عرض مشاركة واحدة
قديم 02-02-2007, 01:18 AM   #1
أ . عيسى الكناني
اخصائي نفسي


الصورة الرمزية أ . عيسى الكناني
أ . عيسى الكناني غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 15329
 تاريخ التسجيل :  10 2002
 أخر زيارة : 23-11-2009 (06:30 PM)
 المشاركات : 191 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
الطلاق ظاهره ام سلوك عربي ؟؟



تتوالى الإحصائيات والدراسات الأسرية في الدول العربية لتؤكد على أن الطلاق أصبح ظاهرة اجتاحت المجتمعات العربية فها هي دراسة مصرية من مركز المعلومات بمجلس الوزراء المصري تؤكد أن40% من حالات الزواج انتهت بالطلاق خلال السنة الأولى من الزواج وان 70 %من هذه الحالات من نوعيه الزواج الأول وأن معظم الشريحة العمرية لهذه الحالات لم تتجاوز الثلاثين عاما وها هي إحصائيات أخرى تخرج علينا من منطقة الخليج العربي لتؤكد أن حالات الطلاق في هذه المنطقة وصلت إلى 47 % من حالات الزواج الحديث وأيضا معظمها من شريحة الأعمار الشبابية كما أظهرت دراسة نشرت على موقع نساء عربيات أن أعلى معدلات طلاق كانت في الكويت حيث بلغت 67% بينما هذه النسبة في المملكة العربية السعودية بلغت 35% خلال العام الحالي بينما لم تتجاوز هذه النسبة خلال عام 1422 هجرية حسب إحصائيات وزارة العدل السعودية عن 19%حيث كان إجمالي حالات الزواج 90982 بينما بلغت عدد حالات الطلاق 18765 في هذا العام بينما بلغت نسبة الطلاق في الإمارات 26%

وكانت أعلى معدلات الطلاق في الشريحة العمرية من 20 إلى 30 عام، حيث وصلت نسبة المطلقين في هذه السن إلى 42% من إجمالي عدد المطلقين، وتنخفض حالات الطلاق بالنسبة للإناث بعد 39 سنة بينما تصل عند الرجال إلى معدلات مقاربة بعد سن الـ 50 . ومعظم حالات الطلاق تمت في السنوات الست الأولى من عمر الزواج، و 15% من حالات الطلاق تمت في أول سنة من عمر الزواج و 37% تمت وعمر الزواج ما بين 1 إلى 6 سنوات و 21% تمت وعمر الزواج بين 6 إلى 10 سنوات و 26% تمت وعمر الزواج 10 سنوات، وقد أكدت هذه الأرقام دراسة (الطلاق في الإمارات) التي أعدتها وزارة العمل والشؤون الاجتماعية. وتضمنت الدراسة أيضا أنه من بين 4305 حالات زواج حدثت بين المواطنين عام 96 وقعت 1326 حالة طلاق على مستوى الدولة، وسجلت أبو ظبي أعلى نسبة طلاق إذ من بين 1291 حالة زواج حدثت 573 واقعة طلاق.

كما أن منطقة المغرب العربي لم تكن بمنأى عن هذه الظاهرة حيث وصلت حالات الطلاق في هذه المنطقة إلى 25% من حالات الزواج الحديثة (خلال عامين من الزواج) كما أنني عايشت بنفسي قصة صديق لي في الثلاثينات من عمره أقبل على تجربه الزواج الثاني من إحدى أقاربه وذلك بالرغم من ثنائه المستمر على زوجته الأولى واستقرار حياته معها ولكن فاجأني بعد شهر فقط من زواجه بفشل هذه الزيجة الثانية نادما على ما أقدم عليه معتبرا أنه أساء الاختيار وأخطأ في حق زوجته الأولى وبالرغم من أنه أطلعني على أسباب طلاقه تعلقت بسوء تعامل الزوجة الجديدة معه لدرجة أنها حولت حياته إلى جحيم إلا أنني تأكدت أن هناك خلل خطير اندس في حياتنا الأسرية ودفعها إلى الانهيار.

وقد فرضت عليه هذه القصة والأرقام المفزعة تناول هذه القضية التي تحولت من كونها ظاهرة إلى سلوك عربي أصبح يهدد مجتمعاتنا العربية والإسلامية التي من المفترض لو التزمت بقواعد دينها الإسلامي الحنيف المنظمة للحياة الزوجية لعاشت في ظل سعادة واستقرار أسرى يحسدها عليها أصحاب النحل والملل الأخرى ولكن الواقع العربي في هذه الظاهرة يدفعنا لنؤكد أن هناك خللا في التركيبة الاجتماعية بسبب البعد عن جوهر ديننا الحنيف الإسلام ولكن من خلال ما اطلعت عليه من دراسات وأبحاث في هذا الشأن خلصت إلى أن ظاهرة الطلاق وانتشارها بهذه الصورة وقف وراءها أسباب عدة على رأسها أن معظم شبابنا لم ينزلوا العلاقة الزوجية مكانتها في شريعتنا ويكفينا أن الله عز وجل وصف هذه العلاقة بالميثاق الغليظ فقد قال ربنا في كتابه العزيز [وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقاً غَلِيظاً] (النساء : 21 ).

بل وصل الاستهتار بقضية الزواج في تصور شبابنا العربي إلى درجة أنهم اعتبروه مجرد استمتاع جنسي حتى يقضى من زوجته وطرا ثم يلقي بها إلى سلة المهملات ولا نعيب فقط على الشباب بل وصل الأمر ببعض الفتيات بعد الزواج بأنهن يطلبن الطلاق لأسباب ما أنزل الله بها من سلطان ومنها ما أثبتته الدراسات الأسرية في مصر حيث إن هناك أكثر من 10 % من حالات الطلاق كانت سببها عدم اقتناع البنات بشخصية أزواجهن ومنهن من طلبن الطلاق بسبب (شخير) الزوج أثناء النوم ومنهن من طلقت بسبب شكاواها من رائحة قدم زوجها وعرقه وعلى هذا الغرار نجد أن أسباب الكثير من حالات الطلاق كانت من (الهيافة) بمكانة كبيرة وتناسى هؤلاء المتورطون في ظاهرة الطلاق أنهم يدمرون اللبنة الأولى في بناء المجتمع وبالطبع لابد أن نعترف جميعا أن الآباء والأمهات تناسوا دورهم في تعميق قيمة الأسرة في نفوس أولادهم ولعل ما نشهده من انتشار الطلاق ما هو إلا ثمرة لتناسي الآباء والأمها
منقول بقلم الاستاذ أ. هاني صلاح الدين
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس