،، هم أطفالكم جميعًا ،، وتأكدي يقينًا أنك ستكبرين في عينيه
وأنت أيها الزوج إن حققت لك زوجتك ذلك ووقفت إلى جانبك في زواجك التالي ،، فلا تمحها ،، لأن من تفعل ذلك فهي حقيقة مخلصة لك ،، لا تحرمها إن رزقك الله من أخرى أطفالا أن تقربهم منها ،، واعلم أن هذا الأمر لم يكن بيدها والذي حرمها قادر على أن يحرمك ،، ولو بعد حين ،، لا تجعلها تحس بأنك قد غفلت عنها فهي ستصبح حساسة لأي حركة ولأي سكنة ،، وليكن صدرك واسعًا مستقبلا لغضبها يومًا ما ،، فهي أنثى ضعيفة ،، وأيضًا أنثى غيورة ،، لا تقل أنها هي التي قالت لي أن أتزوج إذًا هي التي جنت على نفسها ،، لا ،، هي لم تقل ذلك إلا لأنها تحبك وتحب أن تراك سعيدًا على حساب نفسها أيضًا ,, فاتق الله فيها ،، وكن معها ،، وأولا وأخيرًا ،، احمد الله الذي سخر لك هذه الزوجة المحبة المخلصة ,,

أما الزوج الذي ابتلي بهذا المرض ،، وطلبت منك امرأتك الطلاق ،، ووافقتها على ذلك ،، لا تقل ،، أنني لن أتزوج ،، لن ترضى بي أخرى ،، أو لا أريد أن أحرم أية إنسانة من حقها في الأمومة ،، فإني أقول لك تزوج ،، تزوج من هي أرملة ولديها أطفال ،، أو حتى مطلقة وتركها زوجها مع أطفالها ولم يسأل عنهم ،، واعلم أنهم أيتام ،، قد فقدوا حنان الأب وعطفه ،، أفرغ عاطفتك المحرومة فيهم ،، وكن لهم أبًا وأخًا وصديقًا ،، ولا تفكر يومًا في أنهم ليسوا بأطفالك ،، فلا حق لك فيهم ،، فكم من طفل عاش مع والده اسمًا فقط ،، ولم ير من هذا الوالد أي شيء ،، واعلم أنه ،، ليس الوالد فقط من رزق من صلبه ،، فالوالد أيضًا من ربّى وعلم ،،

اعتذر عن الإطالة ،، وأسأل الله أن ينفع بما ذكرت كل مسلم أو مسلمة ،، فإن لمستم صوابًا فالحمد لله هذا توفيق منه سبحانه ،، وإن لمستم خطأً فمن نفسي والشيطان ،، واعذروني عليه ،،

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته