17-07-2002, 09:20 PM
|
#2
|
عضـو مُـبـدع
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 1721
|
تاريخ التسجيل : 06 2002
|
أخر زيارة : 11-02-2010 (11:42 AM)
|
المشاركات :
304 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
رجل نعرفه، لا يبالي بالانتفاضة، ولا بما يحدث في القدس وفلسطين. هو يعرف بأن ما هو عليه ليس جيدا. يقول أنه قلما ينتبه لنوع البضاعة التي يشتريها، ولا يكتشف منشأها إلا بعد أن يصل إلى البيت، ويجد الوقت الكافي لقراءة الذي مكتوب عليها. يقول كذلك، أنه قد دخل مسابقة سحب على جائزة في أحد المراكز التجارية، وأنه كان ينوي، لو فاز بالجائزة، أن يتبرع بجزء منها للانتفاضة، لكنه سمع من بعض أصدقائه أن هذه الجوائز فيها شبهة القمار المحرم، فعدل عن ذلك ... جزاه الله خيرا.
حيال هذه الحالة السلبية، وتبلد الشعور تجاه قضية القدس الشريف، والظلم الواقع على الشعب الفلسطيني المسلم، قال الرجل لنفسه، إن (شيخا) في الحي الذي يسكن فيه أخبره، أو أفتاه، أنه لا بأس عليه في كل ما يقول به، وأنه يكفيه فقط أن لا ينسى إخوانه المسلمين في كل مكان، وفي فلسطين خاصة، من الدعاء.
(أنا) وأنت ماذا قدمنا للانتفاضة؟ أنا قرأت أن (دحلان) مسئول الأمن في السلطة الفلسطينية قد التقى (سرا) في عاصمة عربية بمسئول (الشين بيت)، الاستخبارات الإسرائيلية، لبحث كيفية السيطرة على الانتفاضة، فقررت أن لا أدفع ريالا، عندي أدنى شك أنه سيصل لما يسمى (السلطة الوطنية). ربما لأني كنت أبحث عن مبرر لأريح ضميري وأنا أتنصل من دعم الانتفاضة. إنها (الأنا) السلبية التي تكمن في وفيك وفي الآخرين. كأن دعم الانتفاضة لا يتم إلا من خلال السلطة (الوطنية). وأنت ماذا فعلت..؟
هناك اثنان يجب أن أشير لدورهما في الانتفاضة طفل رأيته في أحد الأسواق المركزية في الرياض ينتزع من يد والده نوعا من الحلويات كان يهم بوضعها في عربة التسوق وهو يقول لا يا بابا هذه صناعة أمريكية وطفل آخر من الخليل رايته في التلفزيون يتقدم إحدى المسيرات عاري الصدر حاسر الرأس لم يكن عندي أدنى شك أن الرصاصات اليهودية الأولى التي ستطلق على تلك المسيرة سوف تتلقاها جمجمته الصغيرة، لم يكن عندي أدنى شك أنه يعلم ذلك يقينا، مثلما أنه ليس لدي أدنى شك أن طفل الرياض كان يمارس على نوازع نفسه كبحا، ولرغباته حرماناُ لأنه أصبح يستشعر أن لدينه قضية، وأن لديه عدوا. وهو ربما شاهد أخاه الفلسطيني يتقدم المسيرة، فكأن لسان حاله يقول: أخي أنت في النار في المرجل .. ونحن على بعدها نصطلي. سلام على الأطفال الرجال الذين يكتبون تاريخ الأمة في هذه المرحلة بمواقفهم، كل من موقعه.
|
|
|