21-05-2007, 09:57 PM
|
#2
|
عضو نشط
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 15205
|
تاريخ التسجيل : 05 2006
|
أخر زيارة : 16-08-2008 (10:11 PM)
|
المشاركات :
81 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
بسم الله الرحمن الرحيم
التتمة
هل تتأثر عندما تسمع القرآن؟
هل تتأثر عندما تصلي عند الإمام؟ هل تخشع؟ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ [الزمر:23].
كان عمر بن عبد العزيز يقوم الليل، فأخذ يبكي، فبكى أهله كلهم إشفاقاً عليه، وأبكى الجيران، وفي الصباح سُئِلَ رضي الله عنه: ما يبكيك رحمك الله؟
فقال: كنت أقرأ قوله تعالى: فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ [الشورى:7]، وتفكرت! فكنت لا أدري إلى أيهما أصير؟ هل أنا من فريق الجنة، أم من فريق السعير؟
بل تقول زوجته فاطمة : كان ينتفض من فراشه كما ينتفض العصفور، فَيُصلي فيبكي حتى تقول عنه زوجته: كنت أظن أن روحه سوف تخرج منه فيُصرع، ثم يقوم فيصلي، فيبكي حتى تكاد روحه تخرج منه، تقول: وهكذا يبكي حتى يسمع أذان الفجر، ثم يذهب إلى الصلاة.. انظروا إلى حالهم! أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا [محمد:24].
والله لو أنزل القرآن على جبل لتصدع فما بال هذا القلب! إنها الذنوب.
أيها الأخوة! أصبح الواحد منا يقرأ القرآن وكأنه يقرأ جريدةً، بل لو سمع قصة لتأثر، أما حين يسمع أحسن القصص فلا يتأثر، لو سمع عن عدو لخاف، أما حين يسمع عن عذاب الله فلا يخاف، يسمع عن النار: تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ [الزمر:23] إذا سمع آيات العذاب وآيات الوعيد، ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ [الزمر:23] هكذا المؤمن إذا سمع: إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَاداً [النبأ:21] اقشعر الجلد! لا يتحمل هذه الآيات .. يخاف، ثم بعد قليل: إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً [النبأ:31] يلين الجلد، ويهدأ القلب ويسكن، ويرجو رحمة الله.
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام الليل قرأ بسورٍ طويلة -بالسبع الطوال- فإذا مر بآية عذاب استعاذ بالله، وإذا مر بآية رحمة سأل الله من فضله ... هكذا كان يتفاعل مع الآيات، أما بعض الناس من ضعيفي الإيمان -ونحن منهم نسأل الله العافية- لو تسأله: ماذا صلى الإمام في صلاة العشاء؟ ماذا قرأ! فإنه لا يعرف شيئاً.. منذ متى خلوت بنفسك لتقرأ القرآن وتذكر الله؟ (ورجلٌ ذكر الله خالياً ففاضت عيناه ) يبكي من خشية الله.. هل وصلنا إلى هذه الدرجة؟! اعرف إيمانك يا عبد الله.
كثرة الوقوع في الذنوب والمعاصي
من علامات ضعف الإيمان: كثرة الوقوع في الذنوب والمعاصي.
كلما وقع في ذنب قال: صغيرة! وكلما وقع في ذنب قال: الحمد لله! صليت في جماعة إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ [هود:114] يدخل البيت ويفتح التلفاز وهو لا يُبالي ... يستمع إلى الأغاني، يقول: هذه صغيرة ولن تضرني، وإذا مر بالسوق نظر إلى فلانة وعلانة، ويقول: هذه صغيرة، وهذه لا تضر، ثم إذا ذهب إلى بيته جلس يتكلم في فلان، وإذا ذهب إلى المجالس يسمع غيبة في فلان، وينم بفلان، ويتكلم عن فلان، ويستبيح أعراض الناس.
خل الذنوب صغيرها وكبيرها ذاك التقى
واصنع كماشٍ فوق أر ض الشوك يحذر ما يرى
لا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى
حتى إذا جاء يوم القيامة: وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً [الكهف:49] نظرة نظرتها في السوق لا يغادرها، تلك الليلة عندما فتحت الجريدة لتقرأ الأخبار، فنظرت إلى المرأة، وقلت: صغيرة! تلك الليلة عندما جلست في الغرفة فتحت التلفاز لتستمع إلى الأخبار، وكانت امرأة مُذِيعة، فكنت تنظر إليها، وتقول: أخبار! ذلك المجلس الذي كنت تجلس فيه، وكنت تسمع فيه الغيبة والسخرية والنميمة، وكنت تقول: أنا لم أتكلم، أنا أستمع فقط.
