عرض مشاركة واحدة
قديم 20-11-2006, 11:24 AM   #121
أ/شيماء عشماوى
عضو نشط


الصورة الرمزية أ/شيماء عشماوى
أ/شيماء عشماوى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 16763
 تاريخ التسجيل :  07 2006
 أخر زيارة : 15-06-2008 (01:40 AM)
 المشاركات : 84 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


جاء النبيُّ ليُخرج أمة جهلت

أمر الصلاح مهند مقوارُ

إن النبيَّ لأمة الإسلام مفخرة

قد زانها اسمه، ورفعت في شأنه الدارُ

إذاً قبول الذات مبدأ رئيسي لدى الواثقين والعظماء والمؤثرين. من لا يقبل نفسه كيف يقبل الآخرين؟ ومن لا يقبل الآخرين كيف يعيش معهم؟ ومن لا يعيش مع الآخرين كيف يعيش في الدنيا؟ إن القبول مرحلة أولى في التغيير والسعادة والنجاح. يقول د. براندين «المعالج النفساني الذي لا يفهم هذه المشكلة أو لا يلاحظ وجودها سيحتار في ما الذي يجعل بعض العملاء أو المستشيرين وحتى بعد سنوات من العلاج لا يتحسنون كثيراً». إن المطلوب أن تبدأ من الأعماق. إن الأعماق أن تتقبل نفسك أولاً. إن المعالج البارع يبدأ من هذه النقطة ثم يعلو إلى السطح.

دعنا هنا نعرّف القبول أولاً. القبول لا يعني بالضرورة الرضى أو التمتع. قد أكون راضياً عن أمر ولا أقبله. قد أقبل أمراً ولا أرضاه. إن الله عز وجل يقبل وجود ابليس وصدام وهتلر ونتانياهو لكن لا يرضى أفعالهم. فرق بين المشيئة الألهية والرضى الألهي. إن المشيئة لا مرد لها، لكن الرضى خيار. وفرق أيضاً بين الرضى والقبول، فأنا أقبل وجود الكافر بيننا لكنني لا أرضى له الكفر. لو كنت لا أقبله لحاربته وطردته وواجهته لكني لا أرضى له الكفر فأنا فقط أدعوه أو أنكر في قلبي كفره أو أعطيه القدوة من سلوكي. أنا أقبل طفلي لكن لا أرضى سلوكه الخاطئ. أنا أقبل خوفي وحزني وإحباطي وقلقي، هذا لا يعني أنني لا أغيره. الذي ينكر خوفه وقلقه وحزنه وإحباطه لا يمكن أبداً أن يتغلب عليه، لأنه أصلاً لا يعترف، والاعتراف أولى مراحل التغيير الحقيقي. إن القبول بالوضع الحالي أو بالمشكلة أو بالنقص الحالي أولى مراحل العلاج والحل والتغيير.

إن الذي لا يقبل أنه أخطأ يعني أنه يقول سوف أكرر هذا الخطأ لأني لم أعترف أصلاً أنه خطأ. لهذا السبب تجد غالبية الناس تكرر نفس النتائج وتدور في نفس الدائرة بمعنى آخر تكرر نفس الأخطاء لذا فهي تحصل على نفس النتائج، ثم هم يسألون لماذا يحصل لنا كل هذا؟!!

دعني أعطيك مثلاً في الخطأ المتكرر والذي يسبب نتائج متكررة. شخص يقع في حب فتاة لأنها شدته في جمالها، وحيث إنها تستجيب له فهو يشعر بمشاعر الحب الفياضة والرغبة بالقرب فيتقدم لها ويتزوجها رغم أنه بعد السؤال أو من خلال المعرفة الشخصية قد تبين له أنها تحمل صفات لا تليق به كزوجة، إلا أنه يقدم فيتزوج بعد شهر، وبعد أن أطفأت تلك المشاعر الفياضة وقلت الرغبة وظهرت الصفات بوضوح والتي كان يعلم بها أصلاً، وبعد مشاكل مستمرة يتم الانفصال. هو الآن لا يعترف بأنه هو الذي تسبب في الخطأ يوم تزوجها أصلاً وذلك بعد أن علم ما علم من سلوكها، هو الآن يفسر ما حدث بأنها لا تعرف تدير بيتاً ولا تهتم بزوجها.. إلى آخر الإسقاطات. بعد شهرين فتاة أخرى بنفس الصفات لكن أشد جمالاً وجاذبية وتدور الدائرة. بعد عشر سنوات وأربع زواجات غير ناجحة يدرك الرجل أن الجميلات مشكلة وأنهن مدللات فيقرر أن يتزوج فتاة ليس فيها أي مسحة من جمال، فيفعل لكنه بعد شهر فقط ينفصل! هذه قصة واقعية. يوماً من الأيام سوف يكتشف هذا الرجل ويقبل أن الخطأ منه في عدم اختيار ذات الخلق القيم والسلوك السوي. ما لم يكتشف هذه النقطة ثم يقبل بخطئه فهو يدور في دائرة مفرغة.

ومثل عدم قبول الاعتراف بالخطأ عدم قبول النقد. عندما يكون الشخص مخطئاً وينقد ثم يرفض النقد فإنه يقول في قرارة نفسه إنه لن يتغير في المستقبل وأنه سوف يكرر الخطأ.


