بسم الله الرحمن الرحيم
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مروان
المحور اللولبي
الإمتاع والمؤانسة في حياتنا يأخذ منا الجهد والوقت - أذكر احد الزملاء فرح يوم أن حصل على كتاب بنات الرياض ، وفرحه يكمن في معرفة خصوصيات الناس وطبائعهم .. وإن غالبية الناس تنشرح صدورها لقراءة المستور والمكشوف من أعراض الناس بغضّ النظر عن ماهية الحروف أو الكلمات .. وهذه من الأمور اللولبية في عقول بعض الشباب والفتيات ..
- أحببتُ أن اسمع رأيك اخي الكريم في طبيعة فرح وانشراح كثير من الناس والتفكه بألإمتاع والمؤانسة النفسية لقراءة وكتابة خصوصيات بعض الشعوب والقبائل والأسر والمجتمعات ؟
|
لا شك أن من يؤنس نفسه بقراءة أو كتابة أنواع مخصوصة من المواضيع فهو يشبع غائية نفسية له . إلا أن الوضع في الكتابة يختلف بعض الشيئ عن القراءة . فلولا إحساس الكاتب برغبة جامحة لجمهور من الناس في قراءة المخصوص من الأحوال لما تكلف عناء الكتابة في هذا الشأن .
في أحد المنتديات الكبرى التي تناقش أخبار مجتمعنا يمكنك ملاحظة أن المواضيع ذات صبغة الخصوصيات والتشهير تنهال عليها القراءات بشكل كبير حتى تصل للآلاف خلال سويعات من نشرها . وعندما قلت أنت (الكثير من الناس) فهي كلمة حق ، فالأمر ظاهرة وليس (حالة) تنبع من مجتمعنا وخصائصه وطبائعه . فالبيئة العربية وبخاصة في بعض البلاد يمكن تسميتها ببيئة فضائح . لدرجة أن العائلة قد تنشر خصوصياتها الخاصة جداً ليراها كل المصفقين .
لماذا نفرح بهذا النوع من الأخبار ؟
ربما الفرح بهذه الأخبار والقصص ينبع من الفروق الطبقية أوالتمايز بين فئات مختلفة ، مما يجعل (التشفي) وسيلة للتخفيف عن حالة نفسية وقودها الشعور بالاختلاف أو النقص .
ربما لأننا مجتمعات موضوعة داخل (طنجرة الضغط) مما أدى إلى تحويلنا إلى مجتمعات (سادية) لا تستمتع إلا بمشاهدة تهزيئ الآخرين وشتمهم وفضح خصوصياتهم ونشر أسرارهم .
ربما لعموم حالة فقدان الثقة في الانتماء الديني مما يجعل تصرفاتنا شيطانية في كثير من الأحيان ، فالفضح أصبح مرغوباً بدرجة أكثر من الستر ، والتشفي أصبح مفرجاً للهموم أكثر من التراحم .
وربما .. هناك أسباب أخرى !!