بداية..
لا زلت أنا كما كُنت....

نبقى في المدينة
في نفس المدينة
ننتظر الربيع
لا نعلم أن الربيع وكل الأشياء الجميلة لا تطرق الأبواب ومن أجلها لا بد أن نهاجر
.
.
فـي مـدينتي
يوجد أعمدة للنور كثيرة
وجداً طويلة
يفصل بين الواحد والآخر بضع خطوات
ولكن الظلام يكسو مدينتي..!!
فكل تلك الأعمدة الطويلة لا تكفي لإنارة مدينتي..!!
.
.
في مــدينتــي
الابتسامة تعلو الأوجه
ولكن لها أجندة وأهداف
تريد عبور حاجزي أنا
لتبدأ بالنهش مني أنا..!!
بس ابد ماهي صدقة..!!
.
.
في مــدينتــي
لما نسلم على بعضنا البعض
نقترب من بعض.. ونضع الخد على الخد
ولكنه سلام بارد..جداً بارد..!!

.
.
في مــدينتــي
المساجد قريبة من بعضها البعض
وفي الحي أكثر من مسجد
ولكنها خالية من المصلين..!!
.
.
في مــدينتــي
تتبعك النظرات أينما تتجه
والغيبة لعبة يتسلى بها أهل مدينتي لقضاء الوقت
رغم أنهم ملتحين..!!
وثيابهم جداً قصيرة..!!
.
.
في مــدينتــي
أحب الأشياء
والأشياء تحبني
ولكن أحدنا غير قادر على الاحتفاظ بالآخر..!!
.
.
أنا لا أكره مدينتي
ولكن لا أحبها
وهذه تذكرة سفر من غير عودة
.
.
سأبتعد عنكِ يا مدينتي وإن انتابتني نوبة من الحنين سأقتلها في مهدها
لن آخذ معي شيئاً..سأجمع كل الذكريات وسأضعها بكيس قمامة أسود ثم سأحرقها..!!
لن أعود يا مدينتي
سأقطع أي صلة تعيديني إليكِ
أتفهمين..لن أعود
.
.
في مــدينتــي
صفعني أحدهم حينما كنت طفلاً
وبعد سنوات قدمت له خدي على طبق من فضة.. لا ليصفعني بل ليضع خده عليه
نسي فعلته لكني لم أنسى
كان ككل سكان مدينتي,,ملتحي وإمام مسجد
ومع ذلك صفعني..!!
لن أرد له الصاع بصاعين فأنت لست حقوداً
ولكني لن أبقى في مدينة صُفعت بها..!!
.
.
رغم أن سكان مدينتي ملتحين
وثيابه جداً قصيرة
والمساجد من بعضها قريبة
ولكن المطر ما يزورنا إلا بالسنة مرة..!!
نصلي صلاة الاستسقاء أكثر من مرة
ونبكي كثير
ولكن المطر يرفض أن ينهمر
لو أن باطن أهل مدينتي كظاهرهم
لما عز علينا المطر..!!
.
.
في مــدينتــي
أسير بجانب الحائط
ورغم ذلك لم أسلم منهم..!!
ولهذا لن أبقى
.
.
.
على غير العادة,,هطل على مدينتي مطر غزير
قال لي أخي: المطر يغسل وجه المدينة
استمر لأيام فخلته في صراع مع وجه مدينتي المتسخ
وحينما توقف..فتحت نافذتي فإذا بوجه مدينتي كما هو... لم يتغير!!

نهاية..
بس قلبي بدا يتعلم يمشي