21-05-2007, 07:28 PM
|
#7
|
عضو نشط
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 6003
|
تاريخ التسجيل : 03 2004
|
أخر زيارة : 12-10-2008 (09:24 PM)
|
المشاركات :
190 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
الأخت العزيزة..
سأبدأ بضرورة طرد التفكير في الانتحار لأنه خسارة في الدين والدنيا ولأن التفكير فيه يجعلك تتعاملين مع مشكلتك مع زوجك كأنها (مصيبة) يمكن أن تجهز على حياتك وكأن زوجك بيده مفتاح الحياة فهو وحده يملك إسعادك أو إصابتك بالتعاسة والحقيقة أنك يجب أن تتعاملي مع زوجك على أنه مجرد جزء من حياتك وأن هناك أجزاء أخرى في حياتك أكثر أهمية ومنها علاقتك بالخالق عز وجل، وصحتك النفسية والجسدية وأمومتك..
لذا أتمنى أن تتوقفي عن التفكير المتواصل فيما يفعله زوجك حتى لا تجهدي نفسك وتستنزفينها نفسيا وصحيا، كما يجعلك ذلك تشعرين بالغضب المتزايد من زوجك مما يحرمك من البحث الهادئ والتفكير الذكي في كيفية التوصل إلى أفضل تعامل ممكن مع زوجك للفوز (بأحسن) ما يمكن وليس ما تتمنين بالضبط.
فالحياة علمتنا ان ما لا يدرك كله لا يترك كله..
تقولين أن زوجك مثل الموسى يؤذيك سواء قررت إخراجه او ابتلاعه، وأقول لك لقد تألمت كثيرا لهذا الوصف وشعرت بمدى ألمك البالغ ودعوت لك (بالقفز) سريعا خارج هذه الدائرة المهلكة للنفس من الاستغراق في الألم، وتذكري أن الحياة قصيرة للغاية مهما طالت أعمارنا وليس من الذكاء تقصيرها بالاسترسال في التفكير فيما يؤلمنا..
وأكاد اسمعك تقولين ولكن كيف افعل ذلك..
أقول لك: هوني على نفسك تشاغلي بعض الشيء عن زوجك واحسمي أمرك معه، فأمامك 3 خيارات لا رابع لهم..
أما الخيار الأول والذي أتمنى ان ترفضيه، فهو الاستمرار في تصرفاتك وتفكيرك وبذا تقودين نفسك إلى المزيد والمزيد من الخسائر وستفقدين زوجك إلى الأبد والأهم ستخسرين صحتك النفسية وربما الجسدية أيضا، لاقدر الله وستحتل المرارة مكانها في قلبك بعدما تركت لغضبك منه قيادة حياتك مع زوجك وهو الطريق المؤكد للخسائر الفادحة..
أما الاختيار الثاني فهو الإصرارعلى طلب الطلاق وقد ذكرت أنك لا تستطيعين طلبه واحترمت صراحتك بشدة..
أما الاختيار الثالث والذي اشجعك عليه، فهو نزع الفتيل من غضبك الشديد من زوجك وبدء صفحة جديدة في تعاملك معه بالنظر إلى مزايا الاستمرار في الزواج (وإن قلت) والفرح بها والنظر بهدوء إلى عيوبه لمحاولة (انقاصها) قدر الإمكان وتدريجيا وعدم توقع تغير جذري أو سريع فهذا لن يحدث، فالأمر يستغرق بعض الوقت لكنني أرى أنه يستحق بذل الجهد..
وأذكرك بأن الجهد الذي ستبذلينه في إصلاح زوجك يقل بمراحل لا توصف عن الجهد الذي تشعرين به حاليا (ويأكل) بل ويلتهم أعصابك من جراء الغضب منه.
ولنبدأ بالتأكيد على ضرورة طرد التفكير الضار بأن زوجك لم يكن لينظر لغيرك لو كنت تشعرينه بالاكتفاء بك..
ولنستبدله بالقول بأن طريقتك في التعامل مع زوجك لم تكون موفقة، فالرجل لا يحب المرأة التي تدور حوله وتتوسل إليه من أجل اللقاء الزوجي كما كنت تفعلين، كما لا يحب ايضا من ترفضه كزوج كما تفعلين حاليا..
