المساء المضّـفر بابتسامة طفولتي !!
مـرحـبا ،،
اعجبتني هذه القصـة القصيرة فنلقلتهـا لكم ،،
كانت لحظات ولادتها عسيرة ..
جميع الطرق في داخلي عبرتها ، وتركتها خلفي تأن
كم كانت موجعة ، ولدت ميتة ، وكفنتها دون غسل ..
تعبتُ .. ولم أجد إلا ظلا تحت مئذنة .. فاستكنت فيه ،
والحمي تغمرني ، وأطرافي تعبث مع بعضها ارتعاشا ،
وتاؤه رمي بجسدي بالجدار ملتصقا احتاجه يلهمني ..
وإذا بخدر الخوف ، والانكسار ينفذُ من خارجي ،
وتغشاني أصوات مختزلة في الجار .. ليست غريبة على أذني !!
أعرفهـا ، ولا أعرفهـا ؟!
مكثتُ أمدا ، وعلى كفٍ مبسوطة لامست كتفي لها حرارة حضن والدتي ،
ورائحة البرتقال ..
تنتشلني ..
فانتصبُ ببطء فتحاصرني الأصوات المغروسة في الجار ،
لكنها الآن ... فم كهل ملتف برداء الصقيع ..
إغمائه دافئة تغوص بي إلى الرسغ ،
وتنتفض عارية عند مداخل أطرافي ..
مرة أخرى تتراء لحظات الوجع متسارعة كشهقة الموت !!
فاهبط إلى أعماقي لأجمع كل أوردتي ،
وشراييني ، وأنتزعها وأضمها في راحتي ،
وأضعها على كتفي واهرب كاللص ..
أحاول السير فيصـدني " أنـتِ " لكن من " أنتِ " ؟!!
تضرعتُ إلى بقايا كرامتي ن وشموخي ،
وسرت زاحفا وما أثقل كتفي رطب ينزف ..
ما هذه أشياء غير واضحة .. غير واقعية ؟!!
بعض كلمات عالقة في الذاكرة أراها تتساقط كلما خطوت زاحفاً ...
زمن ..
لحظات ..
ولادة أجهضت ..
ذهبت .... اندثرت لكن أيا ترى يجيء شيء من الآتي ؟!!
شيئاً فشيئاً .. وإذا بضوء يتنفس بين اللحم ، والعظم ..
لتنمو أوردة صغيرة ..
فجر يختال ..
يتوغل ..
في مقلتيَّ ..
يصرخ ، وينادي
بأن أنهض ، وأفتح يدي ليهبط المساء المضّـفر بابتسامة طفولتي .
|