نابه

مشكلتي مجموعة مشكلات

منذ مدة طويلة و أنا أعاني من هذه الأعراض ، وهي تجعلني أتشائم من الحياة ، و أكره نفسي أحيانا ، لأني أحس بأني فاشل ، و أنني لا أنجح في اي مجال ، و لا يخرجني من تشاؤمي هذا إلا إحساسي بأن المستقبل سيكون افضل من الآن .

عمري 21 سنة ، طالب جامعي .


مشكلتي بالتفصيل كالتالي :

1
# أكره المذاكرة ، هذا هو أشد شيء أكرهه في العالم ، و إذا حاولت إرغام نفسي على المذاكرة فإما أن أسبح في أحلام اليقظة ، و إما أن يضيق صدري من الجلوس فأضيع الوقت بالأشياء التافهة ، و ربما إذا قرأت هذا الكلام تظن أني فاشل دراسيا ، كلا .. فأنا ميزتي في الفهم ،أفهم أكثر مما أحفظ ، و حتى لو حفظت فإن هذا يكون حفظ بواسطة الفهم ، أما أن أذاكر و أحفظ بشكل آلي فهذا يجعل روحي تزهق ، و رغم أن حالي تمشي بدون حفظ و مذاكرة جادة إلا أني أريد أن أكون قادرا على المذاكرة لكي أتجاوز الدرجات المتدنية في مواد الحفظ ، و أريد أن أكون مثل الآخرين الذين يجلسون يذاكرون خمس ساعات متواصلة ، فهم يحصلون درجات أعلى رغم أن بعضهم يفهم أقل من فهمي .


2
# ليس لي أصدقاء ، كان لي بعض الأصدقاء سابقا و لكني تركتهم ، فهم لا يفهمونني ، و دائما نختلف على ابسط الاشياء ، و عندما أفكر في صداقتي معهم أحس بانها لم تكن صداقة ابدا ، فكل الذي جمعني بهم أيام الثانوي هو بعض المدرسين ، لذا فأنا ليس لي أصدقاء - أنا أشترك مع أخي في هذه النقطة ، فأخي ليس له أصدقاء كما تكلمت عن هذا قديما في موضوع : أخي و مشكلة الانطوائية - .


3
# لا أحب أن أتكلم عن طموحاتي أمام أي شخص ، حتى أبي و أمي ، لسببين : اولا لأني أؤمن بالمقولة ( لنا المجد دون العالمين أو اللحد ) فإما أن أحقق أحلامي و يراها الناس بعيونهم ، و إما بلاش كثر كلام و بالأخير ما فيه أفعال ، و ثانيا : لأني لا أثق في أحد ، وأخاف أن يُستغل كلامي للتنكيل بي ، فربما قلت طموحاتي لأبي ثم في موقف غضب يستهزيء بي و بطموحاتي .
و عندما أقول بأني لا أحب أن أتكلم عن طموحاتي فهذا حالة خاصة من الحالة العامة ألا و هي أنني لا أحب أن أتكلم عموما ، ربما لفقداني لمهارة الكلام ، و لكني ايضا لا احب ان اثرثر ، اذا تكلمت احب ان اتيح الفرصة للآخر لكي يتكلم ، ولكني أعيش في مجتمع يريد أن يتكلم و لا يتيح لي الفرصة لأتكلم ، الجميع يريدون أن يفرضوا رأيهم حتى في السواليف العادية ، كأنهم يمجدون الذي يسيطر على مجرى الكلام ، كماً و ليس كيفاً .


4
# أنا حساس من أن ينتقدني أحد ، أخاف أن يسخر مني أحد ، أتحرج كثيرا إذا كنت أعرف أن هناك من يراني و أنا أؤدي عملا ما ، أو حتى لو كنت لا أعمل شيئا ، فأنا أخاف أن يبدر مني شيء خطأ ، أو شيء يثير السخرية ، أو أن يقول أحدهم أني غبي ، أو سخيف ، أو بطيء الفهم ، و لو حدث مثل هذا فإني أبدو أحقر و أحقر .. أتلعثم و أسكت و لا أستطيع الرد ، فأظهر أمام الجميع بصورة الغبي و الضعيف ، فألملم نفسي بسرعة و أهرب بشكل واضح مثير للشفقة .