ذلك اليوم عندما ذهبت إلى السوق لتشتري حاجات، وقابلتك امرأة تبيع وتشتري منها، وأخذت تكلمها وتنظر إليها، وتحادثها، وتضاحكها، وكنت تقول وأنت تحج نفسك فتقول: حاجة وضرورة، أنت مسكين! لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً [الكهف:49] هكذا ضعيف الإيمان يتهاون في الصغائر، حتى يبلغ به الأمر إلى أن يقع في الكبائر -نسأل الله العافية- إما في الفواحش، أو في الغيبة، أو في عقوق الوالدين، بل لعله يفعل المنكرات العظام، بل يبدأ يجاهر (كل أمتي معافى إلا المجاهرين ) يجلس أمام الناس ويعصي الله ويفعل المنكرات، بل يفتخر أنه فعل كذا وكذا، ويقول للناس: سافرت إلى المكان الفلاني، وفعلت كذا وكذا، فيفتخر أنه كان يعصي الله عز وجل.
عدم الشعور بالمسلمين
من علامات ضعف الإيمان: أن الإنسان لا يشعر بغيره من المسلمين، فإذا كلمته عن أحوال المسلمين في دول الغرب -في الدول الشرقية أو الغربية في الشمال أو الجنوب- قال: نحن ما الذي علينا! هذه من علامات ضعف الإيمان، أن الإنسان لا يشعر ولا يُبالي بغيره.
التكاسل عن العبادات
من علامات ضعف الإيمان -يا عباد الله- التكاسل عن العبادات.
في السابق كان أول التزامه أنه كان يصلي في الصف الأول، أما الآن ما باله بدأ يصلي في الصف الثاني أو الثالث أو الصف الأخير.
ما باله لا يأتي إلا عند الإقامة.
فلان حاسب نفسك! لا تأتي إلا في الركعة الأخيرة وتظن أنك على خير (لا يزال أقوام يتأخرون عن الصفوف الأول حتى يؤخرهم الله ) مسكين! لا يعرف أن من علامات النفاق: وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاؤُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلاً [النساء:142].
كان في بداية التزامه كان يوجد في جيبه كتيب حصن المسلم ، يقرأ الأذكار في الصباح والمساء، أما الآن ما بالك يا فلان! نسيت أذكار الصباح والمساء.. أين ذكر الله يا عبد الله؟! ما بالك تغيرت، كنت في السابق تفتح المصحف في اليوم: الساعة، والساعتين، والثلاث، ما بالك الآن؟ ما الذي حدث؟ ما الذي جرى يا عبد الله؟
إنه ضعف الإيمان! كنت ليلة من الليالي تقوم الليل بركعتين، أو أربع، أو أكثر، أو أقل، ما بالك اليوم لا تتذكر قيام الليل إلا في رمضان.
كنت في السابق تصوم الاثنين والخميس، أما الآن فلا تصوم ولا يوماً واحداً في الشهر، ما بالك يا عبد الله! إنها علامة لضعف الإيمان، وأنت لا تشعر.
عدم إنكار المنكر
من علامات ضعف الإيمان: أنه يرى المنكر ولا يتحرك، ولا يتغير، ولا يتضجر، ولا يشمئز.
يرى المنكرات وكأنها ليست بمنكرات، والله عز وجل يقول عن أولئك الذين ينكرون المنكر: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ [آل عمران:110] لأن من علامة قوة الإيمان إنكار المنكر، أما ضعيف الإيمان فكان في السابق إذا رأى المنكر أغلق التلفاز، إذا رأى منكراً لعله تكلم ونصح؛ وإن لم يستطع فإنه يخرج من هذا المجلس، أما الآن فقد ضعف إيمانه، فتراه ينظر إلى المنكرات، بل لعله يفعلها وهو لا يشعر، يمر في الأسواق فيرى المنكرات وكأنه لا يراها، ينظر إلى المنكرات وكأنها معروفاً، بل يجلس في مجلس فيه منكر، فلا تراه يتغير ولا يتحرك ولا يخرج من هذا المجلس، لأن الإيمان ضعيف كما قال عليه الصلاة والسلام: (وذلك أضعف الإيمان ) أتعرفون في من هذا؟
هذا في الرجل يجلس في المجلس، فيرى منكراً ما، فلا يستطيع أن يُغيِّره لا بيده ولا بلسانه، فمن الضيق الذي في قلبه تراه يخرج من هذا المجلس، وهذا من أضعف الإيمان؛ فماذا نقول في من يجلس يا عباد الله؟!
ماذا نقول في من يذهب برجليه إلى أماكن المنكرات بل هو الذي يفعل المنكرات؟
يا إخوة الإيمان! ضعفُ في الإيمان والإنسان لا يشعر، حتى إذا جاء يوم القيامة: قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً [الكهف:103-104].
كان بعض السلف يبكي بُكاءً شديداً عندما يقرأ قوله تعالى: وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ [الزمر:47].
|
|
|