عرض مشاركة واحدة
قديم 20-11-2006, 11:16 AM   #118
أ/شيماء عشماوى
عضو نشط


الصورة الرمزية أ/شيماء عشماوى
أ/شيماء عشماوى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 16763
 تاريخ التسجيل :  07 2006
 أخر زيارة : 15-06-2008 (01:40 AM)
 المشاركات : 84 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


*****موضوع عن الثقه بالنفس:

أود أن أبدأ بتعريف الثقة بالنفس ثم مصادرها ثم آثارها ثم أركانها ثم أختم بطرق الحصول عليها.

هناك معنيان مرتبطان بتعريف الثقة بالنفس، الأول: الثقة بالذات والمتعلقة بالثقة في ذكائك وعقلك والقدرة على التفكير والفهم والتعلم والاختيار واتخاذ القرار، بمعنى آخر الاعتماد على النفس. الثاني: الاحترام لذاتك، والمتعلق بالتأكيد على قيمك والحق في العيش والسعادة والارتياح في التأكيد على أفكارك ورغباتك واحتياجاتك.

إن الثقة بالنفس هي من مخرجات شعور الشخص بالحق في مواجهة تحديات الحياة واستحقاق العيش بسعادة. إن الشخص الذي لا يرى أحقيته في العيش وبسعادة لا يملك الثقة بالنفس؛ لذا فإن كل مكتئب فاقد للثقة بنفسه والعكس ليس بالضرورة صحيحاً. فليس كل واثق سعيد، كما سيأتي بيان ذلك إن شاء الله.



من هو الشخص الواثق من نفسه؟
إن الشخص الواثق:

1 - يشعر بالأحقية في العيش وبسعادة ونجاح.

2 - يحترم نفسه ويقدر اجتهاداتها.

3 - لا يتأثر كثيراً بإحباطات الآخرين له.

4 - لديه يقين أو قناعة قوية بأفكاره وقناعاته.

5 - لديه نظرة واسعة «ذات وفرة » تجاه الحياة.

6 - يعي ما حوله جيداً.

7 - لا يخاف من تحمل المسؤولية.

8 - لديه أهداف واضحة بالنسبة له.

كل نقطة من هذه النقاط سوف نتطرق لها في موضوعنا الثري هذا من خلال استعراض الطرق العملية للحصول على ثقة عالية بالنفس إن شاء الله.


من هو الشخص غير الواثق من نفسه؟

بالمقابل فإن الشخص غير الواثق من نفسه:

1 - لا يشعر بأنه يستحق العيش بسعادة أو العيش بنجاح: هو يشعر أن السعادة من نصيب آخرين أكثر منه نجاحات أو أفضل منه مكانة، أو يشعر أن النجاح من نصيب آخرين كافحوا منذ الصغر أو كافح عنهم آباؤهم، أو قد يشعر بأن أحداً لا يستحق السعادة والنجاح بتاتاً.

2 - غير الواثق لا يقدر نفسه: هو في أعماق نفسه لا يحترم نفسه، ويلوم نفسه على اجتهادات وقرارات خاطئة في حياته، ولربما استمر في تأنيب على حادثة مضت في الماضي.

3 - غير الواثق يهتز أو يتأثر من أقل نقد أو إحباط يأتي من الآخرين. يومه سلسلة من الإحباطات.

4 - غير الواثق متردد ومتشكك. لديه قناعات وأفكار سلبية تجاه الحياة والمجتمع والناس؛ فهو يتردد كثيراً في اتخاذ القرارات، كما أنه يحمل فكرة مشوشة عن الناس والمجتمع؛ فهو بسبب ضعفه في الداخل كثير النقد أو الغضب أو التذمر.

لقد اكتشفت مؤخراً أن الذكاء يجلب النجاح، والوعي يجلب السعادة. الذي نريده هنا، حتى نركز، هو الوعي والإدراك. أن تكون مدركاً يعني أن تكون واعياً، بقدر استطاعتك، بكل شيء يتعلق بأفعالك ومقاصدك وقيمك وأهدافك، وأن تتصرف وفق ذلك الذي تعلمه وتراه. إن عدم التصرف السليم وفقاً لوعيك يعني خداع للوعي.

