عرض مشاركة واحدة
قديم 22-05-2007, 09:46 AM   #6
نجلاء محفوظ
عضو نشط


الصورة الرمزية نجلاء محفوظ
نجلاء محفوظ غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 6003
 تاريخ التسجيل :  03 2004
 أخر زيارة : 12-10-2008 (09:24 PM)
 المشاركات : 190 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


بارك الله لك ولصديقاتك (الرائعات( وضاعف لكن من خيري الدين والدنيا أنتن وأولادكن بل وذريتكن إلى يوم الدين..
ومن الجميل أن تحاولن تجنيب أولادكن، أي معاناة تعرضتن لها، ويمكنكن ذلك –بهدوء وتأن- عن طريق تبادل خبراتكن في هذا المجال والاستفادة من التجارب المؤلمة لتجنبها وإخبار أولادكن أنكن بالغي الاهتمام بهم وتحاولن تجنيبهن ما تعرضتن له.
ولكن أحذرن من الإسراف في ذلك ومن التعامل مع الأبناء على أنهم أشياء هشة قابلة للكسر، فكما قيل –عن حق- أن ما لا يحطمني يقويني، وأن التجارب المؤلمة –عافكن الله وأولادكن منها- تصقل الإنسان وتزيده صلابة وتنمي من مناعته النفسية والاجتماعية..
وأتذكر هنا ما قاله طبيب بأنه لاحظ أن بعض الأمراض لا تصيب الفقراء أو من يعيشون في ظروف لا تتوخى فيها النظافة (التامة) وتصيب فقط الذين يبالغون في النظافة الشديدة، لأن هناك بعض الجراثيم التي تصيب الإنسان وتؤدي إلى تدعيم مناعته. وبالطبع أنا هنا لا أدعو إلى ترك النظافة ولكن أذكر فقط بعدم المبالغة في الرغبة في حماية الأبناء من أية مخاطر غير مقصودة، في التربية، وتذكر أننا جميعا كأمهات بشر نخطئ ونصيب، وأن ما يدعم مناعة أولادنا النفسية والاجتماعية ليس التحسب الزائد لعدم الوقوع في الأخطاء، ولكن اكتساب صداقتهم بلطف وبصورة غير مباشرة ومنحهم القدر الكافي من الحب والاحتضان العاطفي وافهامهم بالقول وبالفعل أنهم يحتلون المكانة الأولى لدينا وتشجيعهم في الوقت نفسه على مبادلتنا الحب بالحب، والاهتمام بالاهتمام، وعلى تقدير عواطفنا واهتمامنا بهم وعدم التعامل معه بلا مبالاة وكأنه أمر مفروغ منه، والتعامل بحزم مع أخطائهم وردعهم ومنعهم من التمادي بها والمزج ما بين التدليل والحزم والثواب والعقاب والتشجيع والردع..
أما عن تساؤلك إذا كانت ذاكرة أطفالك تحمل ظروفا قاسية، فأفضل (محو) لهذه الذكريات –إن وجدت- بإقامة صداقة قوية ومنحهم الحب بدون مبالغة أو اعتذار عما سبق، فلا شك أن أي أخطاء قمت بارتكابها، كانت لقلة الخبرة وحدثت بلاشك بدون قصد، فلا تخطئ بالإحساس بالذنب مما قد يدفعك إلى التغاضي عن أخطاء يرتكبونها حاليا لتعويضهم عما فات، وتذكري أنه لا يوجد أبناء بلا أخطاء وأنه من الرحمة بهم منعهم من التمادي فيها باللين حينا وبالردع والحزم أحيانا..
ومرة ثانية بارك الله لكي ولكن تذكري أن خير الأمور الوسط فلا إفراط ولا تفريط..

نجلاء محفوظ
كاتبة ومستشارة اجتماعية
رئيس القسم الادبي المناوب بجريدة الاهرام