لا يعترفون بمشاكلهم..!
ومثله من لا يعترف في وجود مشكلة عنده، كمن لا يعترف أن لديه خوف. إن رفض الاعتراف بوجود خوف يعني أن هذا الشخص لن يحل ولو بعد خمسين عاماً مشكلة خوفه أبداً، سوف يعيش طيلة عمره ولو امتد لمائة. لقد رأيت في عيادتي عشرات وتكلمت مع مئات ممن يعيشون في هذه الحالة. أعرف شخصاً جلس معي أكثر من ثلاث جلسات يحدثني عن مشكلة الأرق، وبعد سؤاله مراراً عن علاقته مع زوجته كان يفيد بالإيجاب، لكن بعد الجلسة الثالثة والتي كلفته مالاً وكلفتني وقتاً ألمح بوجود مشكلة في علاقته الجنسية مع زوجته. إن هذه المشكلة هي التي تسبب له الأرق وعدم اعترافه بوجودها سوف لن يحسن علاقته مع زوجته ولا مع نفسه. هذا الذي دعاني لا أساعده. أنا لا أساعد شخصاً لا يعترف بمشكلته.

شخص آخر جلس معي قرابة العشر جلسات وأنا أعلم يقيناً في وجود مشكلة غير مجرد استشارة عامة لتحسين نوعية حياته كما كان يقول إلا أنه يصر لا يتحدث أو بمعنى آخر لا يعترف بمشكلته. باختصار، الاعتراف والقبول أولى مراحل أي تغيير حقيقي.

يوم تعترف حكوماتنا العربية بضعفها وقلة المؤهلين فيها للقيادة وبتقصيرها تجاه شعوبها فإنها ترتقي بنفسها لتتحسن. يوم تعترف مؤسساتنا بمشاكلها وضعفها وقلة علمها بأسس التجارة والتسويق فإنها عندئذ تتطور وتصبح عالمية وقوية. عندما تعترف مدارسنا وجامعاتنا بمشكلة جمودها وقلة ليونتها وعقد مناهجها وبيروقراطيتها فإنها عندئذ تعلو بالعلم قادة بين الأمم.

إننا عندما نقبل كأمة ضعفنا في التخطيط والإدارة واستثمار الطاقات والأموال فسوف نكون خطونا أول مرحلة من مراحل التغيير.

مرة أخرى، إن القبول لا يعني الاستسلام، ولا يعني الرضى بالوضع الحالي وعدم تغييره، ولا يعني الخمول، إنما يعني الاعتراف. اعترف بنفسك.. اعترف بأخطائك.. اعترف بشكلك وهيئتك.. اعترف بجسدك.. اعترف بعقلك.. اعترف بعلمك وعملك وأهلك وأصلك وفصلك ووضعك.. اقبل هذا كله أولاً. إن الواثق تجده يتحدث عن نفسه براحة وانطلاقة وقد يذكر أحياناً أخطائه أو نقصه ثم يستمر في الحديث لا يبالي. يا سلام! هذه الثقة في أقصى معانيها.

دعني أعطيك صورة. صالح واثق جداً من نفسه. ذات يوم قام صالح بعمل أمر خطأ، عده كثيرون أنه خطأ فادح. صالح أدرك ذلك. سأله قاسم أحد أصدقائه القدماء: «كيف فعلت هذا؟ أنت مخطئ جداً؟ ألا تعتقد ذلك؟»

- نظر صالح في عيني صديقه قاسم ثم هز رأسه بهدوء مع لي شفتيه قائلاً: «نعم أعتقد، وأنا متأسف».

- صديقه بكل حرارة: «هذا كل ما تستطيع قوله أو فعله؟»

- «ماذا تريدني أن أفعل قاسم؟ لقد أخطأت وقبلت خطئي حتى لا أكرره في المستقبل».

- قاسم رد عليه بعدها بشدة ثم رحل.

صالح تأسف لهذا الموقف ثم عاد إلى حياته دونما أي تأثر ملحوظ عليه.

صالح رجل واثق، اعترف بخطئه وقبله، وتقبل النقد، لكنه لا يعيش في الندم والنكد. قاسم رجل غير واثق، غير وفي، متسرع، لا يستفيد من تجاربه ولا يحسن الصداقات. قاسم يريد أن يرى صالحاً متألماً، يعض الأنامل من الغيظ. قاسم لم يجلس يواسي صديقه ويقف في صفه بعد أن اعترف بخطئه.

إن القبول مرة أخرى، ليس رفضاً ولا استسلاماً. إن الواثق يقبل، بينما غير الواثق يرفض الاعتراف والقبول أو أنه يستسلم ويخمل. اعترف وأقبل ثم انطلق لما بعده.

تابع في العدد القادم إن شاء الله تمريناً فعالاً لاكتشاف مدى قبولك لنفسك، ثم تعلم كيف تتقبل نفسك والآخرين.

_________________________________
أما عن موضوع الحلم فهو ليس له اى أدله من الصحه مثل مابيقوله هواجس
وحولى انك تنسى موضوع الحلم ده وتنفذى النصائح الى اعطيتك أياها

اما عن مشاكلك مه أهلك أرجو أن تفتحى قلبك ألى وتسردى لى ما هى أختلافاتك مع أهلك التى تعانين منها
انا منتظره اسمع ردك
فى آمان الله[/color][/size]


 

رد مع اقتباس