27-03-2007, 12:51 AM
|
#7
|
( عضو دائم ولديه حصانه )
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 17629
|
تاريخ التسجيل : 08 2006
|
أخر زيارة : 10-12-2012 (01:03 AM)
|
المشاركات :
3,044 [
+
] |
التقييم : 59
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
فتعال يا أبي يا واهبني بصيص الحياة وبذرتها الأولى,تعال يا نافخ الكير ومُشعلَ الحريق ونار الجوانح والجوارح,تعال ايها الرجل الذي كان ,ايها الراحل رحلتك النهائية وسفرك اللارجوع منه ,تعال أعيد الحياة معك ,لعلي أعرفك وأعرف نفسي من جديد ,اغربل الماضي لأراك مجددا وأراني من بدء التكوين ,والخلق والنشء .
لا هم لي الآن بعد رحيلك الا تذكرك وانعاش صورتك وإحياءك ,فلست مقتنعا ان عمل ابن آدم لا ينقطع من الدنيا ,بل ينقطع وينتهي ويموت, إن لم يجد محبا يستذكره وولدا يعيد خلقه ,أو بنتا تنعش ذكراه ,وحفيدا يحمل جيناته وسماته ,أو شيطانا يحييه من جديد ,وليس مضطرا كل حي للتناسل فلربما يجد المرء نفسه في ابن غيره أو نسلِ سواه او ابن امرأة ورجل آخرين, ومن بلد آخر وجغرافيا بعيدة او من تابعي دين بعيد ,ولكن إن أحس بالفقد من نتج من صلب ابيه وحمل صليبه ونعشه وجسده الحي إلى آخر الممر المفضي للعتمة أو للنور أو للغبش والهيولي فذلك أمر حسن أو لعله مقبول وممكن ,وقد يكون عظيما او دنيئا , لا أحد يعرف ولا احد يحكم , ولا حتى كاتب أو قارئ هذه السطور , فكل فكرة تحمل نقيضها وكل حكمة تضم عفونتها ولا شئ مكتمل ,لا شئ تام , ولا شئ حقيقيا او حسنا إلا بنظتنا نحن الرائين وحسب جرعة الدهشة التي نبتلعها .
الآن وقد مضى على موتك ,ما يزيد على التسعة أشهر ,ما زلت وكأنني قد سمعت نعيك للتو ,أعيش موتك الأبدي ,وكأنه صار المناسبة الأهم والأنسب في حياتي ,لا بل قل كأن الزمن توقف هنا ,وتجمع الماضي والحاضر والغد ,في لحظة درامية واحدة ,فصارت لحظة موتك هي اللحظة التي تتجمع عندها كل خيوط الزمن ,وصرت لا أرى غيرها ولا اعيش سواها ,أحياها, أعيد إحياءها ,أعيد ترتيب الماضي ,كأنه كان يتهيأ ويتناسل ويمضي ويتشكل من أجل هذه اللحظة بعينها ,وأرنو للغد بطيئا او مستعجلا كأنه يريد العودة للوقوف بين يدي هذه اللحظة بالذات ,والتمركز داخلها وخارجها ,من أجل أن يتأملها ويعيشها ويمضي بعيدا وقريبا ,ليرتد اليها ويتكسر عند حوافها ,ويتماهى بها ويصيرها .
|
|
|