5
# عند الأكل أتحرج أن ينظر إلي أحد ، و لو عرفت أن شخصا ينظر إلي توقفت فورا عن الأكل ، و إذا عرفت أنه ينظر إلي منذ مدة و أنا لا أدري فإني غضبي يبلغ مداه و أتصرف بدون عقل ، فربما قمت إليه و صرخت في وجهه : تبغا تاكل أعطيك فلوس و تروح تاكل ... الخ ، و يجب أن اقول بأني انا ايضا اكره ان انظر الى شخص ما و هو يأكل ، لا أستطيع أن أتحمل منظر شخص يأكل ، خصوصا إذا كان يصدر اصواتا و هو يأكل و يبلع ، لا استطيع تحمل مثل هذا المنظر و هذه الاصوات حتى ولو كان أبي او امي او من يكون .


6
# هناك مشكلة تواجهني دائما ، فأنا وسيم نوعا ما ، انا في الحقيقة لا ارى اني وسيم ابدا ، و لكن قال لي احدهم مرة باني وسيم ، و ايضا المضايقات التي اتعرض لها من بعض الشباب بسبب هذا تؤكد لي اني وسيم في اعينهم ، المشكلة انني لا أطيق أن ينظر أحدهم لي ، دوما أتفاجأ بأحدهم ينظر لي من حيث لا أدري ، فأتصرف معه بغلظة ، الكثيرون يرتدعون و يعلمون أني لا أقبل نظراتهم ، و لكن البعض يصر على النظر لي ، بل و متابعتي ، الذي أكرهه في نظراتهم هو معاملتي كأنثى و التشهي بالنظر لي ، نظراتهم ليست نظرات عادية ، بل نظرات تحاول التهامي ، نظرات تتأمل كل وجهي ، و هم يحاولون التقرب مني ، فأحاول أن لا أقيم أي صداقة مع أي شخص .


7
# أحب أن أتخيل كثيرا ، أحلام اليقظة تراودني دائما ، و أعتقد بأنني أستطيع تأليف روايات بوليسية ، رغم أنني توقفت عن قراءة الروايات البوليسية بالذات من أيام المتوسط ، أما الأفلام فإني أحب شيء اسمه اكشن..مغامرات..رعب ، كما أنني أعتبر نفسي ناقدا فنيا ، فإذا شاهدت فلم أو سمعت موسيقى أو قرأت قصيدة أو قرأت رواية - بوليسية أو اجتماعية أو علمية - فإني غالبا يكون لي رأي نقدي مستقل ، واذا كان العمل الفني ضعيفا فإني غالبا أحدد سبب ضعفه ، و قد قرأت كثيرا في الشعر ، و الرواية و القصة القصيرة و النقد الفني .
و أنا لا أسعى لطرد أحلام اليقظة بل أجد فيها تنفيسا عن الواقع الذي أعيشه .


8
# أنا عاطفي ، إذا أحببت أحد فإني أحبه بقوة ، و إذا كرهت أحد فإني أحقد عليه بقوة أيضا ، كما أنني أحس بأني محروم عاطفيا ، أحس بأنه لا أحد في الدنيا يهتم بي ، و لا أحد يحبني ، مع أني طيب القلب ، و إذا أعطاني أحد شيئا قليلا من اهتمامه فإني أعطيه كل اهتمامي ، و مع هذا فإنه لا أحد يحبني ، و ليس لي أصدقاء .
وقعت في الحب مرتين ، مؤلمتين ، و اكتشفت فعلا أن الحب عذاب كما كنت أسمع من قبل ، و لكني في كلا المرتين لم أتحدث مع التي أحببتها أبدا ، و كلا الفتاتين لم تعرفا أبدا عن حبي لهما ، و لم أجرؤ على أن أكلمهما أو أخبرهما بهذا ، فأنا اذا قابلت فتاة ( يضيع الكلام في فمي ) و أتلعثم .
و آخر تجربة استمرت أسبوعين و أنا أفكر في البنت ، حتى لدرجة اني في الأخير قلت لازم أنساها و الا باعيش حياتي مهموم ، و الحمد لله اني قدرت انساها ، كل هذا و أهلي ما يدرون وش فيني .


