12-05-2007, 12:18 PM
|
#4
|
عضو نشط
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 6003
|
تاريخ التسجيل : 03 2004
|
أخر زيارة : 12-10-2008 (09:24 PM)
|
المشاركات :
190 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
لو جاءتك إحدى صديقتك المقربة وسألتك: لماذا لا تقومين بمجاملتي بالكلام اللطيف..
كيف ستردين عليها وكيف ستشعرين، ألن تشعري بالغضب لأنها لا تعرف مكانتها عندك، وإذا كررت هذا الطلب كثيرا..
ألن تشعرين بأنها تمارس نوعا من (الضغط) عليك مما يجعلك تتضايقين منها وربما تحاولين التهرب من مقابلتها..
قد تقولين وما علاقة صديقتي بزوجي، والرد واضح للغاية وهو أن ما ترفضينه من صديقتك هل تتوقعي أن يقبله زوجك منك، مع ملاحظة أن الرجال بصفة عامة يضيقون من الإلحاح والحصار وأن الإنسان بصفة عامة يعطي بإرادته الحرة أضعاف ما يمكن أن يعطيه بناء على الإلحاح..
وقد لاحظت من زوجك قلة تعبيره عن العواطف قبل الزواج ،والحقيقة أن نسبة كبيرة من الرجال يكتفون بالتعبير عن العواطف بالتصرفات ومنها الإقبال على الزوجة كأنثى في اللقاء الحميم، والإنفاق على البيت قدر الاستطاعة، ولا يفضلون التعبير عنها بالكلام، ونحن لا نتفق معهم، ولكن نعرض وجهة نظرهم فقط، وبالطبع ليس من حق أحد فرض طرقه في التعبير عن العواطف على الآخرين..
وقد اسعدني قولك أن زوجك تحسن بعض الشيء بعد الزواج، وأتمنى أن تتوقفي عند هذا التحسن فتسعدي به وتشعري ببعض من الارتواء وتعيدي (صنع) الأسباب والمواقف التي دعته لهذا التحسن وأن تشجعيه بل وتحرضيه على المزيد من التحسن من خلال تحسين معاملتك له حتى يجد (حافز)يدفعه الى المزيد من التحسن ..
أما عن قولك بوجود مشاكل بينكما، فهذا أمر طبيعي فلا توجد حياة بدون مشاكل سواء بين الزوجين أو في اتجاه آخر، وعلينا تقليل حدة هذه المشاكل وعدم التعامل معها بصورة (مأساوية) والامتناع التام عن المبالغة في التألم منها أو أن تتعامل مع أنفسنا وكأننا ضحايا وكأن الأطراف الأخرى مجرمون يستحقون كل ألوان العقاب.
ففي هذا التفكير إيذاء للنفس وحرمانها من البحث (الجاد) والهادئ عن سبل للتقريب بين وجهات النظر والتقابل في منتصف الطريق وعدم الإصرار بأن يأتينا الطرف الآخر ونحن في مكاننا ففي ذلك إضاعة للعمر بلا جدوى وسبب في مضاعفة المشاكل بدلا من حلها، وتحريض الطرف الآخر على العناد أيضا..
أما عن قولك بأن زوجك تركك وأنت حامل عند أهلك ولم يراعي نفسيتك، فلم تذكري سبب تركه لك، مع ملاحظة أن الحمل نعمة تتمناها ملايين النساء في العالم من المحرومات من الانجاب وليس (مرضا) يستحق معاملة خاصة..
وكنت أتمنى أن تحافظي على الاحترام بينكما، فهو الذي (يصنع) الحب، والرجل لا يمكنه اعطاء مشاعره لامرأة لا تشعره بالاحترام الكافي فتذكري ذلك دائما..
وأتمنى ألا تطلبي الطلاق ثانية حتى لا يستجيب لك زوجك في أحد المرات فتندمين على ذلك بعد فوات الأوان، أو تطلبي منه انت العودة بعد فترة ويرفض كما حدث في حالات مشابهة، وأكاد أسمعك تقولين: ولكنني إذا طلقت منه سأتزوج رجلا أفضل منه، وأقول لك: هكذا فكرت معظم المطلقات ولم تظفر معظمهن بالزواج الثاني وبكين كثيرا وحدهن ودفعن الثمن الغالي..
ولاشك أن استمرارك في زواج به بعض المشاكل أفضل كثيرا من الحياة وحيدة مع كل ما تعنيه هذه الكلمة من معاناة مؤلمة أدعو لك من كل قلبي بأن تحمي نفسك منها..
واسمحي لي أن أصارحك وأنا طرف محايد يتمنى لك الخير، بأنك لم تكوني موفقة إطلاقا عندما حاولت منع زوجك من الخروج لأنك كنت غاضبة، وتريدين أن يهتم بك، فقد أرسلت له بهذا التصرف رسالة مفادها أنك لا تحترمينه وتحاولين فرض وصايتك وسيطرتك عليه، فرد عليك بالضرب ليؤكد لك بصورة عملية رفضه لامتهانك لرجولته، وأؤكد لك أنه لا يوجد أي رجل يقبل بأن تمنعه زوجته من الخروج لأي سبب كان..
تقولين انك تساهمين في الانفاق وأن زوجك لا يقدر ذلك والحقيقة أنك قبلت الزواج به وأنت تعلمين ظروفه، أن أمامك خيارين، إما القبول بإمكانياته المادية (وحرمان) نفسك من التمتع بحياة أكثر رفاهية أو الاستمتاع بدخلك وبالإنفاق بدون (توقع) مقابل من زوجك، وبتذكر أنك قبلت الزواج منه لأسباب معينة ربما يكون من ضمنها تكوين أسرة والاستمتاع بمباهج الزواج ولوجود بعض المزايا به، فافرحي بذلك، ولا تقومي بالتركيز على عيوبه فلكل إنسان مزايا وعيوب، والزوجة الذكية –وحدها- هي التي تفرح بمزايا زوجها وإن قلت وتتجاهل عيوب زوجها وإن كثرت وتحرضه بحسن المعاملة وبالاحترام على أن يمنحها أفضل ما عنده..
وأرى أنك إذا تمكنت من شغل أوقات فراغك بما يفيد ويمتع من خلال الأمور المشروعة وحدها بالطبع، ستقل مشاكلك مع زوجك وتوقفي عن محاولة إجباره أن يتصرف كما تريدين وتعاملي معه بلطف ولين كما تتعاملين مع صديقتك المقربة وستربحين مكاسب رائعة بأسرع وأفضل مما تتخيلين. وفقك الله.
نجلاء محفوظ
كاتبة ومستشارة اجتماعية
رئيس القسم الادبي المناوب بجريدة الاهرام
|
|
|