السلام عليكم ، ، ،
ربما لا يوجد على مر التاريخ شعب أو عصر من العصور إلا ومورس فيه الترهيب الفكري . فالترهيب الفكري أولاً وأخيراً يعمل على تثبيت الأفكار والمبادئ باستخدام التخويف من الفكر الآخر ، دون أن يكون للإقناع أي وسيلة أو طريقة في تثبيت الأفكار . إذ يقف الممارسون للترهيب الفكري عاجزين عن إظهار الحجج لأفكارهم أو (منقولاتهم) التي لم يتبنوها إلا عن طريق الحفظ العقلي .
ربما من أوضح الأمثلة على ذلك الترهيب الفكري الذي تعرضت له أفكار ومكتشفات العالمين الفذين كوبرينيكوس في القرن السادس عشر الميلادي والعالم جاليلو جاليلي في القرن السابع عشر الميلادي ، عندما طرحا بالحجج المبرهنة والأدلة المشاهدة والتي لا تقبل الشك بطلان القول السائد آنذاك بدوران الشمس حول الأرض . وهذا الزعم بدوران الشمس حول الأرض هو من آراء أرسطو الفلسفية التي كانت تتقبله الكنيسة جيلاً بعد جيل ، وتكفر من لا يقول به .
كيف حاربت الكنيسة هذه الأفكار ؟
بغض النظر عن الأذى الجسدي الذي طال العالمين كوبرينكوس وجاليلي والضغط الفكري عليهما عن طريق المحاكمات وجلسات التحقيق والحكم عليهما بالزندقة ، فقد طالت أفكارهما عقوبة (التحريم) فحرمت كتبهم من أن تقرأ أو تباع وحرقت هذه الكتب .
وهذا هو ما نسميه بالترهيب الفكري الذي يعتبر استخدام وتوظيف (الترهيب الديني) في معاركه الجدلية بمثابة (الكي) الذي يخاف منه الناس فتصبح تلك الأفكار كالوشم على أجساد المرهبين فكرياً . بدلاً من استحدام (الإقناع) الذي يلصق الأفكار في العقول والقلوب لا الجلود والألسنة .
وللحديث بقية إن شاء الله ...