عرض مشاركة واحدة
قديم 18-12-2006, 10:59 PM   #1
فوضى مبعثره
عضـو في نادي المتفائلين


الصورة الرمزية فوضى مبعثره
فوضى مبعثره غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7257
 تاريخ التسجيل :  10 2004
 أخر زيارة : 10-08-2008 (11:37 PM)
 المشاركات : 966 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
بعيداً عن النهاية والبداية..أنا..!!




بداية..
لا شيء يستحق أن ارتكبه كبداية
.
.
أصواتهم وصلت لمسامعي فاستفزتني أن أخرج من رحم كتاب فقد القدرة على إمتاعي لأذهب إليهم
دخلت وهالة من كآبة تحيط بي
تزفني إليهم
جلست خلفهم..أخذت( مركى) وأسندت مرفقيّ عليها وأحطت وجنتيّ براحتي يداي وظللت أراقبهم

مشهدهم وهم يتابعون التلفاز جميل..أكبرهم جحظت عيناه حتى جاوزتا نظاراته ورغم ذلك كان قادر على أن يرى.. كأن شيء ما أذهله..أدهشه..!!
والأوسط..يضع جريدة وردية اللون في فيه ويطبق عليها بأسنانه..كان يخشى شيئاً ما أن يحدث..!!
والصغير..يضم ركبتيه ويطوقهما بيديه..كان ينتظر حدوث شيئاً..!!

(وفصفص) متناثر هنا وهناك وكأس شاي قريبة من امتلاء
(وعلبة بيبسي) كبيرة فارغة

وأنا أقبع خلفهم..أرقبهم وأتمنى أن أكون مثلهم..أتفاعل كما يفعلون..المشهد بالنسبة لي كان عادي جداً..مجرد كرة يتناقلونها..ثم تدخل مكان ما يسمونه مرمى
لا شيء يبعث على الدهشة..!!

صرخ من يجلس خلف الميكرفون..ذاك الذي يضيع وقته بالصراخ..لو كنت مكانه لنزلت ولعبت معهم بدلاً من إضاعة وقتي..صرخ..ياللهدف ما أروعه..!!
قفز الكبير..ذو العينين الجاحظتين..وظل يصفق وهو واقف
والأوسط..أطلق سراح الجريدة الوردية..ليقول..ظلم والله ظلم..الحكم هذا مايفهم..الحكم حمار..والله تسلل واضح..ثم رمى (علبة البيبسي) الفارغة بالجدار
والصغير..أفرد مساحة بين ركبتيه تتسع لرأسه..لا يريد أن يرى الهدف مرة أخرى..وخرج صوته مكتوماً يقول قهر والله قهر..لكن الهدف ما عليه غبار..صحيح...الغلطة غلطة الحارس...ليش تارك مرماه
هذا الهدف الذي استفزهم..لم يحرك ماسكن مني..لم اقترف أي ردة فعل..فأسندت وجهي على (مركاي).. أتابع

هدف آخر..المعلق يصرخ من جديد.. ولكنهم تبادلوا الأدوار (وعلبة البيبسي) ارتطمت مرة أخرى بالحائط....شعرت حينها إن أثنين مالهم لزمة..أثنين هذا مش مكانهم..اثنين مساكين..أنا (وعلبة البيبسي) الفارغة..اعتقت (المركى) التي رافقتني..وأخذت (علبة البيبسي)..رميتها في أقرب سلة مهملات ..واحترت أين أرميني أنا؟؟!!
لا مكان سيتسع لي مادام الحياة كلها ضاقت بي

مكان آخر وتلفاز آخر بعيداً عنهم وعن صراخهم..أمسكت (الريموت)..رأيت هيفاء الجميلة...تردد أنا هيفا أنا..وتهز خصرها بغنج وبملابس تظهر أكثر مما تخفي...مشهد يستفز البليد لكنه لم يحرك فيّ أي شيء..أي شيء..!!
ظللت أقلب القنوات الكثيرة...ولا شيء يشدني.. هي هيفاء وأخواتها في كل مكان..!!

أريد شيء يبعد (الريموت) من يدي
شيئاً يقطع العلاقة بيني وبين ساعة الحائط
لا أريد أن أعد الدقائق حتى نهاية هذا اليوم
ولا أريد أن أعد الأيام حتى نهاية العمر

رميت (الريموت) كما كانوا هم يرمون (علبة البيبسي)
وفكرت أن أرمي التلفاز خلفه..تباً له ماعاد يسعدنا..!! ..رغم أن قنواته وصلت لأرقام فلكية
زمان ماكان عندنا إلا تلفزيون واحد..فيه قناة وحدة أو ثنتين..كان يجمعنا كلنا..كنا كلنا حوله نلتف وننتظر انتهاء نشرة الأخبار الطويلة..ومايعقبها..ننتظر مسلسل..وما إن يبدأ يُدق في البيت ناقوس الخطر ويصمت الكل..ونستمر هكذا لساعة أو أكثر

يا لأيام زمان ما أجملها..!!
كان أي شيء
حتى لو كان بسيط يسعدنا
ما كنا نملك الكثير
بيت قديم...وتلفاز واحد..كبير..كرة تحوي مسامات كثيرة..تتيح للهواء الفرصة ليهرب منها..كنا نخترع من الا شي ألعاباً نلعبها..والبسمة لا تغادرنا شفاهنا... مفردات كثيرة لا نعرفها..لا نعرف الملل ولا الأرق...لم تكن هناك مساحة خالية من يومنا..كنا نستثمر الثواني لنسعد بها

والآن نملك أشياءً كثيرة ولكنا بها لا نسعد

زمان كنا أربع أطفال
والآن..هم مازالوا أطفال..وحدي أن كبرت..وقبل الموعد بسنوات...سنوات كثيرة

عدت لأحضان كتابي الذي تركته مفتوحاً على الصفحة 105..بعيداً عن البداية وحتى بعيداً عن النهاية
مجبر أنا أمضي بصفحات كتابي حتى النهاية رغم أنه ما عاد يمتعني

بس لو كنت أعرف من البداية..كيف ستكون النهاية..لما كنت هنا..في الصفحة 105
بعيداً عن البداية
وبعيداً حتى عن النهاية..!!

المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس