الموضوع: أ. القحطاني ....
عرض مشاركة واحدة
قديم 14-02-2007, 01:02 AM   #10
حنين الأمل
عضـو في نادي المتفائلين


الصورة الرمزية حنين الأمل
حنين الأمل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 10967
 تاريخ التسجيل :  11 2005
 أخر زيارة : 17-03-2008 (03:26 AM)
 المشاركات : 814 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


كيف هي عطلتك ...؟كنت اتساءل كيف يمكن لصحراء خالية من الورود والخضرة ان تكون ملجأ لنفوس تحتاج للراحة والاستجمام ..وكيف يمكن للبرد ان يكون حاجة لانسان ...تذكرت حينها ذلك الهدوء الذي يلف تلك الصحراء ..وان كان لغير المتعود عليه مخيفا ...لكنني احسبه لاصحابه عزلة وهدوء قد يجلو النفس ويريحها بحق ..اتمنى ان عطلتك الاجمل ..
انت زرعت سؤالك هنا ...وسافرت ...كان علي الاجابة ...وقبل الاجابة كنت امتثل لنصيحتك واخذت وقتا للتفكير ...ظل سؤالك يتحرك بي كلما خلوت بنفسي ..وما اكثر ما اضطر لذلك ..منذ ذلك اليوم ...وانا في كل ليلة اجمع اوراقي بقلمي ..وابدأ في اعماقي بالبحث عن الاجابة ...ولو علمت مقدار تلك الجروح التي احدثها قلمي في جسدي اثناء انتزاعه للاجابة لاشفقت على هذا الجسد من هذي الجراح ....برغم ذلك ..سأسرد اليك الاجابة .واعتذر ان كانت اجابتي مخضبة بالدم ..تلوث نقاء هذه الصفحات ...فبعض بقع الدم يصعب ان تزول ..
ذات وقت كانت طفلة تشبه للياسمين ...كانت اعظم احلامها كلما ضمها اليه السرير ..ان ترتدي فستان من الزهور تخرج فيه بتلات الزهرة عن حدود جسدها الصغير ...وترتدي قبعة تشابه للزهرة ...وحذاء صغير بذات الفكرة ...تدغدغ الفكرة كلها .. حتى تغفو مبتسمة ...وتنام ..كانت هذه رسالة منطقية لطفلة بذلك العمر ...وهذه البراءة ...وجاء خريف ..وعرى الزهرة من اوراقها ...ومزق الثوب .. صارت احلام الطفلة ..لا تحمل غير القبعة والحذاء ...كلما اواها سريرها البارد وحاولت استعادة الثوب لم تستطع ..بعد ايام القت بالقبعة والحذاء بعيدا ...بعيدا جدا ..فما عادت تملك اي امل ليعود لها حلمها الجميل ...وتحولت كل احلامها الى كوابيس تطارد نهارها وليلها ..الا يحق لطفلة ان تنعم بحلم هادئ ...؟..لا بأس ..هذه رسالة اولى بائت بالفشل ...كبرت الصغيرة لتصبح زهرة ...مجروحة ..ربما ...منكسرة ...لكنها على اي حال كبرت ...ترى صويحباتها ينعمن بالحب ...يصفنه بالدفئ ..بالامل ...ترى ..وتهز رأسها مشفقة ...مسكينات هن ...الا ان تعثرت ذات يوم بشبح ..لم تجد له غير هذا الاسم ...فكم كان يظهر في اوقاتها العصيبة ...يختفي متى كانت قوية ...ويظهر في عز الالم ..ابنة الاربعة عشر ربيعا طفلة ...مجرد طفلة تقاوم وحش يملك من الخبرة ثلاثين عاما ...عشر سنوات مرت في ذلك ..ذاقت فيها الامرين ..لم يبقى فيها جزء لم ينزف ...احبته اخيرا ...كلما قال لها انها مختلفة عمن يعرف ..زادت لسذاجتها قناعة انها قادرة على تحويله الى عاشق ..كانت هذه رسالة مقنعة لسذاجة طفلة ...ان تنعم بحب هادئ ككل الناس حولها ...ان تحظى بحلم هادئ غير هذه الكوابيس التي تزورها كل ليلة ...وحش ضخم ...مقابل جسد طفلة ...ما اغبى ذلك ...خسرت معركتها ..وخرجت بجروح مضاعفة ..ورسالة ثانية ماتت ايضا ...كالحلم الجميل الذي لم يدم غير ساعة ..شُبِّعت بالجراح ..لم تزل تذكر تلك الرسائل الصغيرة التي ماتت في مهدها ...قررت ان تتوب اخيرا ..ان تلجأ الى الله ..ان تحفظ كتابه ...وتلزم الصلاة ففيها كل سكينة...رسالة طاهرة ..كافية لمسلمة عاقلة ...غير ان شيطانا كان ملازمها ..يقطع عليها اي وصل ...تحفظ الاية ..وتغيب لحظة ...فاذا عادت اكتشفت انها غبيه ...وان عقلها البليد لا يستطيع الاحتفاظ بالخير ..حتى اذا وقفت في صلاتها ..راحت اشباحها تلاحقها تنسيها أصلت الفجر ركعة ام ركعتين ...ماذا قرأت ..؟؟ماذا قالت ...؟وكأنها لم تصلي ...وسمعت الحديث يقول ." ليس للمرء من صلاته الا ما عقل .." ويحها ...لم تعقل فيها شيء ...راحت تفكر ...قررت علاح جراحاتها ..ارادت ان تصفو ..رسالة رابعة ...اظنها مشروعة ...في سبيل بحثها عن المخرج ..رأت الحياة تعج بالاطفال ...وبرنين سعادة الزوجات ...قررت ان تنسى كل الالم لتبدأ من جديد ...ان تصبح اما رسالة لا اروع منها ...وتكالبت عليها المحن....واشباح تلاحقها تغلق لها اي باب ...ازدادت رغبة في ان تشعر انها كالبقية ...من لحم ودم ...واصطدمت بجدار الواقع وسقطت مغشيا عليها ...لما افاقت وجدت نفسها غارقة بالدم ..بالعري ..بالندم ...وضاعت كل الرسائل ...فالجراح باقية ...وصلاتها مجرد حركات لا تعي منها شيئ ..وان تصبح اما ..ما عاد ينفع ..فالرجل الشرقي يشترط بزوجة المستقبل ان تكون عذراء المشاعر اضف الى عذراء الجسد ...والخوف ينادي من كل جانب ...الصمت الصمت ..لا يلتفت اليك احد ...رسالة واحدة باقية ...ينسج تابوتها الالم ...الموت ...مضحك مبكي ..ان نصل الى زمان يكون فيه الموت رسالة ...لا نملك فيها الا التمني...
ما عدت اريد لهذا الميت ان يصحو ..ما عدت اريد الاستمرار بدور الحياة ..هذه رسالتي الباقية ...