وتذكري يا أختي أن خير الأمور الوسط، فلا توسل للزوج ولا نفور منه، مع ضرورة تذكر أن اللقاء الزوجي هو مؤشر العلاقة الزوجية بشكل عام، فلابد من تحسين تعاملك مع زوجك واشعاره برغبتك في الاستمرار معه وبالاقبال عليه كأنثى تسعد معه وتسعده، وتندمج معه بسرعة بالقول والفعل والإحساس حتى ترتوي عاطفيا وتساعده ايضا على الارتواء حتى يكتفي بها ولو بعد حين..
أما عن عدم اهتمامه باللمسات فكيف يفعل وهو يشعر برفضك له وبعدم اندماجك معه، ابدأي أنت بالتجاوب وستحصدين ما تريدين ولو بعد فترة، واستمتعي معه ولا تطلبي الحد الأقصى قبل البدء، وتدرجي معه وستصلان سويا إلى لقاء زوجي ناجح بإذن الله..
واسمحي لي أن اصارحك بأنك لم تكوني موفقة عندما كلمت رفيقاته، فقد أسأت لنفسك بذلك، واعطيتهن الفرصة لمضايقتك، كما حرضته على التمادي في علاقته بهن حتى لا يقال أنه تركهن خوفا منك..
فلا تكرري ذلك ثانية من أجل نفسك وحتى لا يتمادى من قبيل العناد ولإثبات انه لا يخضع لرغباتك..
تقولين أنك تريدين التغيير ولكنك غير قادرة لأنه اعطاك انطباعا سيئا عنه، وأقول لك يمكنك تغيير هذا الانطباع، بالقول بأنه ليس اسوا رجل في العالم وأنك يمكنك (استدراجه) إلى التحسن في كل الأمور بشرط الاقتناع (الداخلي) أنك تستحقين حياة أفضل وأنك تتخذين الخطوات اللازمة من أجلك انت وليس من قبيل التنازل أو الخوف من الطلاق..
أما ما ذكرته بأنك تضحكين مجاملة له، وتخدمينه وانت مضطرة فأؤكد لك أن هذا يصله تماما، وبالتاكيد يسهم في زيادة الجفاء والمشاكل بينكما، فما تخفيه بلسانك تفضحه ملامح وجهك فتنبهي لذلك..
قولي لنفسك سأمنح نفسي فرصة استحقها بحياة أفضل وسأتعامل معه بود (حقيقي) وليس مفتعل، فهو زوجي وابو طفلتي وسأزيد تدريجا من مكاسبي من الزواج وسأستمتع بمباهج الزواج ما استطعت (وأحرضه) على الاكتفاء بي ليس عن طريق الغضب والتجاهل أو رفضه كزوج ولكن عن طريق الاهتمام بكلامي معه أن يكون لطيفا وودودا وأن يكون مظهري ناعما وانثويا طوال اليوم وليس أثناء اللقاء الزوجي فقط، وأن أتوقف عن انتقاده حتى لا يعاندن يوسيقلل ذلك كثيرا مما يضايقني بشرط أن اطرد غضبي المتراكم منه ولا اسمح بإفساد حياتي فمادمت اخترت الاستمرار معه فمن الذكاء تحسين هذا الزواج قدر استطاعتي تدريجيا والفرح بأي تقدم ولو كان بسيطا للغاية فلاشك أنه افضل من الحالة البشعة التي أعيش عليها الآن..
وتوقفي عن الدعاء عليه وعن متابعة علاقاته، وأصارحك بأن الطبيب لم يكن موفقا عندما صارحك بأنه لا يوجد لديك عيب وأن العيب من عند زوجك، لأن هذا ضاعف من غضبك من زوجك، وكان من الأفضل أن يخبرك بكيفية التعامل مع عيوب زوجك وان يذكرك بأنه لا يوجد إنسان بلا عيوب..
أما عن ممارسته للعادة السرية فالبعض يمارسونها بعد الزواج من قبيل الاعتياد والبعض الآخر لأنهم لا يحصلون على الاهتمام الكافي من الزوجات اثناء اللقاء الزوجي، وهذا ما يجعلني أكرر على أهمية التجاوب الحسي معه في هذا اللقاء..
