نفساني - عرض مشاركة واحدة

16-11-2006, 11:14 AM

صحوة:
لا زلت أتوسد الرصيف

للكلمة أثر..
يبقى ولا ينمحي أبد
الكلمة جسر تعبر من خلاله المشاعر
من القلب وإلى القلب
.
.
الكلمة قد تفعل بمن يتلقاها الكثير
قد تدفع بأحدهم إلى القمة
و قد تهوي بأحدهم إلى القاع
.
.
مشواري أنا مع الكلمة جداً طويل
كلمات كثيرة لازالت محفورة في الذاكرة وستظل
ومقاعد كثيرة من الذاكرة لا زالت خالية..تنتظر كلمة

كلمة دفعتني نحو الأمام
وكلمة جعلتني أراوح مكاني
وكلمات أعادتني للخلف
.
.
أكثر ما يغريني من تلك الكلمات..هو الكلمات الدافئة..النابعة من القلب وبالذات حين تأتي في الوقت المناسب
مع أني واثق أن القلب لا يمكن أن يتحدث في وقت غير مناسب...قد يحدث هذا حينما نفكر..أي حينما يكون المصدر هو العقل ولكن إن سلمنا الأمر للقلب فهو قادر على انتقاء أفضل توقيت.. على إحداث زلزال لا يمكن قياسه على مقياس ريختر
لست بصدد أن أحكي لكم حكاية حب..لا,,بل هي كلمات أتتني وأسعدتني وأريد أن أطلعكم على الكلمة وأثرها
إليكم الحكاية من بدايتها أو من النقطة التي أُريد أنا أن تكون بدايتها
.
.
.
بعد يوم طويل وشاق من الاستعداد للامتحان
وضعت رأسي على مخدتي واستسلمت للنوم بعد أن ظل ولمدة طويلة يداعب جفنيّ وأنا أتمنع
حلمُ جميل ولا شيء غير ذلك يستحق أن يُذكر ثم صحوت من نومي على منبه الجوال
رغم أني كنت مُنهك ورغم أن هناك غول اسمه امتحان ينتظرني إلا أن يومي ومن بدايته كان غير اعتيادي..شعرت بذلك
لاحظت أن لدي رسالة فتحتها مباشرةً وقرأتها
إليكم نصها:
(لو كان للمرء أن يُهدي ما يهوى لأهديت لك الدنيا بما فيها..أمنيتي لك من الله منزلة هي من جنان الخلد ..عاليها لك التحية والأشواق مرسلة لك المعزة في أسمى معانيها.
أتمنى من المولى عزوجل لك التوفيق في دراستك وأداء امتحاناتك..وييسر عليك أمرك ويلهمك الإجابات الصحيحة)
المرسل..رقم غير مسجل
الوقت... بعد منتصف الليل
فتحت عينيّ على هذه الرسالة
وبحركة تلقائية كتبت.. (شكراً لك بعدد الأسئلة التي سأسألها في امتحاناتي)
وحين أردت إرسالها توقفت وقلت في نفسي ..هكذا رسالة لا يرد عليها بـ شكراً فقط!!
هذه الكلمات تستحق وقفة بل وقفات!!
لا لن أرد عليها بهذه الطريقة..سأدعها حتى أنتهي من كل امتحاناتي ثم سأبحث عن رد يليق بتلك الكلمات ومرسلها
كانت علامات استفهام كثير تدور في مخيلتي...من هذا الذي تذكرني في هذا الوقت؟!!
من هذا الذي يعرف أني مُقبل على امتحان؟!!
من هذا الذي لا أعرف رقمه وفوق هذا كلف نفسه وأرسل لي رسالة ومتى!!..في منتصف الليل؟!!
من هو ذا الذي يتمنى لي الدنيا وما فيها؟!!
ظلت كلماته معي طوال يومين ولم تفارقني...قرأت رسالته عشرات المرات ...أبهجتني تلك الكلمات..كلما تذكرتها كنت ابتسم..لا أعرف مرسلها ولكني كنت واثق أنه جداً جميل ونقي
وبعد انقضاء اليومين هاتفته وتعرفت على الصوت مباشرة...عرفت صاحبه...علاقتي بصاحب الرسالة جداً سطحية..لقاءات متباعدة في أروقة المستشفى لا يتخللها إلى السلام وسؤال عن الحال لا ينتظر جواب
قلت له..كان من المفترض أن أرد على رسالتك برسالة ولكني لم استطع...أقسم أني لم استطع
كلماتك جداً رقيقة وأتت في توقيت أكثر من رائع...أشكرك أولاً لأنك تذكرتني ثم شكراً على كل حرف ورد في رسالتك.

وبعد...
لم تكن سوى كلمات
فعلت بي فعل السحر
أسعدتني لأيام
وعلاقتي مع مرسل تلك الكلمات لم تعد سطحية
بسبب هذه الكلمات

لا تستخف أبداً بكلمة..
كلمة قد تكون الداء
وكلمة قد تكون الدواء
كلمة واحدة فقط قد تصنع الفارق
مُـ جر د كلمة..لا أكثر!!

غفوة:
أنتظر طيفك...متى سيعبر!!

المصدر: نفساني