نفساني - عرض مشاركة واحدة

08-03-2007, 08:33 PM

...........
......
..
أختي الفاضلــة ..

سلام الله عليك ، ورحمته ، وبركاته ..

ومساءات الخير عليكــِ ..

أختي موجعة الضروف التي مررت بها ، والمسؤولية التي تحملتيها ، وهم أخوتك الصغار ، ورعايتهم ، والخوف عليهم ، ورغم كل هذا الوضع الذي أنتِ فيه ما زلت في مدرستك ، وما زلت قادرة ، ومهارة في التعامل مع سلوكيات والدكــ ، وما يصدر منه ، وجربتِ الكثير بحثا عن أمن لداخلكـ ، وراحة لنفسكـ ، ولم تجديه ، وتوصلتـ إلى قناعة أنها تجارب فاشلة أتعبتك ، وربما عرضتك للكثير من الخوف ، ولا قدر الله إلى الفضيحـة .
أختي أنتِ الآن أكثر وعيا ، ونضجا ، وإدراكا للخطأ سيان مع صديقات أو شباب ، وتعلمين بالنتائج قبل البدء ، لكنك كنت تبحثي عن ملء فراغ عاطفي ، وفقد للإستقرار ، وربما كنت تجدي لنفسك المبرر أن واقعك كما ذكرت ... والدان دوما في شجار ، واب مخمور ، وقاسي ، ومسؤولية لست مطالبة بها ، وما كثرة تنوع علاقاتك إلا إثبت لنفسك أنك مرغوبة ، وأنك تستمدي مما كنت فيه راحة مؤقته أشبه بالمخدر أو المسكن ، لتعودي لنغسك بين وحين إلى وخز ضميرك ، وإلى مخاوفك على أخوتك إن يتعرضوا لمثل ما تعرضتـ...
نعم أدرك وضع أنتِ فيه ، لكن تصوري لو أن والديك تعرض لحداث سيارة ، وتوفيا منذ كان عمرك 10 ، والكل تخلى عنك ، أتظنين الحال نفسه لفقدك حقيقة لهم بسبب القدر سيكون كما هو الحال .
أختي الآن أنتِ قد تخلصتِ من سلوكيات ، وأفعال لا تقبلينها ، ولم تجلب لك إلا غرقا ، وهما ، وقلقاً ، ووجدت صديقة احتوتك ، وطبيعي إن يكون إرتباطكـ بها مبالغ فيه ربما كي لا تعودين إلى ما كنت فيه ، أو تظطرين في توتر أكثر ، وما النزعات ، والهواجس التي تنتابكـ عن طبيعة علاقتك بصديقتك إلا نتيجة لبعض الخبرات التي مررت بها ، وربما تدفعك تلك النوعات ، والهواجس إلى أن صديقتك لو رغبت لفعلت ، ومنحتيها تعبيرا عن ما أسدته لكـ ، وكي لا تترككِ لكن أحذري ان تتجاوز العلاقة الطهارة التي أنت ، وهي فيها لأن وصولكم إلى نقطـة معينة .... يعني أنتهى سمو علاقتكم ، ودخولهم في نفق الوحل ، والخطأ ، ومن ثم العودة مرة أخرى إلى بداية النفق المظلــم .
أختي كوني أكثر قربا من أبيك ، وأكثر لطفا معه ، وترقبِ الفرص ، والاوقات التي يكون فيها عاقلا ، ومرتاحا ، وعبري عن حاجتك إليه ، وحاجة أخوتكــ ، ولا تملين ، ولا تنكسرين أو تحبطين من اول محاولات فاشلــة ، وكوني قريبة لأخوتك الستــه فلو منحتِ كل واحد منهم ساعة في اليوم ..... لعبا ، وممازحة ، ومناقشة ، ومساعدة في مذاكرتهم ، وما يحبون ، وخففي مع صديقتكـ الأتصال بها هاتفيا ، وقاومي بعض ما تفكري فيه ، وأشغلي نفسكـِ حين تصر عليك الأفكار ، والهواجس بأي شيء ، ولا تنسي ذكر الله ، وانتِ ساجدة ، وألحـــي بالدعاء لله ، وابكي ، ,ابكي فو الله أن كل ما مرررت به من ألم ، وهم ، ووجع سيتلاشى حين يكبر الله في ذاتك ، وتجديه وإياك إينما تكوني .
ربي يسعدكــــ .