لقاءات بعد الخمسين .. أحلى !!
يقضي الزوجان يومياً أكثر من 6 ساعات في غرفة النوم.. لذا كان لابد من تخصيص زاوية للحديث عنها..

قدّم لي أحد أصدقائي كتاباً باللغة الإنكليزية عنوانه الجنس بعد الخمسين قلبت صفحات الكتاب فإذا هو كتاب صغير جميع صفحاته بيضاء!! قلت له: يبدو أنهم تعمدوا هذا .
قلت له: أجل. مؤلف الكتاب، الذي لم يكتب فيه شيئاً، سوى العنوان واسمه على الغلاف، أراد أن يوصل شيئاً واحداً هو: لا يوجد جنس بعد الخمسين!!
أضاف يقول: لعل هذا يصدق إلى حد كبير في الغرب، حيث إن الإدمان على الخمرة، والانحراف المبكر، والشذوذ، وغير ذلك، تضعف الرجل الغربي في وقت أبكر مما يضعف فيه غيره، مثل الرجل المسلم، الذي لا يقرب الزنى، ولا يحتسي الخمرة، ولا يرتكب الحرام، فتبقى فيه قواه الطبيعية إلى ما بعد الخمسين، بل إلى ما بعد الستين، وبعد السبعين لدى بعض الرجال.
شعور متميز
أجل، أيها الزوجان، ابتعادكما عن كل ما هو محرم، يحفظ لكما صحتكما، وجسديكما، والقوة في كل منكما، وبهذا تواصلان حياتكما بصورة طبيعية حتى بعد الخمسين والستين، بل كثيراً ما تشعران بميزات يفتقدها من هم أصغر سناً، ومن هذه الميزات:
- تتميز معاشرة من تجاوز الخمسين بأنها طويلة الفترة، على العكس مما هي عليه معاشرات الشباب الذين يعانون من سرعة القذف، فتقصر فترة معاشرتهم بسبب ذلك.
صحيح أن عدد مرات المعاشرة تقل عند من تجاوزوا الخمسين، لكن المرة الواحدة منها تعادل خمسا من المعاشرة السريعة العاجلة لدى الشباب.
ولا شك في أن هذه ميزة هامة ينبغي أن تكون حافزاً للأزواج على حب المعاشرة والإقبال عليها برغبة وحماسة.
لا حمل
الميزة الثانية هي أن المرأة التي تجاوزت الخمسين انقطع طمثها، ومن ثم عادت تخشى الحمل خشية كانت تنفّرها من المعاشرة، في بعض الحالات، حين كانت دون الأربعين.
هذه الممارسة الآمنة- إذا صحت تسميتها كذلك – تريد في متعة الزوجين معاً، فلعل الزوج أيضاً كان يخشى حمل زوجته، ولعله كان يلجأ إلى موانع الحمل أو يلجأ إلى العزل، وفي هذا إنقاص لمتعته ومتعة زوجته أيضاً.
حتى حبوب منع الحمل التي تحفظ المتعة، فإن آثارها الجانبية الضارة تجعل الزوجين في قلق دائم منها.
تفرغ للآخر
الميزة الثالثة هي أن أغلب الأزواج الذين تجاوزوا الخمسين صاروا مستقرين، قد تفرغ كل منهما للآخر، بعد أن كبر أولادهما، ولعلهم أنهوا دراستهم وتزوجوا وغادروا البيت.
فما عادت الزوجة كثيرة الانشغال بأولادها كما كانت عندما كانوا صغاراً، الانشغال الذي ربما كان يضايق الزوج ويثير أعصابه.
وما عاد الزوج يغيب كثيراً عن البيت، سواء أكان غيابه السابق بسبب العمل في الصباح والمساء لمضاعفة الدخل، أم كان بسبب حبه للخروج مع رفاقه الشباب، إنه الآن أكثر حباً للبيت والجلوس فيه.
هذا كله يجعل الزوجين اللذين تجاوزا الخمسين أكثر تفرغاً أحدهما للآخر.
جميع أيام الشهر
الميزة الرابعة، وهي متفرعة عن الميزة الثانية، أو نتيجة لها، وهي أن انقطاع الطمث- الحيض أو الدورة الشهرية- عن المرأة يجعل جميع أيام الشهر متاحة للمعاشرة، وما عاد الزوجان محرومين من عدة أيام.. هي أيام الحيض الذي انقطع.
وهكذا، أعزائي الأزواج والزوجات، ترون أن تجاوز الخمسين، من العمر، أو حتى الستين، لا يمنعكم من الاستمتاع.. الذي قد يفوق استمتاع الشباب.
شهر عسل جديد
أريد أن أؤكد، أن بروز الرغبة الجنسية عند المرأة في سن الخمسين، أمر طبيعي.
وإذا كانت هذه الرغبة غائبة عند بعض النساء في هذه السن، فذلك لأنهن يكبتنها قسراً أو خجلاً.
والدراسات التي أجراها يبدزين في كتابه الجنس والمتقدمون في السن كشفت أن الأشخاص الذين كان عندهم نشاط جنسي فعال في بداية زواجهم، بقى نشاطهم الجنسي فعالاً حتى بعد تقدمهم في السن.
إن أغلب النساء يشعرن بانفجار رغبتهن الجنسية من جديد بعد سن اليأس .. وكأنهن على أبواب شهر عسل جديد.
العدد (17) فبراير 1998 ـ ص: 54
|