دعني أعطيك مثلاً، عندما تدرك أنك أخطأت بحق ولدك أو زوجك أو صديقك ثم تؤجل الاعتذار، ربما بحجة أنك تفكر في الموضوع، يعني أنك تعيش عكس ما نقصده من العيش بإدراك.

إن المقصود بالعيش بإدراك ووعي أن تكون مسؤولاً تجاه الحقائق. أن تتصرف وفق الحقائق التي تعيها وبإدراك. لو كنت محتاجاً للتوفير هذا الشهر لأنك متأخر في دفع قسط المدرسة لابنك وفي نفس الوقت راغباً في شراء مسجل كبير فقمت بشراء المسجل على أي حال فهذا تصرف لا ينم عن الإدراك والوعي، بمعنى آخر تصرف غير حكيم. لو كنت محتاجاً لعملية جراحية قد أخبرك عن أهميتها الطبيب ثم أنت تتهرب بسبب خوفك فإن خوفك لن يعدك بحياة أفضل بل بحياة أسوأ، وعدم إجراء العملية يعتبر تصرفاً غير حكيم.

إذا كان هناك أمر صحيح فإن رفضك له لن يغير الحقيقة. إن الحكمة أن تتصرف وفق الحقيقة لا المشاعر أو الرغبة.


الحكمة والوعي..!
سأتحدث عن طرق واقعية في الحكمة والوعي إن شاء الله فانتبه، إن الذي أريد أن نصل إليه هنا أن تعرف أن الواثق حكيم، وهذا الذي يفرق بين الواثق والمغرور. المغرور غبي غير مدرك لكن عنده اعتزاز بنفسه بينما الواثق واعي حكيم يتصرف بوعي وحكمة.

دعني أضع خطوطاً عريضة لما نقصده بالعيش بوعي وإدراك، وذلك من خلال تعريف مفاهيم وتصرفات الذي يعيش بوعي وحكمة.

من صفات الذي يعيش بوعي وحكمة:

- أولاً: تحمل المسؤولية: هذا يعني أني أنا المسؤول عن إسعاد نفسي وعن نجاحي وعن تصرفاتي وعن حياتي وعن أفكاري. إن السعادة والنجاح مسؤوليتي وليست مسؤولية زوجتي أو زوجي أو مدير العمل أو والدي أو مجتمعي أو رئيس الحكومة أو أمريكا أو غير ذلك. أنا، وأنا فقط المسؤول عن إسعاد وإنجاح نفسي. هذه مسؤولية حملني إياها ربي.

- ثانياً: القدرة على اتخاذ القرار: وهذا يعني أني المسؤول عن اتخاذ القرار ولا أتوقع أحداً يتخذ القرارات لي. الواعون المدركون يتخذون القرارات لأنفسهم بينما يعيش البقية في انتظار آخرين يتخذون القرارات لهم. تشير الدراسات إلى أن 3% من الناس يقودون 97%. الـ3% هم أصحاب القرار.

- التمتع بالعلم والتعلم: إن التعلم ليس حاجزاً أو عائقاً بل متعة ووعي وقوة، وينبغي أن يكون كذلك. إذا كان التعلم عائقاً أو يفعله المرء تغصباً فإن هذا الشخص سوف لن يحب العلم، وبالتالي الوعي، وبالتالي لن يكون حكيماً وهذا سيؤدي به إلى حياة غير سعيدة. اجعل من العلم والتعلم متعة.

- العيش في الحاضر مع الاستفادة من الماضي والتخطيط للمستقبل: أنا دائماً أردد أن الشخص السعيد هو الشخص الذي يستفيد من ماضيه ويخطط لمستقبله لكنه يعيش لحظاته. إن الشخص الكمالي (Perfectionist) لا يكون سعيداً ولا يكون واثقاً. هو يبحث عن كماله ليحصل على إقرار الآخرين، وهو لن يجده في هذه الدنيا أبداً. إن الشخص الذي يتمتع بشخصية واعية ومدركة شخص يعلم أن بعد الماضي وبعد المستقبل لا يمكن التحكم فيهما. يمكن الاستفادة من الماضي والتخطيط للمستقبل لكن البعد الذي تتحكم فيه هو بعد الحاضر.. البعد الآني؛ لذا فهو يعيش لحظاته ويتمتع فيها ويسيطر عليها ولا يضيعها في التفكير السلبي والسرحان في الماضي والمستقبل.

