وفية إلى الأبد

بيانات اضافيه [ + ]

رقم العضوية : 18778  تاريخ التسجيل :  10 2006  أخر زيارة : 08-05-2018 (11:12 PM)  المشاركات : 136 [ + ]  التقييم :  10

لوني المفضل : Cadetblue

بسم الله أولا وأخرًا

في البدء أشكر اختيارك الموفق ،، وإحساسك بالواقع ،، الذي يتغافله الكثير ،،
بل إنه أصبح من المسَـلّمات التي لا تستغرب ،، بل العكس تمامًـا ..

من نظري ومما سمعت حولي ،، وليس قولي حُكمًـا ،، فعلاقة الزوج بالزوجة خاضعة – للأغلب – لمن وما حول هذين الزوجين ،، سواء أشخاصـًا أو عادات أو مشاهدات أو حتى تجارب سابقة ،، فهو بالتالي تطبيق عملي ..
فأذكر لك مثالاً ،، واعلم أنه ليس بقصة خيالية ،، بل من الواقع ،، سمعتها بأذني من صاحبتها ،، ومسحت دمعها بيدي ،،

هذه الفتاة تزوجت برجل ،، وفي ليلتها الأولى ،، وعلى أعتاب منزلها ،، سبقها زوجها إلى الداخل ،، وخطت هي إلى صالة البيت ووقفت بفستان زفافها تنتظر ماذا سيحضر لها ،،
أتعلم ما الذي أحضره ؟؟
جاء ممسكًا بعصا غليظة ( عجرة كما يقول لها البعض ) وهوى بها عليها دون أدنى رحمة أو شفقة ،، محطمًا بها أحلامها قبل عظامها ،، وموجعًا قلبها قبل جسدها ،، حتى سمع الجيران صوت صراخها ،، فأسكتها ،، وخرج لهم وبرر بأنها رأت شيئًا ما أخافها ،،
هل بإمكانك أن تتصور ذلك مجرد تصور ؟؟
أنا حين سمعت ذلك تفاجأت ،، وبت أكره أي رجل ،، وأخاف على نفسي ممن يسمونه شريك الحياة ،، أهكذا تقابل عروسك ؟؟

وسبب ذلك الضرب أنه من عادات قبيلته ،، أن يضرب الزوج زوجته في أول ليلة لهما ،، ليفهمها أن الكلمة له ،، والسلطـة بين يديه ،، وأنها ليست سوى ......

وبعض الأمهات هداهن الله يوصين أولادهم ،، بالشدة عليها من أول ليلة حتى لا تخرج عن طوره ،، وتكون تبعًا له ...

أليست هي حين قبلت بالزواج منك أيها الرجل ،، قبلت بأن تكون أنت زوجها ووليها ومليكها وأميرها وهي زوجة مخلصة وفية تابعة لك تعيش في كنفك بما تحب وتهيئ لك ما ترضى ..

عجبًا لهم من أزواج جاحدين ،، نزعت الرحمة من قلوبهم ،، والله لو أن حيوانًا تهجم عليه لرحمه قبل أن يجهز عليه ..

ثم تأتيك المسلسلات العربية ،، وما أصبحت مميزة به ،، من ضرب وشتائم بين الأزواج ،، ليتخذها البعض وصايا ونصائح ليقوموا بها في حياتهم ..

قلت أخي الكريم :
هناك بيوتا ً لم تعد بيوتا ً ..
بل إنها أصبحت مثل صالة الألعاب الرياضيه ...

أخي العزيز ،، وأنت الصادق ليست صالة ألعاب رياضية ، بل حلبة مصارعة ،،
فالبعض ،، إن أطلق الزوج كلمة نابية على زوجته ،، ردت عليه بعشر ،، وإن مد يدًا عليها ،، مدت أيادي ،،
لا أبالغ ،، في قولي ،، فمثل تلك المرأة ،، إن استفسرت منها : لِمَ ترد على زوجها بالأضعاف ؟؟ تجيب : لأني لو سكت سيتطاول عليّ أكثر ،،
وانظر إلى إجابة الأخرى ، فتقول لك : لأن الرجل تعجبه المرأة القوية ،، ومن تأخذه بالكلمة الرقيقة ،، واليد الحانية ، سيضعها تحت قدميه ..

لا تستعجب ،، لقد سمعت مثل هذا ،، بأذني ،،

وقلت أيضًا :
بعضنا يبكي .. وبعضنا يحكي .. وبعضنا يشكي ..
وأكثرنا يغادر (الصاله ) بصمت ...!!

ليس فقط كذلك ،،
هل نسيت الجمهور من الفئة العمرية الصغيرة ؟؟!
إذا نحن الكبار نسمع ولا نشاهد ،، يداخلنا الخوف ،، أنا عن نفسي ،، حين أسمع من البعض مثل ذلك ،، وما يجري ،، أستغرب بل يدخلني الخوف وتلفني العـُـقد ،،
ولكني مع ذلك أفهم وأعلم ،، أن الحياة لها مختلف الأوجه والطرق ..
ولكن تلك الفئة الصغيرة البريئة ،، سترى وتشاهد بأم عينيها ،، وتسمع وتنصت بكلتا أذنيها ،، لتخزن ما مر عليها في ذاكرتها النظيفة ،، إما ليبقى حاجزًا مخيفًا ،، وعقدة جسيمة في مراحل حياته ،، وإما أن تجعلهم ،، وحوشًا ضارية ،، وتغدو مثل هذه الأفعال التي يرونها من والديهم ،، سنة تتبع ..

أعتذر عن الإطالة ،، ولكنك قلت أنها حقيقة ،، وما ذكرته حقيقة ،، وتريد منا المشاركة بنقاش صحيح لا لَـبَـس فيه بإذن الله ..

ولك جزيل الشكر والتقدير والعرفان ..
أختك