9
# أعتقد بأنني مصاب باكتئاب أو بقلق ، فإذا رأيتني أمشي يخيل إليك أني مهموم ، هكذا يقول لي أغلب الذين أتعرف عليهم لأول مرة ، و كذلك من يريد أن يسخر مني بشكل غير مباشر فيقول لي : يا اخي وش فيك تمشي معصب دايم ( معصب = عصبي ) .


10
# الكثير من حاجاتي غير متحققة ، أحس بأنني لست مثل زملائي ، أبي و أمي كأنهم يربون آلات لجمع الفلوس ، ينتظرون بفارغ الصبر نضج هذه الآلات لكي تبدأ بقذف النقود من مختلف الفئات ، فشلا في تحقيق هذه الفلوس ، و ينتظرون الآن من أبناءهم أن ينجحوا فيما فشلوا فيه ، استغلاليون و بشعون ، فشلوا في أهدافهم و فشلوا في تربيتهم لأبناءهم .
دع عنك السيارة و الفلوس ، لو كان الأمر يقتصر على المال لهانت المشكلة ، الأهم هو الحب و التفهم و التفاهم ، هذه الاشياء مفقودة تماما في البيت ، الأنانية النفسية تغمر الجميع ( أقصد بالنفسية عكس المادية ) ، الأم تتصرف كأنها طفلة ، فتريد الذهاب الى كل مناسبة و كل بيت و كل ثرثارة ، غيرة من ضرتها ، و الأب سلبته المرأة الثانية عقله كطفل صغير ، فهو يلهث لطلباتها و ما يخفيه عنا أكثر مما يظهره ، و الأخت الكبرى لا يهمها الا نظافة بيتها و زخرفه ، أما في البيت الكبير ( بيتنا ) فإنها لا تكلف نفسها رفع ورقة من الأرض ، أو تنظيف شيء متسخ ، فضلا عن أن تحث الناس على النظافة و الترتيب في بيت فوضوي يحب الفوضوية بجنون .
أما الاخوة الاصغر مني فإني أرثي لحالهم و حالي في بيت مريض ، يرفض كل أسباب الصحة .
ما يجعلني أشدد على قضية افتقار البيت للحب و التفهم و التفاهم هو أنني أرى بعض زملائي في الجامعة ، مع أنهم يأتون من خارج الرياض ، و يتركون أهلهم ، و مع أن أحوالهم المادية ليست جيدة ، إلا أنهم ليسوا مهمومين مثلي ، بل يحبون أهلهم ، و ينتظرون بفارغ الصبر ان تأتي العطلة ليرجعوا هناك .. حيث الحب .. حيث الاحترام .. حيث الأب .. حيث الأم - هذه الكلمات التي لم أعرف معناها حتى الآن - .


11
# أحب التفرد بشخصية مستقلة ، لا أحب أن أكون تابعا لأحد ، كما لا أحب أن يقلدني أحد ، مع هذا فإني لا ألبس الأشياء الغريبة و اللافتة ، كما أني شخص عادي غير مغرور .



أرجو منكم التكرم بالرد على كل نقطة لوحدها ... لأن كل نقطة تكاد تمثل مشكلة منفصلة ، ثم تتضافر هذه المشكلات لتدمر حياتي و تجعلني غير قادر على فعل شيء ، و لا التفكير في شيء .
- ملاحظة : آسف على الإطالة و لكن لعل هذا يوفر رؤية أوضح للمشكلة الأساس -
و لكم وافر التحية و الشكر .

المصدر: نفساني