ولا احب أن تتجاوبي معه لمجرد خوفك من لعنة الملائكة، فالأفضل أن تفعلي ذلك لتعطي لنفسك حقها ولزوجك حقه، ولتفوزي بالزواج الرائع لما تعف الزوجة نفسها ولتحسني علاقتك به ايضا، فما تفعلينه خوفا لا يمتعك ولا يمتعه..
وليس صحيحا ما ذكرته من أن المرأة لا تحاسب دينيا عن هجر زوجها إذا كان مخطئا في تصرفاته معها، فضلا عن أنك بذلك الرفض (تحرضينه) على البحث عن غيرك ليتزوجها او ليخونك معها فهل هذا ما تريدينه..
اتركي العناد والرغبة في معاقبة زوجك لأنهما يقودان إلى التعاسة..
ولم تكوني موفقة عندما سارعت بإخبار أهلك واهله وفضحه وكنت أتمنى تحسين الأمور بينكما.. ولابد من تحسين علاقتك بأهله، وانتهاز أية مناسبة للحديث معهم بود ولو عبر الهاتف ومراسلتهم وتذكرهم بالهدايا عند عودتكم للبلاد..
أما عن استغرابه لتزينك فهو يرجع إلى اعتياده على رفضك الدائم له كرجل فتجاهلي هذا الرد واهتمي بنفسك دائما واستمتعي بذلك وافعليه من أجل نفسك أولا..
أما عن البخل فربما لا يكون بخلا بقدر ما يكون حرصا على الاستفادة من اية خصومات فلا تتوقفي كثيرا عند تلك النقطة..
ولا تتعاملي مع ممارسة العادة السرية على أنه جرح لأنوثتك بقدر ما تعد (عرضا) لخلل في تجاوبك معه، فاصلحي الخلل وستتحسن الأمور..
وتوقفي تماما عن الحديث فيما يضايقه، فمثل هذه الأحاديث تزيد الأمور اشتعالا وتفسد ولا تصلح وغيري من تعاملك معه وستربحي بإذن الله وفضله..
واطمئني على كرامتك فهي مصانة ولم تتعرض للإهانة وكل ما هنالك أن السنوات الأولى للزواج تحدث بها بعض المشاكل وأنت لم تكوني مستعدة لذلك، فضلا عن ضيقك بالغربة ووجود فراغ كبير لديك أتمنى شغله بما يفيدك من هوايات مثل القراء وممارسة الرياضة البدنية لإفراغ شحنات التوتر أولا بأول والاستمتاع بأمومتك ومحاولة الاندماج مع الجالية الإسلامية والعربية في البلد الذي تعيشين فيه حاليا، وزيادة خبراتك في الحياة بشكل عام مما يمنحك قدرا (رائعا) من الرضا عن النفس مما سيجعلك اكثر قدرة على التعامل الإيجابي مع ما تكرهين من صفات زوجك..
ولم تكوني موفقة عندما أخبرته أن يفعل ما يريد بشرط أن يعطيك حقك كاملا، فقد منحته الإذن بفعل كل ما يريدين، وقد فعلت ذلك لأنك (غضبت) من اتهامه لك بالغيرة، ولابد من مراقبة لسانك وعدم الاندفاع في الرد..
اهدأي وقولي لنفسك: أنا شابة في عمر الزهور والحياة جميلة وسأزيد من جمالها بمساعدة نفسي على الفوز بزواج ناجح وسعيد وسأقوم بإصلاح مشاكلي والتي تسببت في زيادة اشتعالها من خلال التصرفات المندفعة وغير الموفقة، التي قمت بها لقلة خبراتي ولن أهزم نفسي بالاستسلام لأي شيء يعكر صفوي أو يحرمني من السعادة التي استحقها أنا وابني التي من حقها علي أن أحسن علاقتي بوالدها لنسعد جميعا..
وابدأي حياة جديدة بصلاة ركعتي الحاجة ليرزقك ربي افضل الطرق للتعامل مع زوجك بكل نعومة ورفق وأنوثة.. وفقك الله..
نجلاء محفوظ
كاتبة ومستشارة اجتماعية
رئيس القسم الادبي المناوب بجريدة الاهرام
|
|
|