- القابلية على التفريق بين الحقائق والتفاسير والمشاعر: هذه النقطة مهمة جداً في الوعي. تفسيري للأحداث والوقائع قد يكون صحيحاً وقد لا يكون، مشاعري قد تكون لائقة وقد لا تكون، لكن في كل الأحوال ينبغي التفريق بين الحقيقة وتفسيري أو مشاعري. إن الحقيقة لا تتغير. تعلّم كيف تفرق بين الحقيقة وتفسيرك للحقيقة. عندما يروي لي إنسان حدثاً أو قصة حصلت فهو في الحقيقة يروي لي هذا الحدث أو هذه القصة مع تفسيراته ومشاعره. إذا كان الأمر مهماً فلابد أن أتحقق بنفسي مجنباً المشاعر والأحاسيس لحين معرفة كامل الحقيقة. أنا كمعالج نفساني مررت بمئات الحالات هذه والتي أسمع فيها كلام الزوج أو الزوجة مثلاً وبعد التحقق إذا فعلاً احتجت لذلك اكتشف شيئاً آخر؛ لذلك فإن عندي قاعدة أعمل بها، وهي: لا تهتم لكلام متخاصمين عن بعضهما البعض؛ على قاعدة المحدثين في الرجال «لا يُعتد بكلام القرناء». أي إذا تحدث عالم في عالم مثله وفي منزلته لم يؤخذ بقوله حتى يعززه آخرون، كما حصل بين شيخي الأئمة ابن معين وابن المديني. عندما ترى شخصاً يخذلك في موقف كنت أنت في أمس الحاجة فيه له، فقد لا يكون خذلانه لك تخلياً، بل تكون الحقيقة خوف من قبله. فرق بين الحقائق التي لا تتغير وبين المشاعر والتفسيرات التي قد تتغير.

- القدرة على تحديد الوضع الحالي: إن الذي يود أن يتطور ويُحسّن من وضعه لابد له أن يضع خطة، ووضع الخطة يتطلب أن يعرف الشخص مكانه الحالي أولاً. وأهم نقطة في تحديد وضعه الحالي هو الاعتراف بالنقص أو الإعاقة أو الخلل الموجود عندك. لا يمكن أن نحل مشكلة ما لم نعترف بوجودها. إن مثال ذلك في الشخص الذي عنده خوف ولا يعترف بذلك، فهو يعيش مزعزعاً غير واثق حتى يعترف ومن ثم يضع الحلول لاقتحام نقصه أو خلله، أو إعاقته أو يضع الحلول البديلة مع التكيف مع الوضع الحالي. ما لم تحدد وضعك الحالي فلن تصل إلى ما تريد. وتحديد الوضع الحالي يعطي التشخيص الصحيح. والتشخيص نصف العلاج، وإذا لم تشخص صح، فقد لا تجد العلاج لأنك لا تدري ما المشكلة حتى تعطي الحل. مثال على ذلك من يعاني من قلق، ونسبة كبيرة جداً من الناس تعاني من الضغوط والقلق، هذا الشخص قد يهمل الضغوط وتستمر فتسبب له قلقاً داخلياً، وتستمر الضغوط ويزداد القلق فتبدأ تظهر عليه آثار القلق من الأعراض النفسية والجسمانية كالتوتر والوساوس والتنمل في الجسم والصداع المستمر والضيقة في الصدر والبكاء والأرق وغير ذلك، فلا يشخص التشخيص الصحيح، ويشير عليه البعض الذهاب إلى شيخ يرقي بالقرآن، فيشخص هذا الشيخ الشخص بأنه من عمل الشيطان، فيقع هذا الشخص في فخ الوهم سنوات بسبب هذه الكلمة غير المسؤولة. ويزيد الطين بلة لو قام هذا الشيخ بخنق الشخص أو حرقه أو ضربه فيدب الخوف ربما إلى الأبد في نفس هذا الشخص. وتستمر المعاناة، ويدمن هذا الشخص على المشايخ كلما شعر بأعراض القلق تأتيه فيذهب ويُقرأ عليه فيتحسن وبعد فترة ترجع له وهكذا يدور في دائرة مفرغة. وهذا الشخص الآن يشعر بالضعف لأن قوى خارقة لا يطيقها تتحكم فيه وتسيطر عليه أو تؤذيه وأنى له أن يواجهها، فهو مستسلم ضعيف لا يملك قرار نفسه ولا يستطيع تحديد مصيره. لو أن هذا شخص ومن البداية شُخص بأن لديه القلق وينبغي مواجهته بحسم الصراعات الداخلية ووقف الضغوط الخارجية ثم أخذ العلاج سواء بالجلسات النفسية أو الدواء الطبي أو الأعشاب الطبيعية لشفي واستلهم القوة من ربه ثم من نفسه. إن من الضروري أن تشخص بطريقة صحيحة وهذا يحتم عليك تحديد وضعك الحالي والاعتراف به وترك الإسقاطات التي ملئت الأمة اليوم من لوم الغير والأهل والمسؤولين والحكومات والشياطين والقدر. تذكر أنت فقط المسؤول عن تحديد مصيرك.

