وانـكـسـر... الطـبـق.... ؟؟ (( أتمنى تواجدك هنا أستاذي أبراهيم الدريعي))
أخذت الأم تعد مائدة الطعام للغداء ، تلك المائدة التي يجتمع عليها كل أفراد العائلة ولا يفوتها أحد منهم أبدًا مهما حصل ..
أخذت الأم تردد : هذا طبق أبا وليد ، وهذا طبق وليد ابني الكبير ،
وطبقا مروان ومريم توأماي الصغيران ، ثم ... هذا طبقي .
اخذ أفراد العائلة يتوافدون على المائدة حتى اكتمل العدد .
بدأ أبا وليد: بسم الله .. بالهناء ، بدأت أيدي الصغيران تمتد نحو الطعام ، بينما وجه الأب كلمه إلى وليد - ابنه ذو الرابعة عشرة عامًا -: ماذا فعلت في المدرسة اليوم يا وليد؟! أرجو ألا يشتكي أحد منك؛ فلقد تغيرت في تلك الأيام وبدأت الشكاوى تكثر منك ومن أفعالك المستهترة ، ثم أردف الأب قائلاً : لقد كنت أظن أنك كبرت وأستطيع أن اعتمد عليك .. ولكن !! المهم .. لماذا لا تأكل؟!
وأثناء الحديث كان وليد يطرق بشوكته على الطبق – وكأنه لا يستسيغ الحديث- . تدخلت الأم موجه الحديث لوليد أيضًا : ما هذا الذي ترتديه؟ وما تلك الألوان البشعة؟
ألم اختر لك أمس ما ستلبسه ؟!
أخذ الطرق يزيد ويعلو صوته .. عاد الأب موجهًا الحديث لأبنه وهو يمسك بشعره : وما ذاك الذي تضعه على شعرك ؟ – والطرق في ازدياد - ؛
وما تلك القصة الغريبة ؟!
اترك الشوكة ولا تطرق على الطبق وأنا أكلمك ..
هنا تهوى يد الفتى على الطبق لتكسره ، وينتفض صائحًا : ماذا تريدون مني أنتما الاثنان؟!!
ألم تكتفيا مني بعد؟
تديرونا أموري وكأنها حياتكما أنتما لا حياتي ؛ افعل .. لا تفعل ؛ خذ ذاك .. دع هذا؛ حتى ألوان ملابسي تختارونها وقصة شعري ، حيوان أنا أم جماد .. و تأتي طامتي الكبرى .. اسمي !! الذي طالما كرهت أن أنادى به ، لقد جعلتماه جحيمًا لي ، قد صرت به حقًا اسم على مسمى (( وليد )) أنا مجرد وليد ، حتى وأن صرت كبيرًا ؛ بقيت لكما وليد .. وليد .. وليد .
أخذ الفتى يردد اسمه وهو يتجه إلى غرفته ليصفع الباب من ورائه. اهتزت كل خلجة في جسد الأب؛ لينظر ناحية الأم يجدها تنظر إلى باب الغرفة في ذهول وهي تكتم دمعة تريد الهرب من بين جفونها لتقول للأب :
ما الذي يحدث؟!
ماذا فعلنا بوليدنا ؟!
فأطرق الأب رأسه هربًا ....
لا يا أبا وليد ليس الوقت وقت الإطراق ولا الهرب ..
ويا أيتها الأم الحنون ليس الوقت وقت البكاء ، فمازالت هناك فرصة .....
ولكن يجب أن تسألا نفسيكما لماذا تطورت الأمور لتصل إلى ذلك الحد المريع؟
أين الخطأ ؟
ومن السبب؟
وما العمل ؟
المتوكله ...
|