الموضوع: أ. القحطاني ....
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-02-2007, 06:56 AM   #3
حنين الأمل
عضـو في نادي المتفائلين


الصورة الرمزية حنين الأمل
حنين الأمل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 10967
 تاريخ التسجيل :  11 2005
 أخر زيارة : 17-03-2008 (03:26 AM)
 المشاركات : 814 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


وكأنك تحول الرثاء الى قصيدة تنظر للغروب بعين أمل بأن يستفقيق هذا الميت ...او تحاول انعاش قلب استسلم بعد معانات وخسر كل معاركه..رفع الراية البيضاء ...دخل الاسر واغلق ذاك السجان سجنه...بعد الدخول في متاهات كثيرة ..ولو علم ذلك السجان انه لو ابقى قفصه مفتوحا ما تحدثت نفس صاحبه عن اشتياقها للشمس ...او عشقها ككل الارواح للحرية ....او تحاول ضحض المثل القائل ...ما لجرح بميت ايلام ...ما عدت اشعر حيال ذلك بالقهر ..وان كانت حرقة الدموع المحبوسة في عيني لا تزال تشتد ..هذا واقع ..واقع لا يستطيع دفئ ونسيم كلماتك الرائعة تخفيف حرقة شمسه او تدفئة قرصة برده ....انظر كيف اتحدث ..؟؟وكأني اطرب للالم ...وكأني ادافع عن المي بأن يظل درعي الواقي ...درعي الذي سيمنع احد من الاقتراب ....ولعلك تقول ..مادمتِ تخشين ان يقترب احد ...فليس اقل من هذا دليلا ان تلك الجروح ما ماتت ..وان الضرب فيها موجع ...وللحقيقة اني اشفق ان تتأذى عيون غيري بمنظر جرحي ...ففيه من القيح والصديد والبشاعه ما يجعل الجريء فيه يلتفت الى الاتجاه الاخر هربا من رؤيته ....هذا ايضا واقع ...ان تظل صحراء قاحلة ..خيرا من ان تنبت اشواكا لا تقوى حتى على حمل زهور ...
يا سيدي تبين اننا لا نصنع الحظ ...وتبين ان الفرص المسموحة الينا تقاس بجهد الشخص ومقاومته وهي تتناسب عكسيا مع ذلك ...كلما ازداد تشبثنا بالحياة ...وتمسكنا بالامل ...صار تحدي الفرص لنا ..بأن تكون كالنجوم براها ...نعم نراها لكن ايدينا ..لا تستطيع التقاط واحدة منها ...اذكر اني قرأت ذات يوم ..مقالة لوالد يصف ابنته وهي تلعب بدخان سيجارته ...تحاول الامساك به ...تحاول ضمه بيديها الصغيرة ...وهو يسخر منها يتهرب من بين اصابعها ...يتلاشى كأي حلم في الفضاء ...تلك الفرص كهذا الدخان ...وان كان اكثر دهاءا منه ومكرا ...مجرد كذبة ...هل اخبرك عن اخر فرصة زارت قلبي ...ولن اقول كعادتي ...منذ شهر ..او منذ اي شيء...
كان ذلك عندما رحت ابحث عن طبيب يضمد نزف جراح ..كمقاتل شهم خاض معركته ببسالة ...تخضب كلي بالدم ...والدليل ان كل جراحاتي كانت هنا في صدري .." هكذا كنت اقول لنفسي كلما اتهمتني بالجبن " المهم ..همست بي الحياة ان هذا يكفي ..وقد ان لهذا افارس ان يترجل ..ان لهذه الجراح ان تضمد ..المهم ان تضمد ..ثم نفكر بعد كيف نعالج نزفها ....حرقة بالية ....شاش معقم ...لاصق للجروح ...طبيب ..عطار ...مار طريق ...لا يهم ...المهم ان ارتاح ...رحت ابحث واستجدي كل عابر طريق ..اطرق كل باب استطيع الوصول اليه ..تخبر لافته مكتوب عليه ...باب طبيب ...كثيرين فتحوا ابوابهم " للحقيقة كل لاطباء طيبون " كنت اسب هذه واحدة من الفرص ..علي التمسك بها بأظافري ...وتمسكت بقوة رغم ضعفي بأعتاب طبيب ...راح ينصت بكل اهتمام ..راح يمسك جرحا جرحا ..هكذا حتى سكنت كلها ...وراح طبيبي ..يشق بالمشرط جرحا اخر ...كلما تألمت ...صاح بي ان اهدأ ..هذا لزوم العلاج ..دون مخدر ..دون اضاءة حتى ..صرت اطرب لهذا الالم لانه يشعرني باقترابه ..لانه يهمس بي بعد كل شرطة يمشرطه ..انا معك الى جانبك ...وماذا كان حلم هذي الجراح الا ان تحظى بذلك ...ان يكون هناك حقا من يهتم ...فجأة انشغل طبيبي ...صار وزيرا ...رئيسا ...لست ادري ..الا انه ما عاد يملك ولو دقائق ليغير على تلك الجراح ..جتى جرحه صار هو الاخر يشبه تلك التشوهات ..صار يأن مع انينها ...يصرخ بي ..يعاتبني يلومني ..وضع كل الحق علي ..حاولت الهروب ..حاولت الصراخ بصوت عال جدا ليسمعه ...توسلت اليه .. ..امسكت ذات المشرط ..وقفت امامه بالاكره ..هددته اني سأقطع وريدي ان غاب اكثر ...انا لا اريدك لي ...يكفيني ان تبقى ..ولو كذبا هبني دقائق كل اسبوع ..كل شهر ...ضع يديك السحرية كما السابق على جرحي لينام ويهدأ ...انظر جرحك كيف يسيل دما ..يسيل خوفا والم ..ظل ينظر كتمثال ...ما رأيت الا يدي غرست مشرطه في اعماق جرحه ..ورخت اصيح واتلوى ...نظر الي وغاب ...غاب لانه مشغول ...غاب لان قلبه الطيب ما عاد طيب ..غاب لان تلك الفرصة كانت حلم ينتهي ككل احلامي بكابوس يطاردني في نهاري وليلي ...
لست ادري ايا اخي ...لماذا ذكرت هذه الفرصة بالذات ...ولست ادري لماذا اكره شعوري الذي يغتالني الان ..ولا كيف استطيع طرد افكاري المجنونة التي تحاكي عقلي ...كل الذي ادريه ...اني ابتسم الان ..لاني عيني تقف عاجزة عن حبس دموعي ...وروحي تنام كطفل شقي يتظاهر بالهدوء ...

بقي ان ارسل اليك باقة جورية حمراء ..تخبر عن شكري لكلماتك ...
واخرى بيضاء ...امتنانا لسعة صدرك