من أهم الأسباب ، هي التربية التي تلقاها هذا الشباب من قبل أولياء أمورهم . (فالتربية السلبية) تعمل على تنشئة شاب أو فتاة لا يعرف كيف يعتمدان على نفسيهما ، فهما محاطان دائماً (بالحماية) والخوف عليهما من اختبارات الحياة .
وحيث أن الزواج من أهم الاختبارات الحياتية التي يتأهل لها الشاب والفتاة ، فهما سيشعران حينها بالخوف من خوض هذا الاختبار ، لأنهما لم يُـعدان له . والنتيجة إحدى قرارين : إما العنوسة ، وإما الطلاق الفوري إن حصل الزواج . ولو تلاحظين فإن ارتفاع نسب الطلاق مترافق مع ارتفاع معدلات العنوسة .
من الأسباب الأخرى : أن الزواج أصبح من (الكماليات) الاجتماعية . فالشاب لن يصبح رجلاً في نظر المجتمع إن لم يتزوج . فأصبح سبب زواجه الأول ليس القناعة الشخصية له بأهمية الزواج كعامل بناء له أولاً وأخيراً ، وإنما (كوصف) يوصف به في المجتمع (متزوج) . وبالطبع ، فمع اختلاط المفاهيم الثقافية ، لم يعد هذا (الفكر الاجتماعي) الذي يفرض الزواج عامل قوي ، وإنما تدنى من أولويات هذا الشاب وهذه الفتاة وأصبح من الكماليات بعد أن كان من الأساسيات .
لذلك لا يستغرب أحد بأن الفتاة اليوم عندما تـُـسأل عن رغبتها في الزواج فإنها (قد) ترفض . بعكس الحال قبل مئة عام عندما كانت تنتظر بفارغ الصبر سؤالها بالموافقة على متقدم لها . فقد اختلفت الأولويات اليوم ، فأصبح الزوج والزواج في وسط سلم الأولويات .
ولك تحياتي .........