حوار المنتديات ؟! ياأهل المنتديات
* شاهدت قبل أكثر من عشر ســنوات مناظرة بين الداعــية المسـلم الشــيخ "أحمد ديدات" وبين قس عربي" شروش " وكان عنوان المناظرة " القرآن أم الإنجيل أيهما كلام الله" وكانت القاعة تكتظ بالناس مسلمين وغيرهم في مدينة برينجهام البريطانية.
وأتاح منظم المناظرة البداية للقس "شروش" حيث بدأ عن تناقضات في القرآن الكريم ـ على حد زعمه ـ وكنت ألاحظ عدم تملك بعض الأخوة المـسـلمين الأتـراك والهنود لعواطفهم واحتجاجهم الفوري على هذه المغالطات، وطلب منهم منظم المناظرة الهدوء والتزام الصمت واعطاء الفرصة للمتناظرين طرح وجهات نظرهم.
ثم تكلم الشيخ أحمد ديدات ببراعة وهدوء واتزان وفند أقوال القس بأسلوب بياني رائع مما أثلج صدور المسلمين الذين انطلقوا بالتكبير والتهليل، وتحدث عن الإنجيل وإصداراته المتعددة وسرد عددا من المقاطع ـ التي يحفظها عن ظهر قلب ـ التي تتناقض مع بعضها وكذلك عدم منطقيتها، وظلت المناظرة سجالاً لأكثر من ساعتين يتناوب فيها المتناظران إيراد الحجج المؤيدة لأقوالهما .
وشعرت في نهاية المناظرة أن هذا الأسلوب في الدعوة قد لا يكون ملائماً لدعوة غير المسلمين ، لأنه يقوم على استثارة حفيظتهم وبالتالي ستنقصهم الموضوعية في تقبل الآراء الأخرى ، ولكنني أحسست أن المناظرة زادت من قناعة المسلمين بدينهم من خلال الحماس الذي كان يبدو على وجوههم في نهاية المناظرة.
والحديث عن هذه المناظرة يطول ولكن أردت استحضار صورة من صور النقاش والمجادلة الذي قد يسمع فيه ما يمس الاعتقاد الأساسي لديه ، ولكن المشاركين في مثل هذه المناظرات وعلى الرغم من اختلاف عقائدهم اتفقوا مسبقاً على أسلوب وقواعد الحوار .
ولكن المتابع لمنتديات الحوار العربية في الإنترنت يعجب لما يحدث بين المشاركين وهم يعلنون عن أنفسهم بأنهم يدينون بعقيدة واحدة ، فتراهم يشتطون في الخلاف ويصدمون محاوريهم بجرأتهم واستهزائهم بأصول دينهم .
فالإنترنت أتاحت مجالاً مناسباً لحرية الحوار والنقاش ولكن ترك المنتديات مفتوحةً أمام الذين يتطاولون على المعتقدات الأساسية للمجتمع الذي ينتمون إليه أمر يتعدى حرية الحوار .
فهناك جانب المسئولية الأخلاقية التي تقع على مشرفي هذه المنتديات لئلا تؤدي هذه التطاولات إلى نتائج سيئة قد تضر بالأطراف المشاركة في الحوار.
فترك الحبل على الغارب للمشتطين في الحوار من أحد الأطراف سيثير حفيظة الأطراف الأخرى المعارضة ، وقد يؤدي ذلك إلى استخدام هذه الأطراف لأساليب أخرى كالاعتداء على المواقع أو إرسال الفيروسات وغيرها، وهناك أمثلة كثيرة على ذلك.
|