يذهب شخص إلى الطبيب بخطى متثاقلة وأنفاس لاهثة وجبين ( يسيل ) عرقا ... يرمي بجسد أنهكه التعب على كرسي الفحص أمام الطبيب يشتكي كل شيء ... ومن لا شيء ...

لا يدري ما أصابه ...

كلما سأله الطبيب هل تحس بكذا ... تأمل قليلا وقال فعلا لقد شعرت بذلك ... أو اكتفى بهز رأسه بالموافقة ...

تأتي نتائج التحاليل الكثيرة التي عملها ... يقدم على طبيبه بأقدام لا تكاد تحمله من الوهن ...

يجلس على طرف الكرسي وهو مصغي بكل حواسه ... يتأمل وجه الطبيب ... يحاول أن يعرف النتيجة قبل أن ينطق بها ...

تراءت أمامه أخطر الأمراض وأعصاها ... ورجع بفكره إلى الوراء قليلا ... وتذكر تلك الليلة التي استيقظ فجأة في منتصفها فزعا ...

وقد تعرق وجهه بصورة غريبة ... وتسارعت أنفاسه ... وفارق النوم عينيه ... وتقلب في فراشه مرارا لعله أن ينام ...

ولكن كيف يكون ذلك ... والوساوس تغدو في رأسه وتروح ... ماذا جرى؟!! ... ما هو السبب ؟ ...

هل هي أعراض مرض ؟ ... وهل هو خطير؟ ... وهل له علاج ؟ ... وهل ... وهل ... وهل ...

ثم إذا به ينتبه في سكون الليل ... إلى خفقان قلبه ... حتى لكأنه يسمع ضرباته بأذنيه ... وحرارة يشعر بها تسري في رقبته وساقيه ... شيء غريب في حلقه ...

لا يستطيع البلع ... يجبر نفسه ... تمر عليه لحظات عصيبه هو يجاهد ليبلع ريقه ... يكاد يختنق ...

هل هو الموت ؟

مضت أيام بعدها وكأنها شهور من الهم والكدر ... والتعب والسهر ... يساءل نفسه إلى متى ؟؟؟

آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه

قطع عليه سرحانه حركة بسيطة بدرت من الطبيب ... رجع إلى لحظته ... شعر وكأنه يريد أن ينفجر بالبكاء ... وعيناه لا تزالان شاخصتان نحو الطبيب ...

التفت إليه الطبيب وقال ... التحاليل جميعها سليمة ولله الحمد ... وأنت لا تشتكي من شيء ...

زفر زفرة طويلة ... وانزاح عنه حمل ثقيل من الهم والحزن ... وذهب وهو يستغرب كيف ذهبت الأعراض فجأة ...

نتيجة التحليل فقط كانت هي العلاج !!!!!
.
.
.
.
.

هل وصلت الفكرة

أتمنى ذلك