عرض مشاركة واحدة
قديم 21-04-2007, 08:54 PM   #7
نجلاء محفوظ
عضو نشط


الصورة الرمزية نجلاء محفوظ
نجلاء محفوظ غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 6003
 تاريخ التسجيل :  03 2004
 أخر زيارة : 12-10-2008 (09:24 PM)
 المشاركات : 190 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


قرأت رسالتك أكثر من مرة وودت لو قابلتك شخصيا لأربت عليك وأقول لك: هوني على نفسك فماهكذا تعاش الحياة ولا يوجد ما يستحق أن تحتفظي بداخلك بكل هذا الغضب المتراكم من زوجك والذي سمحت له بأن يقود نظرتك إليه والذي لا منفر من مواجهة نفسك -بأمانة تامة -واتخاذ قرار بإفراغ شحنات غضبك والنظر إليها بنظرة (مختلفة) لتحمي نفسك من الاستمرار في الغضب لأنه سيحطم زواجك وسيصيبك –لا قدر الله- بمتاعب نفسية وصحية أيضا..
يا سيدتي متاعبك من زوجك تتلخص في كلمتين وهما عدم الرضا..
فأنت تنظرين لزوجك بعين السخط التي تبرز المساوئ وتضخمها وتطيل التوقف عند الخلافات العابرة والتي لا يخلو منها أي زواج بالطبع..
كل مشاكلك مع زوجك تنتج لأنك (تعاقبينه) لأنك لم تحبينه حتى الآن وكأنه هو المسؤول عن ذلك..
تقولين: لم تشعري بالحب تجاهه قبل الزواج وانتظرت أن يأتي الحب فلم يأت..
ولم تذكري لنا مفهومك عن الحب، هل تتوقعين أنه ينحصر في تبادل كلمات الغزل والهيام كما يحدث في الأغاني والأفلام، وتناسيت أنهم يحصلون على الشهرة والأموال وأنهم يعيشون هذه المشاعر على الشاشة فقط وأن معظمهم من رواد العيادات النفسية وحياتهم الزواجية فاشلة وهذا باعترافهم أنفسهم..
الحب يا سيدتي هو اختيار، وقد (اخترت) الزواج منه ثم (اخترت) إقامة علاقة جسدية معه ولكنك لم تقومي بمنحه مشاعرك وبذلك حرمت نفسك من السسعادة الهائلة..
وكما أن الحب اختيار فهو يأتي بقرار، قرري من الآن التوقف عن محاولة (تغيير) زوجك حتى (تحبينه)، قرري أن تحبينه كما هو بالفعل واختاري أن تسعدي بما يقدمه لك وهو ما تحسدك عليه ملايين النساء في شتى أنحاء العالم..
فزوجك يحبك بجنون ويغار عليك ويحرص على حمايتك من المتطفلين وهذا وحده تتمناه جميع الزوجات عبر تاريخ الحياة ولم تظفر به إلا قلة منهن أنت واحدة منهن، وبدلا من أن تسعدي بذلك (وتحتفلي) به وتشعري أن ذلك يرضيك (كأنثى) فإذا بك (تفتشين) عن التعاسة.
وأقصد بها الضيق من عدم سماحه لك بالذهاب إلى إلى السوق لتقومي بمفاجأته، وأرد عليك بالتأكيد باختلاف الرجال عن النساء في هذا الأمر، فالرجال (لا يفرحون) بهذه المفاجأت كما ترحب بها النساء، فما يسعد الرجل هو اهتمام زوجته به كرجل واحترامها له وسعيها لإرضائه بالقول وبالفعل وباللمسة الحانية واحتوائها له أثناء غضبه وعدم رد الصاع صاعين، ونبذ الحساسية البالغة معه والتخلي عن التعامل مع أي انتقاد لها على أنه انتقاص من شأنها أو إذلال لها.
فمن منا يستطيع إدعاء أنه وصل إلى الكمال المطلق، وأذكرك بأننا جميعا نحتاج إلى أن نتحسن في كافة أمورنا في الحياة سواء في المظهر أو في الجوهر ،ومن ينكر ذلك فهو ظالم لنفسه ويحرمها من التطور والتقدم فلا يوجد إنسان يحتكر لنفسه الصواب في كل أمور حياته فنحن بشر غير معصومين نخطئ ونصيب، وكلما تمتعنا بالثقة بالنفس، كلما تقبلنا النقد بسعة صدر ولسان حالنا يقول: من يوجه لنا النقد يحبنا ويرى أننا نستحق (الأفضل) من وجهة نظره –بالطبع- لذا يلفت نظرنا إليه .