- التخطيط: إن الشخص الواعي يخطط ويعلم أن الذي يفشل في التخطيط فقد خطط للفشل. وأي شخص لا يملك خطة على ورق فلا تسأله عما يريده في الحياة فهو لا يدري، وسوف لن يحقق أحلامه لأنها أحلام اليقظة لا تتعدى ذلك. أن أكون واعياً مدركاً يعني أني أملك خطة حياتية مقسمة سنوياً وشهرياً ويومياً، وأن هذه الخطة مكتوبة على ورق وأطلع وأعدل عليها من وقت لآخر. ولي في هذا الموضوع إصدار وكتاب أعتقد أنهما في غاية الإتقان بعنوان «كيف تخطط لحياتك؟» يأخذك خطوة بخطوة لوضع رسالتك في الحياة ولوضع خطة قصيرة وبعيدة المدى.

- دقة الملاحظة لردود الفعل من البيئة حولنا: إن الشخص الواثق المدرك الواعي دقيق الملاحظة يأخذ ردود الفعل المحيطة به ويستفيد منها سواء كانت له أو عليه. مثل الطيار أو قبطان السفينة يقود مركبته ويعلم طريقه لكنه دائماً يستعين بردود الفعل من الميناء أو القاعدة في توجيهات مفيدة بالنسبة له.

- الإصرار في محاولة الفهم بغض النظر عن المصاعب: أحياناً ونحن نتعلم ونتطور تواجهنا المشاكل والمصاعب فعندها يفقد الكثير منا الإصرار والاستمرار. في حالة وجود المصاعب والمشاكل في الفهم والتفهم يكون عندنا خياران: الاستمرار والإصرار أو الإنسحاب، اختر ما شئت. إن الحياة تنحاز للمصرين. بل إن الله رب العالمين مع المصرين دون المنسحبين، كما جاء في الحديث: «إن الله يحب الملحين في الدعاء».

- الاستعداد والتقبل لتصحيح الأخطاء: إن مشكلة المشاكل عند غير الواثق أنه يرفض الاعتراف بخطئه، وإذا اعترف لا يصحح خطأه. لا يكفي أن تندم على ضربك ولدك وأنت تعرف تماماً أن هذا يزعزع ثقته بنفسه ويترك أثراً سلبياً مدى حياته ويجعله شخصاً مهزوماً. لا يكفي أن تعترف لابد أن تعتذر وتسمح له بالتعبير عما في نفسه. لا يكفي أن تعترف امرأة لزوجها بأنها قصرت في إعداد الغداء أو العشاء لابد أن تعتذر وربما قبّلت رأسه، كما لا ينفع الندم على معصية فحسب إذ لابد من عمل صالح يكفر، «واتبع السيئة الحسنة تمحوها».


 

رد مع اقتباس