ومن الذكاء تقبل ذلك بروح (سمحة) والتفكير فيها بهدوء فأن صادف النقد محله فأهلا به، وإن كان مخطئا فلن نقوم بمعاقبته على وجهة نظره، و(سنفرح) بالجزء الجميل في الموضوع وهو أن هذا النقد (دليل) على اهتمامه بأمرنا وعلى أنه يرغب لنا في التحسن ونشكره عليه، حتى وإن لم نعمل به..
أما عن رفض زوجك لوضع اللمسات الفنية فالكثير من الأزواج لا يرحبون بها، وبالفعل فإن الأطفال يكسرون الكثير من التحف ولا أرى في ذلك سببا للضيق من زوجك ولكنها –واسمحي لي- عين السخط التي تنتظرين بها إلى زوجك..
وليس صحيحا أن هناك من تتصرف مع بيتها وكأنه ملكة وكل شيء مجاب لها، فلا يوجد إنسان على وجه الأرض أخذ من الدنيا أو من الزواج على كل ما يتمنى .
ولكن هناك من نظرن بعين (الرضا) إلى أزواجهن وسعدن بما يحصلن عليه بالفعل وتجاهلن بإرادتهن عيوب أزواجهن مادامت غير قاتلة مثل الخيانة الزوجية والبخل الشديد والكذب المتواصل، بل أن بعض الزوجات ممن تزوجن بأزواج خائنين أو كاذبين تعلمن التعامل بذكاء مع هذه العيوب (البشعة) واستطعن احتواء هذه العيوب وتقليلها إلى أقل قدر ممكن واحتفلن بنجاحهن ولم يعشن في إطار الضحايا أو المظلومات وأنقذن أنفسهن من التعاسة الزوجية التي تسلب من المرأة جمالها وصحتها النفسية والجسدية أيضا .
وقد تدفع زوجها إلى البحث عن غيرها ليجد ما يفتقده عندها من الرضا به كما هو بالفعل وليس كما نريد أن يكون وكأنه شيء تعيد تشكيله وليس رجلا كامل الأهلية..
وليس صحيحا أن زوجك يضغط عليك حتى تهتمي بأمور أطفالك بعد وفاته –لا قدر الله- فهذا تحليل غير موفق وما ذكرته لا يدل على ذلك، أما عن قولك بأنه حنون ويندم على عصيته فهو أمر يحسب له بالتأكيد كما يحسب لك أمانتك في ذكر ذلك، ولكن عين السخط تبرز مرة أخرى فتقولين أنه يعبر عن حنانه بطريق فظة..
يا سيدتي توقفي عن ظلم نفسك قبل فوات الأوان، أنك تتعاملين مع زوجك كأنه طفل تريدين تعليمه كل شيء حتى طريقة التعبير عن الندم، وإظهار الحنان، ألا يحق له كإنسان كرمه الله أن يعيش حياته كما يريد وليس وفقا لأجندتك الخاصة..
وأؤكد لك أنك إذا ما واصلت الضغط عليه وإظهار النفور منه فأنك ستتأليم وحدك وستفقدين حبه لك وربما تفقدينه كزوج أيضا..
ابدأي صفحة جديدة مع زوجك وانظري له بعين الرضا وأنت المستفيدة الأولى من هذا التغيير، وتوقفي عن محاولة تدعيم زوجك فهو ليس بحاجة لها وستزيد من المشاكل بينكما فهو رجل رشيد ولم يطلب منك المساعدة فلا تتطوعي بشيء يجلب المشاكل ويضاعفها..
وعودي للاهتمام بنفسك واعرفي أن لنا عدو قابع في أنفسنا وأقصد به النفس الأمارة بالسوء وأن النساء هم أكثر أهل النار لأنهن يكفرن بالعشير ويقلن: لم أر منه خيرا..
ولا تفكري في الطلاق حتى لا تدفعي فاتورته الباهظة وتخسري كل شيء، أما عن قول زوجك بأن الخادمة هي التي تهتم بكل شيء فهو قول صحيح لأن هذه هي وظيفتها والتي تتقاضى عليها أجر ولكني أؤكد أن الزوجة الذكية هي التي تجيد الاهتمام بمنزلها بحب واهتمام ولا تتعامل مع نفسها وكأنها موظفة أو أجيرة عند زوجها تحسن القيام بدورها إذا امتدحها وتهمل إذا انتقدها.
أعيدي النظر في مفاهيمك حول الحب والزواج وستتحسن حياتك بصورة رائعة وستكتشفين كم ظلمت نفسك بالاعتقاد في المعايير غير الواقعية عن الحب والزواج (واحسني) إلى نفسك واختاري السعادة بما لديك بالفعل وتنفسي (الرضا) عن حياتك (وافرحي) بزوجك وأولادك وعندئذ سيملأ الحب حياتك كما تستحقين وكما أدعو لك أيضا فلا تهزمي نفسك أبدا.. وفقك الله...




نجلاء محفوظ
كاتبة ومستشارة اجتماعية
ورئيس القسم الادبي المناوب بجريدة الاهرام